ثم دخلت سنة ثمان وأربعمائة
[تفاقم الفتنة بين
الشيعة والسنة ]
فمن الحوادث فيها :
أن الفتنة بين
الشيعة والسنة تفاقمت ، وعمل أهل
نهر القلائين بابا على موضعهم ، وعمل أهل
الكرخ بابا على الدقاقين مما يليهم ، وقتل الناس على هذين البابين ، وركب
المقدام أبو مقاتل ، وكان على الشرطة ليدخل [
الكرخ ] فمنعه أهلها والعيارون الذين فيها ، وقاتلوه فأحرق الدكاكين وأطراف
نهر الدجاج ، ولم يتهيأ له الدخول .
[استتابة nindex.php?page=showalam&ids=14934القادر المبتدعة ]
وفي هذه السنة : استتاب
nindex.php?page=showalam&ids=14934القادر المبتدعة .
أخبرنا
سعد الله بن علي البزاز ، أخبرنا
أبو بكر الطريثيثي ، أخبرنا
هبة الله بن الحسن الطبري ، قال : وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب
nindex.php?page=showalam&ids=14934القادر بالله أمير المؤمنين فقهاء
المعتزلة الحنفية ، فأظهروا الرجوع ، وتبرءوا من الاعتزال ، ثم نهاهم عن الكلام والتدريس والمناظرة في الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام ، وأخذ خطوطهم بذلك ، وأنهم متى خالفوه حل بهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم ، وامتثل
يمين الدولة وأمين الملة أبو القاسم محمود أمر أمير المؤمنين ، واستن بسننه في
[ ص: 126 ] أعماله التي استخلفه عليها من
خراسان وغيرها في قتل
المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة ، وصلبهم وحبسهم ونفاهم ، وأمر بلعنهم على منابر المسلمين ، وإبعاد كل طائفة من أهل البدع وطردهم عن ديارهم ، وصار ذلك سنة في الإسلام .
وفي هذه السنة :
عقد سلطان الدولة على جبارة بنت قرواش بن المقلد بصداق مبلغه خمسون ألف دينار .