ثم دخلت سنة إحدى وثمانين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أن
أهل باب البصرة شرعوا في بناء القنطرة الجديدة في صفر ، ونقلوا الآجر في أطباق الذهب والفضة وبين أيديهم البوقات والدبادب ، وجاء إليهم أهل المحال وأهل
باب الأزج فاجتازوا بامرأة تسقي الماء ، فجعلوا يتناولون منها ويقولون: السبيل [فاتفق أنه] جاز
سعد الدولة ، فاستغاثت المرأة إليه ، فأمر بإبعادهم عنها ، فضربهم الأتراك بالمقارع ، فجذبوا سيوفهم وضربوا وجه فرس بنمياز حاجبه فرمته ، فحمل
سعد الدولة الحنق فصعد من سميريته راجلا ومعه النشاب ، فحمل عليهم أحدهم ، فطعنه بأسفل القطعة فخبطه في الماء والطين ، وحرصوا أن يقع هذا الرجل فما قدروا عليه ، وأخذ ثمانية من القوم لم يكن معهم سلاح فقتل واحد ، وقطعت أعصاب ثلاثة .
وفي ربيع الآخر: بنى أهل
الكرخ عقدا لأنفسهم .
وفي هذا الشهر: ابتاع تركي من أصحاب
خاتون زوجة الخليفة من طواف شيئا ، فتنابذا فضربه [التركي] فشجه ، فاستغاثت العامة ، فخرج
توقيع الخليفة بإبعاد [ ص: 278 ] الأتراك أصحاب خاتون من الحريم ، وأن لا يبيت أحد منهم فيه . فأخرجوا من ساعتهم على أقبح صورة ، فباتوا
بدار المملكة .
وفي هذه السنة:
فتح ملك شاه سمرقند .
وفيها: حج الوزير
أبو شجاع واستناب ابنه
أبا منصور وطراد بن محمد الزينبي .