[ورود سنجر إلى الري وملكها]
وفي هذه السنة: ورد
سنجر إلى
الري فملكها ، وحاربه ابن أخيه
محمود فانهزم ، وكان مع
سنجر خمسة ملوك على خمسة أسرة منهم ملك
غزنة ، وكان معه من
الباطنية ألوف ، ومن كفار
الترك ألوف ، وكان معه نحو أربعين فيلا ، ثم إن
محمودا حضر عند
سنجر فخدمه ، وعزل
القاضي أبو علي الحسن بن إبراهيم الفارقي عن قضاء
واسط ، وولي
أبو المكارم علي بن أحمد البخاري .
وفي ربيع الأول: قبلت شهادة
الأرموي ، وابن الرزاز ، والهيتي ، وأبي الفرج بن أبي خازم بن الفراء ، وانفرد الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=15218المسترشد أياما لا يخرج من حجرته الخاصة هو ووالدته وجارية ، حتى أرجف عليه ، وكان السبب مرضا وقيل: بل شغل قلبه .
وفي جمادى الأولى خلع على
أبي علي بن صدقة ، ولقب
جلال الدين ، وظهر في هذا الشهر غيم عظيم ،
وجاء مطر شديد ، وهبت ريح قوية أظلمت معها السماء ، وكثر الضجيج والاستغاثة حتى ارتج البلد .
وذكر أن
دبيسا راسل
nindex.php?page=showalam&ids=15218المسترشد: أنه كان من شرطي في إعادة الأمير
أبي الحسن [ ص: 173 ] أنى أراه أي وقت أردت ، وقد ذكر أنه على حالة صعبة ، فقيل له: إن أحببت أن تدخل إليه فافعل أو تنفذ من يختص بك فيراه ، أو يكتب إليك بخطه ، فأما أن يخرج هو فلا ، وكان قد ندم على تسليمه .
وورد كتب من
سنجر فيها إقطاع للخليفة بخمسين ألف دينار ، وللوزير بعشرة آلاف ، ورد إلى الوزير العمارة والشحنكية ووزارة خاتون .
وفي شعبان
وصل ابن الطبري بتوقيع من السلطان بتدريس النظامية .
وعلى استقبال شوال بدئ بالبناء في التاج ، وفي العشرين من شوال وصل
القاضي الهروي وتلقاه الوزير بالمهد واللواء ومعه حاجب الباب والنقيبان وقاضي القضاة والجماعة ، وحمل على فرس من الخاص ، ونزل
باب النوبي ، وقبل الأرض ، ثم حضر في اليوم الثالث والعشرين فوصل إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15218المسترشد فأوصل له كتبا ، وحمل من
سنجر ثلاثين تختا من الثياب ، وعشرة مماليك وهدايا كثيرة .
وفي العشر الأوسط من ذي الحجة: اعتمد
أبو الحسين أحمد بن قاضي القضاة أبي الحسن الدامغاني إلى امرأة فأشهد عليها بجملة من المال دينا له عليها ، وقال: هذه أختي زوجة
ابن يعيش ، وشهد عليهما شاهدان
الأرموي والمنبجي ، فلما علمت أخته وزوجها أنكرا ذلك وشكيا إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15218المسترشد [فكشفت الحال] فقال: إني أخطأت في اسمها ، وإنما هي أختي الصغرى فأبدل اسم باسم ، فوافقه على ذلك
المنبجي ، وأما
الأرموي فقال: ما شهدت إلا على الكبرى ، وكشط من الكتاب الكبرى ، وكتب اسم الصغرى ، فصعب هذا عند الخليفة ، وتقدم في حقه بالعظائم ، واختفى
أبو الحسين فحضر أخوه تاج القضاة عند شيخ الشيوخ
إسماعيل ، وأحضر كتابا فيه إقرار
بنت الزينبي [زوجة] الوزير
عميد الدولة [بن صدقة] لأخيها قاضي القضاة
الأكمل بجملة كبيرة
[ ص: 174 ] من المال إما ثلاثة آلاف أو نحوها وفيه خطوط اثني عشر شاهدا ، وأنه ثبت على قاضي القضاة
أبي الحسن الدامغاني أنه زور على أخته . وظهر هذا للشهود حتى رجعوا عن الشهادة ، فإن كان أخي قد أخطأ ومعه شاهد واحد وخالفه شاهد واحد فهذا قاضي القضاة اليوم يكذبه اثنا عشر شاهدا ، فكتب شيخ الشيوخ إلى الخليفة بالحال ، فخرج التوقيع بالسكوت عن القصتين جميعا ، ذكر هذا شيخنا
أبو الحسن ابن الزاغوني في تاريخه .