ذكر
من توفي في هذه السنة من الأكابر
3066 -
أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن دوست ، أبو عبد الله البزاز .
ولد في صفر سنة [ثلاث وعشرين ] وثلاثمائة ، وحدث عن
محمد بن جعفر المطيري ،
وإسماعيل الصفار ،
والبرذعي ، وغيرهم ، وكان مكثرا من الحديث عارفا به حافظا له ، أملى الحديث من حفظه
وابن شاهين ،
nindex.php?page=showalam&ids=15183والمخلص حين تكلموا فيه بشيء لا يؤثر ، فقال
الأزهري : رأيت كتبه كلها طرية ، وكان يذكر أن أصوله العتق غرقت ، وهذا ليس بشيء لأنه من الجائز أن يكون قد قابل بالطرية نسخا [قد ] قرئت عليه ، وقد كان الرجل يملي من حفظه ، فيجوز أن يكون حافظا لما ذهب .
أخبرنا
القزاز ، أخبرنا
ابن ثابت ، قال : حدثني
عيسى بن أحمد بن عثمان الهمذاني ، قال : سمعت
حمزة بن محمد بن طاهر ، يقول : مكث
ابن دوست سبع
[ ص: 122 ] عشرة سنة يملي الحديث عارفا بالفقه على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وكان عنده عن
nindex.php?page=showalam&ids=14642إسماعيل الصفار وحده صندوق ، سوى ما كان عنده عن غيره ، قال : وكان يذاكر بحضرة
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، ويتكلم في علم الحديث ، فتكلم فيه
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني بذلك السبب ، وكان
محمد بن أبي الفوارس ينكر مضينا إليه وسماعنا منه ، ثم جاء بعد ذلك وسمع منه .
أخبرنا
القزاز ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14231أحمد بن علي [الخطيب ] قال : حدثني
أبو عبد الله الصوري ، قال : قال
حمزة بن محمد بن طاهر : قلت لخالي
أبي عبد الله بن دوست :
أراك تملي المجالس من حفظك فلم لا تملي من كتابك ؟ فقال لي : انظر فيما أمليت فإن كان في ذلك خطأ لم أمل من حفظي ، وإن كان جميعه صوابا فما الحاجة إلى الكتاب .
توفي
أبو عبد الله [ابن دوست ] في رمضان هذه السنة ، ودفن حذاء منارة
جامع المنصور .
3067 -
محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان ، أبو الطيب العكبري :
سكن
بغداد وحدث بها عن
محمد بن أيوب الزاهد ،
وإبراهيم بن علي الباقلاوي وغيرهما .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، قال : سألت
أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان عنه ، فعرفه ووثقه وأثنى عليه ثناء حسنا ، وقال : كان صدوقا .
قال
ابن ثابت : وحدثني عنه
أبو منصور بن عبد العزيز العكبري ، وقال لي : ولد
بعكبرا في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ، وسمعنا منه
ببغداد وبعكبرا ، ومات
ببغداد سنة سبع وأربعمائة .
[ ص: 123 ]
3068 -
محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل ، [ أبو الحسين الضبي القاضي المعروف بالمحاملي :
سمع
nindex.php?page=showalam&ids=14642إسماعيل بن محمد الصفار nindex.php?page=showalam&ids=12763وأبا عمرو بن السماك ،
وأبا بكر النجاد ،
وأبا عمر الزاهد ، وكان ثقة صادقا خيرا .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرنا
عبد الكريم بن محمد الضبي ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14269أبو الحسن الدارقطني ، قال :
محمد بن أحمد بن القاسم أبو الحسين المحاملي الفقيه الشافعي حفظ القرآن والفرائض وحسابها والدور ودرس الفقه على مذهب الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وكتب الحديث ، ولزم العلم ، ونشأ فيه ، وهو عندي ممن يزداد خيرا كل يوم ، مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة .
قال
ابن ثابت : مات
أبو الحسين يوم الخميس العاشر من رجب سنة سبع وأربعمائة .
3069 -
محمد بن الحسين [بن محمد ] بن الهيثم ، أبو عمر البسطامي الواعظ الفقيه على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي :
كان مناظرا ، وكان
أبو حامد يجله ولي قضاء
نيسابور ، وحدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني وغيره ، وتوفي
بنيسابور في هذه السنة .
3070 -
محمد بن علي بن خلف ، أبو غالب الوزير الملقب فخر الملك .
كان من أهل
واسط ، وكان أبوه صيرفيا ، فتنقلت به الأحوال إلى خدمة
بهاء الدولة ابن عضد الدولة ، وحمل إليه أموال
بدر بن حسنويه ، وحصل لنفسه منها الكثير ، ولما
[ ص: 124 ] خلعت عليه خلع الوزارة أعطى كل واحد من صغار الحواشي مائة دينار ودستا من الثياب ، وأعطى حراس دار الملك السودان كل واحد عشرين دينارا ، وكانوا يزيدون على الخمسين ، وسد البثوق ، وعمر سواد
الكوفة ، وعمل الجسر
ببغداد ، وكان قد نسي وبطل وعمل له درابزينات ، وعمر المارستان وداره بأعلى الحريم الظاهري قال لها الفخرية ، وهذه الدار كانت للمتقي لله وابتاعها
عز الدولة بختيار بن معز الدولة وخربت فعمرها
فخر الملك وأنفق عليها أموالا كثيرة وفرغ منها في رمضان سنة اثنتين وأربعمائة .
وعصفت في هذه السنة ريح ، فقصفت
ببغداد زائدا على عشرين ألف نخلة ، فاستعمل
فخر الملك أكثرها في أبنيته ، وكان كثير الصلاة والصلات يجري على الفقهاء ما بين
بغداد وشيراز ، وكسا في يوم ألف فقير ، وسن تفرقة الحلوى في النصف من رمضان ، وأهمل بعض الواجبات ، فعوقب سريعا وذلك أن بعض خواصه قتل رجلا ظلما ، فتصدت له زوجة المقتول تستغيث ولا يلتفت إليها ، فلقيته ليلة في مشهد
باب التبن وقد حضر للزيارة ، فقالت له :
يا فخر الملك القصص التي كنت أرفعها إليك ولا تلتفت إليها قد صرت أرفعها إلى الله تعالى ، وأنا منتظرة خروج التوقيع من جهته ، فلما قبض عليه ، قال : لا شك أن توقيعها قد خرج .
وقتله
سلطان الدولة ابن بهاء الدولة بالأهواز في هذه السنة وكان عمره اثنتين وخمسين سنة ، وأشهر وأخذ من ماله ما بلغ ستمائة ونيفا وثلاثين ألف دينار سوى الضياعات والثياب والفروش والآلات ، وقيل : إنه وجد له ألف ألف ومائتا ألف دينار مطيعية ، وكان استخراج ماله عجيبا ، وذلك أن
أبا علي الرخجي الوزير أثار هذه الأموال ، وكانت ودائع عند الناس ، وكان
فخر الملك قد احتجز لنفسه من قلعة
بدر بن حسنويه ما يزيد على ثلاثة آلاف ألف دينار ، وأودعها جماعة فوقف
nindex.php?page=showalam&ids=14364الرخجي على تذكرة له فاستخرجها من غير ضرب بعصا على ما نذكر في ترجمة
nindex.php?page=showalam&ids=14364الرخجي ، وقد ذكر فيها أقواما أودع قد لحن بأسمائهم وكنى عن ألقابهم .
[ ص: 125 ]