ثم دخلت
سنة ثلاثين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه في ليلة الثلاثاء لست بقين من ربيع الآخر سقط ثلج بجانبي
مدينة السلام من وقت العتمة إلى نصف الليل ، وعلا على وجه الأرض قدر شبر ، فرماه الناس من سطوحهم بالرفوش ، وبقي أياما في الدروب .
وفي جمادى الآخرة ملك سلجوق
خراسان والجبل ، وهرب
مسعود بن محمود بن سبكتكين ، وأخذوا الدولة واستولى
طغرل بك أبو طالب محمد وأخوه
داود ونيروز أولاد
ميكائيل على البلاد ، وتقسموا الأطراف .
وفي يوم الثلاثاء لتسع بقين من جمادى الآخرة ، وكان العشرين من آذار: وافى حر شديد كأشد ما يكون في حزيران وتموز ، فلما كان يوم الثلاثاء والأربعاء بعدهما جاء برد شديد جمد منه الماء .
وفي يوم الخميس من شعبان: جلس الخليفة ، وخلع على قاضي القضاة أبي
عبد الله الحسين بن [علي بن] ماكولا خلع التشريف قريبا مما طرقه من المصيبة بالوزير أبي القاسم أخيه ، وقرئ توقيع جميل في أمره .
[ ص: 268 ]
وفي يوم السبت النصف من هذا الشهر: قبل قاضي القضاة [
أبو عبيد الله] شهادة
أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي .
وفي هذه السنة: خوطب
أبو منصور ابن جلال الدولة بالملك العزيز ، وكان مقيما
بواسط وبه انقرض ملك بني بويه .
ولم يحج الناس في هذه السنة من
خراسان والعراق ومصر والشام كثير أحد .