ثم دخلت سنة أربع وأربعمائة
فمن الحوادث فيها :
أنه في يوم الخميس غرة ربيع الأول ،
انحدر فخر الملك إلى دار الخلافة ، فلما صعد من الزبزب تلقاه
أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان ، وقبل الأرض بين يديه مرارا وفعل من كان معه من الحجاب وقدم الدار مثل ذلك ، وقدمت له دابة فركبها من المشرعة إلى الموضع الذي نزل فيه
عضد الدولة من
دار السلام ، ودخل والحجاب قدامه وأجلس في الرواق الذي دون قبة الخمار ، وجلس الخليفة في القبة ، ودعا
فخر الملك ووصل الناس بعده على مراتبهم ، ثم زحموا ودخلوا بأسرهم فامتلأ الموضع وكثر البوش واللغط ، وامتنع على الحجاب أن يمسكوا الأبواب ، فقال الخليفة ، يا
فخر الملك ، امنع من هذا الاختلاط ، فأخذ دبوسا ورد كثيرا من الناس وأخرجهم ، ووكل النقباء والستريين بباب القبة ، وقرأ
أبو الحسن علي بن عبد العزيز عهد سلطان الدولة بالتقليد [له ] والألقاب ، فلما فرغ منه أوقع الخليفة علامته فيه وأحضرت الخلع ، فكانت سبعا على العادة ، ومعممة سوداء ، وسيفا وتاجا مرصعا ، وسوارين ، وطوقا ، وكل ذلك مصوغ من ذهب ، وفرسين بمركبين من ذهب ، ولواءين تولى الخليفة عقدهما بيده ، ثم أعطاه سيفا وقال للخادم ، قلده به فهو فخر له ولعقبه يفتح به شرق الأرض وغربها .
[ ص: 99 ]
وفي هذه السنة حج بالناس
أبو الحسن محمد بن الحسن بن الأقساسي وكذلك في سنة خمس وست .