ذكر
من توفي في هذه السنة من الأكابر
3050 -
بكر بن شاذان بن بكر ، أبو القاسم المقرئ الواعظ .
ولد سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=14244جعفرا الخلدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11944وأبا بكر الشافعي ، وقرأ القرآن على جماعة ، روى عنه
الأزهري ،
والخلال ، وكان ثقة أمينا صالحا .
[ ص: 104 ]
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14231أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، قال : حدثني
الحسن بن غالب المقرئ أن
بكر بن شاذان وأبا الفضل التميمي جرى بينهما كلام ، فبدر من
أبي الفضل كلمة ثقلت على
بكر وانصرفا ، ثم ندم
التميمي فقصد
أبا بكر بن يوسف ، فقال له : قد كلمت
بكرا بشيء جفا عليه وندمت على ذلك ، وأريد أن تجمع بيني وبينه ، فقال له
ابن يوسف : سوف يخرج لصلاة العصر ، فخرج
بكر وجاء إلى
ابن يوسف والتميمي عنده ، فقال له
التميمي : أسألك أن تجعلني في حل ، فقال : سبحان الله ما فارقتك حتى أحللتك ، وانصرف فقال
التميمي : قال لي والدي : يا
عبد الواحد احذر أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها ؟ قال
ابن غالب وانصرف
التميمي . وكان
لبكر ورد من الليل لا يخل به .
توفي في شوال هذه السنة ، وله نيف وثمانون سنة ، ولم تفته جمعة قط غير الجمعة التي مات في غدها ، لأنه مات في غداة يوم السبت ، ودفن في مقبرة
أحمد .
3051 -
بدر بن حسنويه بن الحسين ، أبو النجم الكردي .
من أهل
الجبل رتبه
عضد الدولة أبو شجاع بعد موت
حسنويه ، فكانت له الولاية على
الجبل وهمذان والدينور وبروجرد ونهاوند وأسداباذ وغير ذلك ، وقامت هيبته بالشجاعة والسياسة والعدل وكثرة الصدقة وكناه
nindex.php?page=showalam&ids=14934القادر أبا النجم ، ولقبه
ناصر الدولة ، وعقد له لواء وأنفذه إليه ، وكانت أعماله آمنة ، فإذا وقف حمل في البرية تركه صاحبه ومضى فجاء بما يحمله عليه ، ولما عاث قومه في البلاد عمل لهم دعوة ، وقدم فيها أنواع الطبائخ ، ولم يقدم خبزا فجلسوا ينتظرون الخبز ، كلوا ، قالوا ، أين الخبز ؟ قال فإذا كنتم
[ ص: 105 ] تعلمون أنه لا بد لكم منه فلم أفسدتم الحرث ، لئن يعترض أحدكم بصاحب زرع لأقابلنه بسفك دمه .
واجتاز يوما برجل محتطب وقد حمل الحطب على ظهره وهو يبكي ، فقال له :
ما لك ؟ قال : إني ما استطعمت البارحة طعاما ، وكان معي رغيفان أريد أن أتغذى بهما وأبيع الحطب ، وأتقوت بثمنه أنا وعيالي ، فاجتازني أحد الفرسان فأخذ الرغيفين ، فقال : هل تعرفه ؟ قال : بوجهه ، فجاء به إلى مضيق فوقف معه حتى اجتاز العسكر فمر صاحبه فقال : هذا ، فأمر بدر أن ينزل عن فرسه وألزمه حمل الحطب على ظهره في البلد وبيعه وتسليم ثمنه إلى صاحبه جزاء لما فعل ، فرام الرجل أن يفتدي نفسه بمال حتى بلغ بوزن الحطب دراهم ، فلم يقبل منه حتى فعل ما أمره به ، فقامت الهيبة في النفوس ولم يقدم بعدها أحد من أصحابه على شيء ، وكانت جراياته وصدقاته متصلة على الفقهاء والأشراف والقضاة والشهود والأيتام والضعفاء ، وكان يصرف كل سنة ألف دينار إلى عشرين رجلا يحجون عن والدته ، وعن
عضد الدولة لأنه كان السبب في ملكه ، وكان يتصدق في كل جمعة بعشرة آلاف درهم على الضعفاء والأرامل ويصرف [في ] كل سنة ثلاثة آلاف دينار إلى الأساكفة والحذائين بين
همذان وبغداد ليقيموا للمنقطعين من الحاج الأحذية ، وكان يصرف إلى تكفين الموتى كل شهر عشرين ألف درهم ، ويعمر القناطر ، واستحدث في أعماله ثلاثة آلاف مسجد وخان للغرباء ، ولم يمر بماء جار إلا بنى عنده قرية ، وكان ينفذ كل سنة في الصدقات على أهل
الحرمين وخفر الطريق ومصالحها مائة ألف دينار ، وكان ينفق على عمارة المصانع وتنقية الآبار ، وجمع العلوفة في الطريق ، وكان يعطي سكان المنازل رسوما لقيامها ويحمل إلى
الحرمين والكوفة وبغداد ما يفرق على الأشراف والفقهاء والقراء والفقراء وأهل البيوتات ، فلما توفي انقطع ذلك وأثر في أحوال أهله ووقف أمر الحج ، وكان يكثر من الصلاة والتسبيح ولا يقطع بره عن أحد لذنب ، فإن مات أعاد ذلك على ولده ، وكان يرتفع إلى خزانته في كل
[ ص: 106 ] سنة بعد المؤن [والصدقات ] عشرون ألف درهم لأنه كان يعمر الأماكن [ويعدل ] وكان له من الدواب المرتبطة ألف وسبعمائة ، وفي الجشير عشرون ألف رأس ، وكان
بدر قد حاصر
حسن بن مسعود الكردي فضجر أصحابه من طول الحصار فجاءه رجل كردي ، فقال له : إنهم قد عزموا على قتلك ، فقال : من هؤلاء الكلاب حتى يقدموا على ذلك ؟ فعاوده فقال : لا أريد نصحك ، فهجموا عليه فقتلوه ونهبوا معسكره .
