حديث عفيف منهم عن المعاصي :
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13594ابن ناصر قال: أخبرنا
أبو الحسين بن عبد الجبار قال: أخبرنا
أبو إسحاق البرمكي قال: أخبرنا
أبو الحسين الزينبي قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12888ابن المرزبان قال: أخبرني
أحمد بن حرب قال: حدثني
عبد الله بن محمد قال: حدثني
أبو عبد الله البلخي :
[ ص: 183 ] أن شابا كان في
بني إسرائيل لم ير شاب قط أحسن منه ، وكان يبيع القفاف ، فبينما هو ذات يوم يطوف بقفافه خرجت امرأة من دار ملك من ملوك
بني إسرائيل فلما رأته رجعت مبادرة ، فقالت لابنة الملك: يا فلانة ، إني رأيت شابا يبيع القفاف ، لم أر شيئا أحسن منه .
قالت أدخليه فخرجت إليه ، فقالت: يا فتى ادخل ، لنشتر منك ، فدخل ، فأغلقت الباب دونه ، ثم قالت: ادخل ، فدخل فأغلقت بابا آخر دونه ، ثم استقبلته بنت الملك كاشفة عن وجهها ونحرها ، فقال لها: اشتري عافاك الله ، قالت: إنا لم ندعك لهذا ، إنما دعوناك لكذا - يعني المراودة عن نفسه - فقال لها: اتقي الله ، قالت له: إنك إن لم تطاوعني على ما أريد أخبرت الملك أنك إنما دخلت علي تكابدني على نفسي قال: فأبى ووعظها فأبت .
فقال: ضعوا لي وضوءا فقالت: أعلي نعلك ، يا جارية ضعوا له وضوءا فوق الجوسق مكان لا يستطيع أن يفر منه ومن الجوسق إلى الأرض أربعون ذراعا ، فلما صار إلى أعلى الجوسق ، قال: اللهم إني دعيت إلى معصية وأنا أختار أن أضر نفسي فألقيها من هذا الجوسق ولا أركب المعصية ثم قال: بسم الله وألقى نفسه من أعلى الجوسق فأهبط الله له ملكا ، فأخذ بضبعه فوقع قائما على رجليه .
فلما صار إلى الأرض قال: اللهم إن شئت رزقتني رزقا يغنيني عن هذه القفاف قال: فأرسل الله إليه جرادا من ذهب فأخذ منه حتى ملأ ثوبه ، فلما صار في ثوبه قال: اللهم إن كان هذا رزقا رزقتنيه في الدنيا فبارك لي فيه ، وإن كان ينقصني مما لي عندك من الآخرة فلا حاجة لي فيه فنودي إن هذا الذي أعطيناك جزء من خمسة وعشرين جزءا لصبرك على إلقائك نفسك من هذا الجوسق ، قال: اللهم لا حاجة لي فيما ينقصني مما عندك في الآخرة قال: فرفع .