ذكر
من توفي في هذه السنة من الأكابر
3387 -
أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي ، أبو بكر .
ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة ، وكان واحد زمانه في الحفظ والإتقان ، حسن التصنيف ، وجمع علم الحديث ، والفقه ، والأصول ، وهو من كبار أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبي عبد الله ، ومنه تخرج ، وسافر وجمع الكثير ، وله التصانيف الكثيرة الحسنة ، وجمع نصوص
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه في عشر مجلدات ، وكان متعففا زاهدا ، وورد
نيسابور مرارا ، وبها توفي ، ونقل تابوته إلى
بيهق في جمادى الأولى من هذه السنة .
3388 -
الحسن بن غالب بن علي بن غالب بن منصور بن صعلوك ، أبو علي التميمي ، ويعرف: بابن المبارك .
ولد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ست وستين وثلاثمائة ، وصحب
nindex.php?page=showalam&ids=13235ابن سمعون .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14231أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: كان
الحسن بن غالب زوج بنت
nindex.php?page=showalam&ids=13859إبراهيم بن عمر البرمكي ، وحدث عن
عبيد الله بن عبد الرحمن [ ص: 98 ] الزهري ، وابن أخي
ميمي وغيرهما ، وكان له سمت وهيئة وظاهر صلاح ، وكان يقرئ ، فأقرأ بحروف خرق بها الإجماع ، وادعى فيها رواية عن بعض الأئمة المتقدمين ، وجعل لها أسانيد باطلة مستحيلة ، فأنكر أهل العلم عليه ذلك إلى أن استتيب منها .
وذكر أنه قرأ على
إدريس المؤدب ، وإدريس قرأ على
nindex.php?page=showalam&ids=13281ابن شنبوذ ، وابن شنبوذ قرأ على
أبي خالد ، وكل ذلك باطل؛ لأن
nindex.php?page=showalam&ids=13281ابن شنبوذ لم يدرك
أبا خالد ، وإدريس لم يقرأ على
nindex.php?page=showalam&ids=13281ابن شنبوذ ، وادعى أشياء غير ذلك يتبين فيها كذبه واختلافه .
وقال
أبو علي ابن البرداني: كان
الحسن بن غالب متهما في سماعه من
أبي الفضل الزهري ، وجرت له أمور مع
أبي الحسن القزويني بسبب قراءات أقرئ بها عن
إدريس ، وكتب عليه بذلك محضر .
وقال
أبو محمد بن السمرقندي: كان كذابا . وتوفي في ليلة السبت العاشر من رمضان هذه السنة ، ودفن صبيحة تلك الليلة عند قبر
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي .
3389 -
عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل ، أبو القاسم القطان .
سمع
nindex.php?page=showalam&ids=15183المخلص ، وكان يسكن
دار القطن ، وكان صدوقا ، وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة .
3390 -
محمد بن الحسين بن محمد [بن خلف بن أحمد] بن الفراء ، أبو يعلى .
ولد في محرم سنة ثمانين ، وسمع الحديث الكثير ، وحدث عن
أبي القاسم بن حبابة ، وأول ما سمع من
أبي الطيب بن علي بن معروف البزاز ، وعلي بن عمر الحربي ، وأملى الحديث ، وهو آخر من حدث عن
أبي القاسم موسى السراج ، وكان عنده مصنفات قد تفرد بها ، منها كتاب "الزاهر"
لابن الأنباري ، فإنه حدث به عن
ابن سويد عنه . وكتاب "المطر"
لابن دريد ، وكتاب "التفسير"
ليحيى بن سلام ، وغير ذلك ،
[ ص: 99 ] وكان من سادات الثقات ، وشهد عند قاضى القضاة
أبي عبد الله بن ماكولا ، والدامغاني ، فقبلا شهادته وتولى النظر في الحكم بحريم دار الخلافة ، وكان إماما في الفقه ، له التصانيف الحسان الكثيرة في مذهب
أحمد ، ودرس وأفتى سنين ، وانتهى إليه المذهب ، وانتشرت تصانيفه وأصحابه ، وجمع الإمامة ، والفقه ، والصدق ، وحسن الخلق ، والتعبد ، والتقشف ، [والخشوع] ، وحسن السمت ، والصمت عما لا يعني ، واتباع السلف .
حدثنا عنه
أبو بكر بن عبد الباقي ، وأبو سعد الزوزني .
وتوفي في ليلة الاثنين وقت العشاء ، ودفن يوم الاثنين لعشرين من رمضان هذه السنة ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة ، وغسله الشريف
أبو جعفر بوصية إليه ، وكان من وصيته إليه أن يكفن في ثلاثة أثواب ، وأن لا يدخل معه القبر غير ما غزله لنفسه من الأكفان ، ولا يخرق عليه ثوب ، ولا يقعد لعزاء ، واجتمع له خلق لا يحصون ، وعطلت الأسواق ، ومشى مع جنازته القاضي
nindex.php?page=showalam&ids=14275أبو عبد الله الدامغاني وجماعة الفقهاء والقضاة والشهود ، ونقيب الهاشميين
أبو الفوارس طراد ، وأرباب الدولة ،
وأبو منصور بن يوسف ، وأبو عبد الله بن جردة ، وصلى عليه ابنه
أبو القاسم عبيد الله وهو يومئذ ابن خمس عشرة سنة ، وكان قد خلف
عبيد الله ، وأبا الحسن ، وأبا حازم ، وأفطر جماعة ممن تبعه لشدة الحر؛ لأنه دفن في اليوم الثالث عشر من آب ، وقبره ظاهر
بمقبرة باب حرب .
قال
أبو علي البرداني: رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبا يعلى فقلت له: يا سيدي ، ما فعل الله بك؟ فقال لي وجعل يعد بأصابعه: رحمني وغفر لي ، ورفع منزلتي ، وأكرمني . فقلت: بالعلم؟ فقال لي: بالصدق .
[ ص: 100 ]