ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3656 -
أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن خداداد الكرخي الباقلاوي ، أبو طاهر بن أبي علي:
سمع من
أبي علي بن شاذان ، وأبي القاسم بن بشران ، وأبي بكر البرقاني ، وغيرهم . وكان ثقة ضابطا ، وكان جميل الخصال ، مقبلا على ما يعنيه ، زاهدا في الدنيا ، حدث عنه عبد الوهاب الأنماطي وغيره من أشياخنا .
قال شيخنا
عبد الوهاب: كان يتشاغل يوم الجمعة بالتعبد ويقول: لأصحاب الحديث من السبت إلى الخميس ، ويوم الجمعة أنا بحكم نفسي للتكبير إلى الصلاة وقراءة القرآن ، وما قرئ عليه في الجامع حديث قط .
قال: ولما قدم نظام الملك إلى
بغداد أراد أن يسمع من شيوخها فكتبوا له أسماء الشيوخ ، وكتبوا في جماعتهم اسم أبي طاهر ، وسألوه أن يحضر داره ، فامتنع فألحوا فلم يجب .
قال
أبو الفضل بن خيرون: قرابتي وما أنفرد أنا بشيء عنه ، ما سمعته قد سمعه ، وأنا في خزانة الخليفة فما يمتنع عليكم ، فأما أنا فلا أحضر .
وتوفي ليلة الاثنين الرابع من ربيع الآخر ، ودفن بمقبرة باب حرب .
3657 -
أحمد بن عمر بن الأشعث ، أبو بكر السمرقندي ، والد شيخنا أبي القاسم:
ولد سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ، وقرأ القرآن على
أبي علي الأهوازي بالقراءات التي صنفها ، وكان مجودا ، وكان ينسخ المصاحف ، وسمع الحديث الكثير ، وروى عنه أشياخنا .
وتوفي يوم الأحد سابع عشرين من رمضان ، ودفن بمقابر الشهداء بباب حرب إلى جانب
أبي بكر الدينوري الزاهد . [ ص: 33 ]
3658 -
إبراهيم بن الحسين ، أبو إسحاق الخزاز:
كان من الزهاد ، توفي يوم السبت تاسع ربيع الآخر ، ودفن بمقبرة باب حرب .
ونقلت من خط
nindex.php?page=showalam&ids=13372أبي الوفاء بن عقيل [قال: كان الشيخ
أبو إسحاق الخزاز شيخا صالحا بباب المراتب ، وهو أول من لقنني كتاب الله بدرب الديوان
بالرصافة ، وكان من عادته الإمساك عن الكلام في رمضان ، وكان يخاطب بآي القرآن في أغراضه وسوانحه وحوائجه ، فيقول في إذنه:
ادخلوا عليهم الباب [5: 23] ، ويقول لابنه في عشية الصوم
من بقلها وقثائها [2: 61] آمرا له بشراء البقل ، فقلت له: هذا تعتقده عبادة ، وهو معصية ، فصعب عليه فبسطت الكلام ، وقلت: إن هذا القرآن العزيز نزل في بيان أحكام الشريعة فلا يستعمل في أغراض دنيوية وما عندي أن هذا بمثابة صرك السدر والأشنان في ورق المصحف ، أو توسدك له ، فهجرني وهجرته مدة .
3659 -
حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عامر بن عبيد الله بن الزبير بن العوام القرشي ، أبو القاسم .
ولد سنة ثمان وأربعمائة ، وسكن نهر الدجاج ، وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=14209أبا القاسم الخرقي ، nindex.php?page=showalam&ids=13254وأبا علي بن شاذان . روى عنه مشايخنا ، وكان صالحا دينا ثقة .
وتوفي يوم الجمعة ثاني شعبان هذه السنة ، ودفن بمقبرة الشونيزية .
3660 -
سليمان بن أحمد بن محمد أبو الربيع السرقسطي:
من أهل الأندلس ، دخل
بغداد ، وأقام بها ، وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=12993أبا القاسم بن بشران ، وأبا العلاء الواسطي ، ومن بعدهما
كأبي بكر الخطيب ، وغيره . وكانت له معرفة باللغة .
وروى عنه أشياخنا لكنهم جرحوه ، فقال
أبو منصور بن خيرون: نهاني عمي
أبو الفضل أن أقرأ عليه
[ ص: 34 ] القرآن ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13594ابن ناصر: كان كذابا يلحق سماعاته .
وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة .
3661 -
عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أبو حكيم الخبري:
وخبر إحدى بلاد
فارس ، وهو جد شيخنا
أبي الفضل بن ناصر لأمه ، تفقه على
أبي إسحاق ، وسمع من
الجوهري وغيره ، وكانت له معرفة تامة بالفرائض ، وله فيها تصنيف ، وله معرفة بالأدب واللغة ، وكان مرضي الطريقة .
وحدثني عنه شيخنا
أبو الفضل بن ناصر ، قال: كان يكتب المصاحف فبينا هو يوما قاعدا مستندا يكتب وضع القلم من يده واستند ، وقال: والله إن كان هذا موتا فهذا موت طيب ، ثم مات .
3662 -
عبد المحسن بن محمد بن علي بن أحمد ، أبو منصور الشيحي التاجر:
ويعرف
بابن شهدانكه ، من أهل النصرية ، وسمع
ببغداد nindex.php?page=showalam&ids=13413أبا طالب بن غيلان ، وأبا القاسم التنوخي ، وأبا الحسن القزويني ، nindex.php?page=showalam&ids=13859وأبا إسحاق البرمكي ، والجوهري ، ورحل إلى
الشام وديار
مصر ، فسمع بها من جماعة ، وأكثر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14231أبي بكر الخطيب بصور ، وأهدى إليه
الخطيب تاريخ
بغداد بخطه ، وقال: لو كان عندي أعز منه لأهديته له؛ لأنه حمل
الخطيب من
الشام إلى
العراق ، وروى عنه
الخطيب في تصانيفه فسماه
عبد الله ، وكان يسمى
عبد الله ، وكان ثقة خيرا دينا .
توفي يوم الاثنين سادس عشر جمادى الآخرة من هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .
3663 -
عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد] الهمذاني: [ ص: 35 ]
سمع
أبا علي الحسن بن علي الشاموخي وغيره . روى عنه أشياخنا ، وكان يعرف العلوم الشرعية والأدبية ، إلا أن علم الفرائض والحساب انتهى إليه ، وكان قد تفقه على أقضى القضاة
nindex.php?page=showalam&ids=15151أبي الحسن الماوردي ، وكان يحفظ "غريب الحديث"
لأبي عبيد ، و"المجمل"
لابن فارس ، وكان عفيفا زاهدا ، وكان يسكن درب رياح ، وكان الوزير
أبو شجاع قد نص عليه لقضاء القضاة فأجابه
nindex.php?page=showalam&ids=15298المقتدي ، فاستدعاه فأبى أشد الإباء ، واعتذر بالعجز وعلو السن ، وعاود الوزير أن لا يعاود ذكره في هذا الحال .
أنبأنا شيخنا
nindex.php?page=showalam&ids=13755عبد الوهاب الأنماطي قال: سمعت
أبا الحسن بن أبي الفضل الهمذاني يقول: كان والدي إذا أراد أن يؤدبني يأخذ العصا بيده ويقول: نويت أن أضرب ابني تأديبا كما أمر الله ، ثم يضربني .
قال
أبو الحسن: وإلى أن ينوي ويتم النية كنت أهرب .
توفي يوم الأحد تاسع عشر رمضان من هذه السنة ، ودفن عند قبر
nindex.php?page=showalam&ids=13216ابن سريج .
3664 -
محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور ، أبو بكر ، ويعرف بابن الخاضبة ، الدقاق:
كان معروفا بالإفادة ، وجودة القراءة ، وحسن الخط ، وجودة النقل ، وجمع علم القراءات والحديث ، وأكثر عن
nindex.php?page=showalam&ids=14231أبي بكر الخطيب ، وأصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=15183المخلص ، والكتاني .
حدثنا عنه شيوخنا وكانوا يثنون عليه ، وعاجلته المنية قبل الرواية . توفي ليلة الجمعة ثاني ربيع الأول ، ودفن في المقبرة المعروفة بالأجمة المتصلة بباب أبرز .
