صفحة جزء
منهم: شمشون :

قال مؤلف الكتاب: كان في الفترة ، وكان رجلا صالحا من قرية من قرى الروم ، وكان قومه يعبدون الأوثان .

قال وهب بن منبه : كان يغزوهم ويجاهدهم فيقتل ويسبي ويصيب المال ولا يقاتلهم إلا بلحي جمل ، وكان قد أعطي قوة في البطش فلا يوثقه حديد ولا غيره ، فلم يقدروا عليه ، فدخلوا على امرأته فجعلوا لها جعلا ، فقالت: أنا أوثقه لكم ، فأعطوها حبلا وثيقا ، وقالوا: إذا نام فأوثقي يده إلى عنقه حتى نأتي فنأخذه ، ففعلت ، فلما هب جذبه بيده فوقع من عنقه ، فقال لها: لم فعلت هذا ؟ قالت: أجرب به قوتك .

فأرسلت إليهم تخبرهم ، فأرسلوا إليه جامعة من حديد فلما نام ، جعلتها في عنقه ، فلما هب جذبها فوقعت ، وقال: لم فعلت ، قالت: أجرب قوتك ، ما رأيت مثلك في الدنيا يا شمشون ، أما في الأرض شيء يغلبك قال: لا ، إلا شيء واحد ، قالت: وما هو ؟ قال: ما أنا بمخبرك به ، فلم تزل به تسأله حتى قال: ويحك إن أمي جعلتني نذرا ، فلا يغلبني شيء ولا يضبطني إلا شعري .

قالت: فلما نام ، أوثقت يده إلى عنقه بشعر رأسه فأوثقه ذلك ، وبعثت إلى القوم ، فأخذوه ، فجدعوا أنفه [ وأذنيه ] وفقئوا عينه وأوثقوه للناس بين ظهراني المدينة ، ودعا الله أن يسلطه عليهم ، فأمر أن يأخذ بعمودين من عمد المدينة ، كانت المدينة ذات أساطين ، فأخذ بالعمودين اللذين عليهما الملك والناس الذين ينظرون إليه فجذبهما ، ورد الله عز وجل إليه بصره ، وما أصابوا من جسده ووقعت المدينة بالناس والملك فهلكوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية