عابدة من بني إسرائيل يقال لها سارة :
أخبرنا
عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا
أبو الحسين بن عبد الجبار قال: أخبرنا
أحمد بن علي الثوري قال: أخبرنا
عمر بن ثابت قال: أخبرنا
علي بن أحمد بن أبي قيس قال: أخبرنا
أبو بكر القرشي قال: أخبرنا
عبد الله بن رومي قال: أخبرنا
إسماعيل بن عبد الكريم ، عن
عبد الصمد بن معقل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه قال: أتي بامرأة من
بني إسرائيل يقال لها
سارة وسبعة بنين لها إلى ملك كان يفتن الناس على أكل لحم الخنزير .
فدعا أكبرهم فقرب إليه لحم الخنزير ، فقال: كل ، فقال: ما كنت لآكل شيئا حرمه الله عز وجل أبدا ، فأمر به فقطعت يداه ورجلاه ، ثم قطعه عضوا عضوا حتى قتله ، ثم دعا بالذي يليه فقال: كل ، فقال: ما كنت لآكل شيئا حرمه الله تعالى ، فأمر بقدر من نحاس فملئت زيتا ثم أغليت حتى إذا غلت ألقاه فيها ، ثم دعا الذي يليه ، فقال: كل ، فقال: ما كنت لآكل شيئا حرمه الله تعالى ، فقتله ، ثم دعا الذي يليه ، فقال: أنت أذل وأقل وأهون على الله من أن آكل شيئا حرمه الله تعالى علي فضحك الملك ، وقال: أتدرون ما أراد بشتمه إياي ، أراد أن يغضبني ، فأعجل في قتله وليخطئه ذلك وأمر به ، فجز جلدة عنقه ، ثم أمر به أن يسلخ جلدة رأسه ووجهه فسلخوه سلخا ، فلم يزل يقتل كل واحد منهم بلون غير قتل أخيه حتى بقي أصغرهم ، فالتفت به إلى أمه ، فقال: لقد رثيت لك مما رأيت فانطلقي بابنك هذا فأخلي به وأنقذيه على أن يأكل لقمة واحدة فيعيش لك قالت: نعم .
فخلت به ، فقالت: أي بني إنه كان لي على كل رجل من
[ ص: 179 ] إخوتك حق ، ولي عليك حقان . ، وذلك أني أرضعت كل واحد حولين ، فمات أبوك وأنت حمل ، فأرضعتك لضعفك ورحمتي إياك أربعة أعوام فأسألك بالله وحقي أما صبرت ولم تأكل شيئا مما حرمه الله عليك ولا تلقين أخوتك يوم القيامة ، ولست معهم ، فقال: الحمد لله الذي أسمعني هذا منك ، أما كنت أخاف أن تريديني على أن آكل [ مما حرمه الله ] .
ثم جاءت به إلى الملك فقالت: ها هو ذا قد أردته وعرضت عليه فأمره الملك أن يأكل ، فقال: ما كنت لآكل شيئا حرمه الله علي ، فقتله وألحقه بأخوته ، وقال لأمهم: إني لأجدني أرثي لك ، فما رأيت اليوم ، ويحك ، فكلي لقمة ثم أصنع بك ما شئت وأعطيك ما أحببت تعيشين به ، قالت: ما أجمع بين ثكل ولدي ومعصية الله عز وجل ، فلو حييت بعدهم ما أردت ذلك ، وما كنت لآكل شيئا مما حرمه الله تعالى أبدا فقتلها وألحقها ببنيها