توفي في هذه السنة ، وكانت مدة إمارته اثنتين وثلاثين سنة ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين
علي عليه السلام فدفن به ، ووجد في قلعته أربعة عشر ألف بدرة عينا ، وأربعين ألف بدرة ورقا .
3052 -
الحسن بن الحسين بن حمكان ، أبو علي الهمذاني .
أحد فقهاء
الشافعية ، نزل
بغداد بقرب
دار القطن في
نهر طابق ، وحدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=14244الخلدي والنقاش وغيرهما من البغداديين والبصريين ، وكان في شبيبته قد عني بالحديث ، وقال : كتبت
بالبصرة عن أربعمائة ونيف وسبعين شيخا ، ثم طلب الفقه بعد ، فدرس على
أبي حامد المروروذي . روى عنه
الأزهري ، وقال : كان ضعيفا ليس بشيء في الحديث .
توفي في جمادى الأولى من هذه السنة ودفن في منزله .
3053 -
[الحسن بن عثمان بن بكران بن جابر ، أبو محمد العطار
:
[ ص: 107 ]
ولد في سنة ثلاثين وثلاثمائة . سمع
nindex.php?page=showalam&ids=14642إسماعيل الصفار ،
nindex.php?page=showalam&ids=12763وأبا عمرو بن السماك ،
والنجاد ،
والنقاش . روى عنه
الخلال ،
nindex.php?page=showalam&ids=13855والبرقاني ،
والصيمري . وكان ثقة صالحا دينا .
توفي في شعبان هذه السنة ودفن في
مقبرة باب حرب ] .
3054 -
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم ، أبو محمد الأسدي المعروف بابن الأكفاني :
ولد سنة ست عشرة وثلاثمائة ، وحدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=15167القاضي المحاملي ،
ومحمد بن مخلد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13370وابن عقدة وغيرهم روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني ،
والتنوخي .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز ، أخبرنا
أبو بكر بن ثابت ، قال : قال لي
التنوخي : قال لي
أبو إسحاق الطبري : من قال إن أحدا أنفق على العلم مائة ألف دينار غير
أبي محمد ابن الأكفاني ، فقد كذب ، وقال لي
التنوخي : ولي
nindex.php?page=showalam&ids=12588ابن الأكفاني قضاء
مدينة المنصور ، ثم ولي قضاء
باب الطاق ، وضم إليه سوق الثلاثاء ، ثم جمع له قضاء جميع
بغداد في سنة ست وتسعين وثلاثمائة .
توفي
أبو محمد الأكفاني في صفر هذه السنة عن خمس وثمانين سنة ، ولي منها القضاء أربعين سنة نيابة ورياسة ، ودفن في داره
بنهر البزازين .
3055 -
عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس ، أبو سعد الحافظ الإستراباذي .
ويعرف
بالإدريسي ، كان أبوه من
إستراباذ ، وسكن هو
سمرقند ، وكان أحد من
[ ص: 108 ] رحل في طلب العلم وعني بالحديث ، وسمع من
الأصم ، وصنف تاريخ
سمرقند وعرضه على
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، فقال : هذا كتاب حسن ، وحدث
ببغداد فسمع منه
الأزهري ،
والتنوخي ، وكان ثقة . وتوفي في هذه السنة .
3056 -
عبد السلام بن الحسين بن محمد بن أحمد البصري اللغوي .
ولد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة . سمع من جماعة وحدث
ببغداد ، وكان صدوقا عالما أديبا وقارئا للقرآن عارفا بالقراءات ، وكان يتولى النظر
ببغداد في دار الكتب ، وكان سمحا جوادا ، وربما جاءه السائل وليس معه شيء يعطيه فيدفع إليه بعض كتبه التي لها قيمة كثيرة .
وتوفي في محرم هذه السنة ، ودفن
بالشونيزية عند قبر
أبي علي الفارسي .
3057 -
عبد الغفار بن عبد الرحمن ، أبو بكر الدينوري الفقيه :
كان آخر من أفتى على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ببغداد في
جامع المنصور ، وكان إليه النظر في الجامع والقيام بأمره .
توفي في شوال هذه السنة ، ودفن في المقبرة خلف الجامع .
3058 -
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة ، أبو نصر السعدي الشاعر :
له شعر موصوف .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، قال : أنشدنا
علي بن محمد بن الحسن ، الحربي ، قال : أنشدنا
أبو نصر بن نباتة لنفسه :
وإذا عجزت عن العدو فداره وامزح له إن المزاح وفاق [ ص: 109 ] فالنار بالماء الذي هو ضده
تعطي النضاج وطبعها الإحراق
توفي
أبو نصر في شوال هذه السنة .
3059 -
محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم ، أبو عبد الله الحاكم الضبي يعرف بابن البيع :
من أهل
نيسابور ولد في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، وأول سماعه في سنة ثلاثين ، وكان من أهل الفضل والعلم والحفظ للحديث ، وله في علوم الحديث مصنفات قدم
بغداد وحدث عن
أبي عمرو بن السماك ،
والنجاد ،
ودعلج وغيرهم ثم عاد فوردها وقد علت سنه فحدث بها عن
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبي العباس الأصم وغيره .
روى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ،
nindex.php?page=showalam&ids=12477وابن أبي الفوارس ، وغيرهما ، وكان ثقة .
إلا أنه قد أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز ، أخبرنا
أبو بكر أحمد بن ثابت قال : كان
ابن البيع يميل إلى التشيع ، فحدثني
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي ، قال : جمع
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبو عبد الله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم يلزمهما إخراجها في صحيحهما ، منها : "حديث الطائر" ، "ومن كنت مولاه فعلي مولاه" ، فأنكر عليه أصحاب الحديث ولم يلتفتوا فيه إلى قوله ولا صوبوه في فعله .
أخبرنا
محمد بن ناصر ، أخبرنا
محمد بن طاهر المقدسي الحافظ ، قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070أبو عبد الله الحاكم : حديث الطائر لم يخرج في الصحيح وهو صحيح . قال
ابن طاهر :
حديث موضوع إنما جاء من سقاط أهل
الكوفة عن المشاهير والمجاهيل عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس وغيره ،
[ ص: 110 ] قال
ابن طاهر : فلا يخلو
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من أمرين : إما أنه يجهل الصحيح فلا يعتمد على ما يقوله ، وإما يعلمه ثم يقول خلافه فيكون معاندا كذابا .
أنبأنا
محمد بن عبد الباقي ، عن
أبي محمد التميمي ، عن
أبي عبد الرحمن السلمي قال : دخلت على
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبي عبد الله وهو في داره لا يمكنه الخروج إلى المسجد من جهة أصحاب
أبي عبد الله بن كرام ، وذلك أنهم كسروا منبره ومنعوه من الخروج ، فقلت له : لو خرجت وأمليت في فضائل هذا الرجل يعني
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية لاسترحت من هذه المحنة ، فقال : لا يجيء من قلبي ، لا يجيء من قلبي ، لا يجيء من قلبي .
توفي
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم بنيسابور في صفر هذه السنة .
3060 -
هبة الله بن عيسى :
كاتب
مهذب الدولة علي بن نصر البطائحي كان وزيره ومدبر أمره وكان من أشد الكتاب ومترسليهم وكان يفضل على الأدباء والعلماء ومن شعره .
أضنن بليلى وهي غير سخية تبخل ليلى بالهوى وأجود
وأعذل في ليلى ولست بمنته وأعلم أني مخطئ وأعود
وقد ذكرنا خدمته
للقادر وملاطفته له حين أقام عندهم
بالبطيحة ، وتحديث
nindex.php?page=showalam&ids=14934القادر له بالمنام الذي رآه ، توفي في ربيع الأول من هذه السنة .
3061 -
يوسف بن محمد بن كج ، أبو القاسم :
كان من شيوخ
الشافعيين ، وكانت له نعمة عظيمة ، وولي القضاء
بالدينور وأعمال
بدر بن حسنويه ، فلما تغيرت البلاد بهلاك
بدر بن حسنويه قتله قوم من العيارين ليلة سبع وعشرين من رمضان هذه السنة .
[ ص: 111 ]