أنبأنا
أبو زرعة ، عن أبيه
محمد بن طاهر قال: سمعت
أبا بكر محمد بن أحمد الدقاق المعروف بابن الخاضبة يقول: لما كانت سنة الغرق وقعت داري على قماشي
[ ص: 36 ] وكتبي ، ولم يبق لي شيء ، وكانت لي عائلة ، وكنت أورق للناس ، فكتبت صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم تلك السنة سبع مرات ، فنمت ليلة فرأيت في المنام كأن القيامة قد قامت ومناد ينادي:
أين
nindex.php?page=showalam&ids=12695ابن الخاضبة؟ فأحضرت ، فقيل لي: ادخل الجنة ، فلما دخلت استلقيت على فراشي ، ووضعت إحدى رجلي على الأخرى ، وقلت: استرحت والله من النسخ .
3665 -
محمد بن علي بن عمير ، أبو عبد الله القهندزي العميري:
خرج من
هراة إلى
الحجاز سنة عشرين وأربعمائة ، وركب البحر ، وخرج إلى
عدن ، وزبيد ، ووصل إلى
مكة بعد سنتين ، وسمع بها ، ثم انصرف إلى
بغداد وسمع بها ،
وبهراة ، ونيسابور ، وسجستان ، وغير ذلك من البلاد ، سمع المؤتمن وغيره ، وكان متقنا [فهما] فقيها فاضلا دينا خيرا ورعا زاهدا ، حدث بالكثير .
وتوفي في محرم هذه السنة .
3666 -
محمد بن علي بن محمد ، أبو ياسر الحمامي:
قرأ على
أبي بكر الخياط وغيره ، وكتب الكثير من علوم القرآن والحديث ، وسمع من
أبي محمد الخلال ، nindex.php?page=showalam&ids=12894وأبي جعفر ابن المسلمة ، والصريفيني ، وغيرهم ، وكان ثقة إماما في القراءات والحديث ، سمع أشياخنا منه .
وتوفي يوم الثلاثاء تاسع المحرم ، ودفن بمقبرة باب حرب .
أنشدني
أبو الفتح بن أبي السعادات الوكيل قال: أنشدنا
أبو عمرو عثمان بن محمد بن الحسين المدني ، قال: أنشدني
أبو ياسر الحمامي: دحرجني الدهر إلى معشر ما فيهم للخير مستمتع إن حدثوا لم يفهموا لفظة
أو حدثوا ضجوا فلم يسمعوا
[ ص: 37 ]
3667 -
محمد بن أحمد بن محمد ، أبو نصر الرامشي:
من أهل
نيسابور ، ولد سنة أربع وأربعمائة ، وسافر الكثير ، وسمع الكثير ، ورحل في طلب القراءات والحديث ، وكان مبرزا في علوم القرآن ، وله حظ في علم العربية ، وأملى بنيسابور [سنين] وتوفي في هذه السنة .
3668 -
منصور بن محمد بن عبد الجبار [بن أحمد] بن محمد ، أبو المظفر السمعاني:
من أهل مرو ، تفقه على أبيه
أبي منصور على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة حتى برع في الفقه ، وبرز على أقرانه من الشبان ، ثم ورد بغداد في سنة إحدى وستين ، وسمع الحديث الكثير بها ، واجتمع
بأبي إسحاق الشيرازي ، وأبي نصر بن الصباغ ، ثم انتقل إلى مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فلما رجع إلى بلده اضطرب أهل بلده ، وجلب عليه العوام ، وقالوا: طريقة ناظر عليها أكثر من ثلاثين سنة ثم تحول عنها ، فخرج إلى
طوس ، ثم قصد نيسابور ، ووعظ وصنف "التفسير" و"البرهان" ، و"الاصطلام" ، وكتاب "القواطع"
[ ص: 38 ] في أصول الفقه ، وكتاب "الانتصار" في الحديث ، وغير ذلك ، وأملى الحديث ، وكان يقول: ما حفظت شيئا فنسيته .
وسئل عن أخبار الصفات فقال: عليكم بدين العجائز . وسئل عن قوله:
الرحمن على العرش استوى [20: 5] فقال:
جئتماني لتعلما سر سعدى تجداني بسر سعدى شحيحا
إن سعدى لمنية المتمني جمعت عفة ووجها صبيحا
توفي
أبو المظفر في ربيع الأول من هذه السنة ، ودفن في مقبرة
مرو ، رحمه الله وإيانا وجميع المسلمين .
[ ص: 39 ]