ثم دخلت
سنة أربع وثلاثين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أن الجوالي افتتحت في أول المحرم فأنفذ الملك
أبو طاهر من منع أصحاب الخليفة عنها وأخذ ما استخرجوه منها وأقام فيها من يتولى جبايتها وشق على الخليفة ذلك وترددت فيه المراسلات ولم تنفع فأظهر العزم على مفارقة البلد وتقدم بإصلاح الطيار والزبازب وروسل وجوه الأطراف والقضاة والفقهاء والشهود بالتأهب للخروج في الصحبة وتحدث بأن الخليفة قد عمل على غلق الجوامع ومنع الصلاة يوم الجمعة سابع هذا الشهر .
قال
أبو الحسن علي بن محمد الماوردي! خرج التوقيع من الخليفة وكنت أنا الرسول فنفذ
لعلي بن محمد بن حبيب ليس يختل على ذي عقل غلط ما أباه
جلال الدولة من عدوله عن عهوده والوفاء بعقوده وأن الأيمان المؤكدة اشتملت على ما لا فسيحة في نقضه ولا سبيل إلى حله وفيما جرى من الاعتراض على الجوالي في جبايتها بعد تسليمها إلى الوكلاء نقض لما عقده والتعويل على عهده فانطلقت الألسن بما يصان عن مثله فإن ذكر أن ضرورة دعت إلى ذاك قالا راسلنا على الوجه الأجمل ولو أنه لما أراد ما أراد جعل الوكلاء القائمين به يحملونه إليه لكان ذلك أولى فأما العدول عن هذه الطريقة فظاهر الغرض قصدا لومقين ولولا ما عليه الوكلاء من الإضافة ، نرى
[ ص: 286 ] ترك القول في مال هذه الجوالي مع نزارة قدره لكن للضرورة حكما تمنع من الاختيار وإن روعي الوكلاء يدفعون أيامهم وإلا فلهم عند الضرورات متسع في الأرض ونحن نقاضيه إلى الله تعالى وهو الحكم بيننا . فكان الجواب من الملك الاعتراف بوجوب الطاعة ثم قال ونحن نائبون عن الخدمة نيابة لا تنتظم إلا بإطلاق أرزاق العساكر وقد التجأ جماعة ممن خدمنا إلى الحريم واستعصم به حتى أن أحدهم أخذ من تلاعنا في دفعة واحدة تسعمائة بدرة ونحن نمنع من إحضارها ونحن محذورون عند الحاجة . وورد كتاب
أبي جعفر ابن الرقي العلوي النقيب
بالموصل بتاريخ تاسع وعشرين جمادى الأولى بما قال فيه . وردت الأخبار الصحيحة بوقوع زلزلة عظيمة بتبريز هدمت قلعتها وسورها ودورها ومساكنها وحماماتها وأسواقها وأكثر دار الإمارة وخلص الأمير لكونه كان في بعض البساتين وسلم جنده لأنه كان قد أنفذهم إلى أخيه وأنه أحصى من هلك تحت الهدم فكانوا قريبا من خمسين ألف إنسان وأن الأمير لبس السواد وجلس على المسوح لعظم هذا المصاب وأنه أجبر على الصعود إلى بعض قلاعه والتحصن بها خوفا من توجه الغز إلى بلد وهم الترك .
وفي هذه السنة: استولى
طغرل بك على
نيسابور وأنفذ أخاه
إبراهيم بن يوسف المعروف بينال فأخذ
الري والجبل .
وولي القضاء
بواسط أبو القاسم علي بن إبراهيم بن غسان .
وفيها: فرغ من عمل القنطرة على فوهة نهر ملك عملها
دبيس بن علي .
وفيها: ملك
ثمال بن صالح بن مرداس حلب فأنفذ المصريون إليه من حاربه .