ثم دخلت سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فمن الحوادث فيها:
[خوطب الأكمل الزينبي بقضاء القضاة]
أنه في المحرم خوطب
الأكمل الزينبي بقضاء القضاة وحكم في خامس وعشرين محرم ، وخلع في صفر بالديوان ، ومضى إلى
جامع المنصور للتثبيت .
[انفصال الأمير أبي الحسن بن المستظهر عن الحلة ودعوته لنفسه]
وفيها: أن الأمير
أبا الحسن بن المستظهر انفصل عن
الحلة في صفر ، ومضى إلى
واسط ، ودعا إلى نفسه واجتمع معه الرجالة والفرسان بالعدة والسلاح وملكها وسوادها ، وهرب العمال ، وجبي الخراج ، فشق ذلك على الخليفة ، فبعث
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري كاتب الإنشاء إلى
دبيس وعرفه ذلك ، وقال: أمير المؤمنين معول عليك في مبادرته ، فأجاب بالسمع والطاعة وأنفذ صاحب جيشه عنان في جمع كثير ، فلما سمع الأمير
أبو الحسن ذلك رحل من
واسط منهزما مع عسكره بالليل فضلوا الطريق وساروا ليلهم أجمع ، ثم رجعوا إلى ناحية
واسط حتى وصلوا إلى عسكر
دبيس ، لما لاح لهم العسكر انحرف الأمير
أبو الحسن عن الطريق فتاه في البرية في عدد من خواصه ، وذلك في شهر تموز ، ولم يكن معهم ماء وكان بينهم وبين الماء فراسخ فأشرف على الهلاك حتى أدركه
نصر بن سعد الكردي فسقاه الماء وعادت نفسه إليه ، ونهب ما كان معه من المال والتجمل ، وحمل إلى
دبيس وكان نازلا
بالنعمانية فأصعد به إلى
بغداد وخيم
بالرقة ، وبعث به إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15218المسترشد بعد تسليم عشرين ألف دينار إليه قررت عنه ، وكانت مدة
[ ص: 172 ] خروجه إلى أن أعيد أحد عشر شهرا ، وكان مديره
ابن زهمونة فشهر
ببغداد على جمل وقد ألبس قميصا أحمر وترك في رقبته مخانق برم وخرز ووراءه غلام يضربه بالدرة ، ثم قتل في الحبس وشفع في
سعد الله بن الزجاجي فعفى عنه .
وصرف ولد الربيب عن الوزارة ، ووزر أبو علي بن صدقة ، وخطب في يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول من هذه السنة على منابر
بغداد لولد الإمام
المسترشد بالله ، فقيل في الخطبة: اللهم أنله من الأمل العدة ، وما ينجز له به موعوده في سلالته الطاهرة في مولانا الأجل عدة الدين المخصوص بولاية العهد في العالمين
أبي جعفر منصور ابن أمير المؤمنين .