ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
4327 -
أحمد بن عيسى بن أبي غالب ، أبو العباس الأبروزي الضرير .
قرأ القرآن وسمع الحديث وتفقه وناظر وكان فيه دين توفي يوم الجمعة عاشر رجب وصلي عليه يومئذ بجامع القصر ودفن بمقبرة
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل .
4328 -
سعد بن محمد [بن سعد] ، أبو الفوارس الصيفي الناقد الشاعر ، ويلقب: بالحيص بيص .
سمع شيئا من الحديث ومدح الأكابر وتقدم عندهم على الشعراء ومن شعره يمدح الوزير علي بن طراد:
ما أنصفت بغداد ناشئيها الذي كثر الثناء به على بغداد شاني إذا مد الجدال رواقه
بصوارم غير السيوف حداد وجرت بأنواع العلوم مقالتي
كالسيل مد إلى قرار الوادي وذعرت ألباب الخصوم بخاطر
يقظان في الإصدار والإيراد فتصدعوا متفرقين كأنهم
مال تفرقه يد ابن طراد
وقال أيضا:
كل ما أوسعت حلمي جاهلا أوسع الجهل له فحش المقال
[ ص: 254 ] وإذا شاردة فهت بها سبقت مر النعامى والشمال
عز بأسي أن أرى مضطهدا وأبى لي غرب عزمي أن أبالي
لا تلمني في شقائق بالعلا رغد العيش لربات الحجال
سيف عز زانه رونقه فهو بالطبع غني عن صقال
توفي ليلة الأربعاء سادس عشر شعبان هذه السنة .
4329 -
شهدة بنت أحمد بن عمر الإبري المدعوة: فخر النساء الكاتبة .
سمعت الحديث من
nindex.php?page=showalam&ids=12750ابن السراج وطراد وغيرهما وقرأت عليه كثيرا وكان لها خط حسن وتزوجت ببعض وكلاء الخليفة وعاشت مخالطة للدار ولأهل العلم وكان لها بر وخير وقرئ عليها الحديث سنين وعمرت حتى قاربت المائة وتوفيت ليلة الاثنين رابع عشر المحرم وصلي عليها بجامع القصر وأزيل شباك المقصورة لأجلها وحضرها خلق كثير وعامة العلماء ودفنت بمقبرة باب أبرز .
4330 -
عمار بن سلامة ، أبو البقاء الحراني
كان من أماثل التجار كثير الصدقة ملازما لمجلس الذكر كثير الخشوع والبكاء متعصبا لأهل السنة مبالغا في حب أصحاب أحمد بن حنبل مرض ثلاثة أيام .
وتوفي ليلة الأحد ثالث عشر محرم هذه السنة وصليت عليه بمدرستي بدرب دينار وحضر خلق كثير ودفن بمقبرة
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه .
[ ص: 255 ]
الخاتمة
[والله تعالى أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب ، والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ، وسلم تسليما كثيرا] .
تم الجزء الثامن عشر من "المنتظم في أخبار الأمم" جمع الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين ناصر السنة
nindex.php?page=showalam&ids=11890أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن الجوزي .
وبتمامه تم الكتاب ، غفر الله له ولمن استكتب وكتب ، ولجميع المسلمين وكان الفراغ منه في اليوم الأول من شهر رمضان المعظم قدره سنة ست وثمانمائة ، أحسن الله نقضها بخير وعافية بمنه وكرمه ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .