ثم دخلت
سنة أربعين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه في ربيع الآخر جلس رئيس الرؤساء
أبو القاسم في صحن السلام لوفاة أخت الأمير
أبي نصر وهي زوجة الخليفة ولم يضرب الطبل في دار المملكة [أيام العزاء] .
وعاد القتال بين أهل الكرخ وباب
البصرة .
ومرض الملك
nindex.php?page=showalam&ids=12136أبو كاليجار في جمادى الأولى وفصد في يوم ثلاث مرات وهو في برية وحم فركب المهد ثم شق عليه فعملت له محفة على أعناق الرجال وقضى في ليلة الخميس فانتهب الغلمان الخزائن والسلاح والكراع وأحرق الجواري الخيم فما تركن إلا خيمة وخركاه هو فيها مسجى وولى مكانه ابنه أبو نصر وسموه الملك الرحيم وخرج من معسكره إلى دار الخلافة فركب من شاطئ
دجلة عند بيت النوبة حتى نزل من صحن السلام في الموضع الذي نزل فيه عضد الدولة ومن بعده ووصل إلى حضرة الخليفة فقبل الأرض وأجلس على كرسي وتكلم عنه بما أكثر [فيه] الدعاء والشكر ثم أنهض ولبس الخلع فلبس السبع الكاملة والعمامة السوداء ، العمة الرصافية والطوق
[ ص: 314 ] والسوارين وقلد سيفا بجزابل ووضع على رأسه التاج المرصع وبرز له لواءان معقودان وأحضر الكتاب بالتقليد والتقليب فسلم إليه بعد أن قرئ صدره ووصاه الخليفة باستعمال التقوى ومراعاة العقبى واتباع العدل في الرعية ونهض فقدم إليه فرس أدهم بمركب ذهب وخرج فنزل الطيار الخليفي وصعد منه إلى مضربه وجلس على سدته ساعة خدمه فيها الناس وهنئوه ثم نهض ودخل خيمه ونزع ما كان عليه وخرج وركب ومضى إلى ديالي وكان يوما مشهودا .
وفي يوم السبت لست بقين من جمادى الآخرة قبل القاضي أبو عبد الله بن ماكولا شهادة القاضي أبي يعلى بن الفراء .
وفي هذه السنة: دار السور على
شيراز وكان دوره اثني عشر ألف ذراع وطول حائطه ثمانية أذرع وعرضه ستة أذرع وكان له أحد عشر بابا .
وفي هذه السنة: أتى كثير من الغز من ما وراء النهر إلى ينال فقال لهم نضيق عن مقامكم عندنا والوجه أن نمضي إلى غزاة الروم ونجاهد فساروا وسار بعدهم فبقي بينه وبين
القسطنطينية خمسة عشر يوما وحصل له من السبي زائد على مائة ألف رأس وغنم منهم أربعة آلاف درع وحمل ما وصل إليه على عشرة آلاف عجلة وعاد .
وفي شعبان هذه السنة: ختن
ذخيرة الدين أبو العباس محمد بن القائم بأمر الله وذكر على المنابر بأنه ولي العهد .