ثم دخلت سنة تسع وأربعين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه في المحرم
فتح الذعار عدة دكاكين من نهر الدجاج ، ونهر طابق ، والعطارين ، وكسروا دراباتها ، وأخذوا ما فيها ، واستعفى ابن النسوي من الشرطة فأعفي .
وفي العشر الأخير من المحرم:
بلغت الكارة الدقيق تسعة دنانير ، وكدى المتجملون وكثير من التجار ، وأكلت الكلاب والميتات ، ومات من الجوع في كل يوم خلق كثير ، وشوهدت امرأة معها فخذ كلب ميت قد اخضر وجاف وهي تنهشه ، ورمي من سطح طائر ميت فاجتمع عليه خمسة أنفس فاقتسموه وأكلوه ، ورئي رجل قد شوى صبية في أتون فأكلها فقتل ، وسدت أبواب دور مات أهلها ، وكان الإنسان يمشي في الطريق فلا يرى إلا الواحد بعد الواحد .