ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3802 -
أحمد بن الفرج [بن عمر] ، أبو نصر الدينوري والد شيختنا شهدة:
سمع
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبا يعلى ، nindex.php?page=showalam&ids=12870وابن المأمون ، nindex.php?page=showalam&ids=12922وابن المهتدي ، وابن النقور ، وابن المسلمة ، nindex.php?page=showalam&ids=14231وأبا بكر الخطيب . روى عنه جماعة منهم ابنته شهدة ، وكان خيرا متزهدا حسن السيرة .
وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة .
3803 -
صاعد بن منصور بن إسماعيل بن صاعد ، أبو العلاء الخطيب:
من أهل
نيسابور ، سمع الحديث الكثير ، وروى عنه شيخنا
أبو شجاع النظامي ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=12441الجويني يثني عليه ، وخلف أباه في الخطابة والتدريس والتذكير . ولي قضاء خوارزم ، وأملى الحديث .
وتوفي في رمضان هذه السنة .
3804 -
عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان ، أبو الحسين:
حدث عن
أبي محمد الجوهري ، وروى عنه
أبو المعمر الأنصاري ، وكان خيرا
[ ص: 130 ] صالحا كثير الصدقة والبر ، وكان كاتب
nindex.php?page=showalam&ids=15221المستظهر بالله على ديوان الرسائل .
وتوفي في شوال هذه السنة ، ودفن بمقبرة باب حرب .
3805 -
محمد بن الحسين بن إسماعيل أبو جعفر البرزائي:
من أهل
طبرستان ، رحل في طلب الحديث ، وسمع الكثير بالعراق والحجاز والجبال ، وكان صالحا صدوقا . وتوفي في هذه السنة .
3806 -
محمد بن محمد بن أيوب أبو محمد القطواني:
من أهل
سمرقند ، وقطوان على خمسة فراسخ منها ، سافر البلدان ، وسمع الكثير ، وكان إماما واعظا فاضلا ، له القبول التام بين الخواص والعوام ، وحظي عند الملوك ، وكان يأمرهم بالمعروف من غير محاباة ، ووعظ يوما في الجامع وصلى العصر ، ثم ركب فرسا له فسقطت قطعة من السور فنفر الفرس ورماه ، فاندقت عنقه ، فحمل إلى داره ، فتوفي [وقت الفجر] يوم السبت سادس رجب سنة ست وخمسمائة .
3807 -
المعمر بن علي بن المعمر ، أبو سعد بن أبي عمامة الواعظ:
ولد سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=13413ابن غيلان والخلال والجوهري وغيرهم ، وكان يعظ وجمهور وعظه حكايات السلف ، وكان له خاطر حاد وذهن بغدادي وتماجن ، وكان يحاضر
nindex.php?page=showalam&ids=15221المستظهر بالله ، قال يوما في وعظه: أهون ما عنده أن يجعل لك أبواب الوصي توابيت .
ولما دخل نظام الملك وزير السلطان
ملك شاه إلى
بغداد صلى في جامع المهدي الجمعة ، فقام
أبو سعد بن أبي عمامة ، فقال: الحمد لله ولي الإنعام ، وصلى الله على من هو للأنبياء ختام ، وعلى آله سرج الظلام ، وعلى أصحابه الغر الكرام ، والسلام على صدر الإسلام ، ورضي الإمام ، زينه الله بالتقوى ، وختم عمله بالحسنى ، وجمع له بين خير
[ ص: 131 ] الآخرة والدنيا ، معلوم يا صدر الإسلام أن آحاد الرعية من الأعيان مخيرون في القاصد والوافد ، إن شاءوا وصلوه وإن شاءوا قطعوه ، فأما من توشح بولائه وترشح لآلائه فليس مخيرا في القاصد والوافد؛ لأن من هو على الحقيقة أمير فهو في الحقيقة أجير ، قد باع نفسه وأخذ ثمنه ، فلم يبق له من نهاره ما يتصرف فيه على اختياره ، ولا له أن يصلي نفلا ، ولا يدخل معتكفا دون التبتل لتدبيرهم ، والنظر في أمورهم؛ لأن ذلك فضل وهذا فرض لازم ، وأنت يا صدر الإسلام وإن كنت وزير الدولة ، فأنت أجير الأمة ، استأجرك جلال الدولة بالأجرة الوافرة لتنوب عنه في الدنيا والآخرة .
فأما في الدنيا ففي مصالح المسلمين ، وأما في الآخرة فلتجيب عند رب العالمين ، فإنه سيقفه بين يديه ويقول له: ملكتك البلاد وقلدتك أزمة العباد فما صنعت في إقامة البذل وإفاضة العدل؟ فلعله يقول: يا رب اخترت من دولتي شجاعا عاقلا حازما وسميته قوام الدين نظام الملك ، وها هو قائم في جملة الولاة ، وبسطت يده في السوط والسيف والقلم ، ومكنته من الدينار والدرهم ، فاسأله يا رب ماذا صنع في عبادك وبلادك؟
أفتحسن أن تقول في الجواب: نعم ، تقلدت أمور العباد ، وملكت أزمة العباد ، فبثثت النوال وأعطيت الأفضال ، حتى إني أقربت من لقائك ودنوت من تلقائك اتخذت الأبواب والنواب والحجاب والحجاب؛ ليصدوا عني القاصد ويردوا عني الوافد؟!
فاعمر قبرك كما عمرت قصرك ، وانتهز الفرصة ما دام الدهر يقبل أمرك ، فلا تعتذر فما ثم من يقبل عذرك .
وهذا ملك الهند وهو عابد صنم ذهب سمعه ، فدخل عليه أهل مملكته يعزونه في سمعه ، فقال: ما حزني لذهاب هذه الجارحة من بدني ، ولكن لصوت المظلوم كيف لا أسمعه فأغيثه ، ثم قال: إن كان قد ذهب سمعي فما ذهب بصري ، فليؤمر كل ذي ظلامة أن يلبس الأحمر حتى إذا رأيته عرفته فأنصفته .
وهذا
أنوشروان قال له رسول ملك الروم: لقد أقدرت عدوك عليك بتسهيل الوصول إليك ، فقال: إنما أجلس هذا المجلس لأكشف ظلامة وأقضي حاجة .
وأنت يا صدر الإسلام أحق بهذه المأثرة ، وأولى بهذه المعدلة ، وأحرى من أعد جوابا لتلك المسألة ، فإنه الله الذي تكاد السموات يتفطرن منه في موقف ما فيه إلا خاشع أو خاضع
[ ص: 132 ] أو مقنع ، ينخلع فيه القلب ، ويحكم فيه الرب ، ويعظم الكرب ، ويشيب الصغير ، ويعزل الملك والوزير:
يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى [89: 23]
يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا [3: 30] وقد استجلبت لك الدعاء ، وخلدت لك الثناء مع براءتي من التهمة؛ فليس لي في الأرض ضيعة ولا قرية ، ولا بيني وبين أحد حكومة ، ولا بي بحمد الله فقر ولا فاقة .
فلما سمع نظام الملك هذه الموعظة بكى بكاء طويلا ، وأمر له بمائة دينار فلم يأخذها ، وقال: أنا في ضيافة أمير المؤمنين ومن يكون في ضيافته يقبح أن يأخذ عطاء غيره ، فقال له: فضها على الفقراء ، فقال: الفقراء على بابك أكثر منهم على بابي . ولم يأخذ شيئا .
توفي
أبو سعد في ربيع الأول من هذه السنة .
[ ص: 133 ]