ومن الحوادث: في سنة عشر من مولده صلى الله عليه وسلم :
الفجار الأول:
وكانت الحرب فيه ثلاثة أيام ، وكان
أول أمر الفجار ابن بدر بن معشر الغفاري كان منيعا مستطيلا بمنعته على من ورد
عكاظ فاتخذ مجلسا بسوق عكاظ ، وقعد فيه ، وجعل يبذخ على الناس ويقول:
نحن بنو مدركة بن خندف من يضعوا في عينه لا يطرف
وهو باسط رجله وجعل يقول: أنا أعز العرب ، فمن زعم أنه أعز العرب فليضربها بالسيف . فوثب رجل من
بني نصر بن معاوية يقال له :
الأحمر بن مازن ، فضربه بالسيف على ركبته ، فأندرها ثم قال:
خذها إليك أيها المخندف
ثم قام رجل من هوازن فقال:
نحن ضربنا ركبة المخندف إذ مدها في أشهر المعرف
ثم كان اليوم الثاني من الفجار الأول:
وكان سبب ذلك: أن شبابا من قريش من
بني كنانة رأوا امرأة من
بني عامر وسيمة جالسة بسوق عكاظ في درع ، فأطافوا بها وسألوها أن تسفر فأبت ، فقام أحدهم فجلس خلفها ، وحل طرف درعها وشده إلى ما فوق عجزها بشوكة ، فلما قامت انكشف درعها عن دبرها ، فضحكوا وقالوا: منعتينا النظر إلى وجهك وجدت لنا بالنظر إلى دبرك .
فنادت: يا آل عامر . فتنادوا بالسلاح وحملت كنانة ، فاقتتلوا قتالا شديدا ووقعت
[ ص: 291 ] بينهم دماء ، فتوسطها
حرب بن أمية وأرضى
بني عامر من مثلة صاحبتهم
ثم كان اليوم الثالث من أيام الفجار الأول:
وكان سببه: أنه كان لرجل من
بني جشم بن بكر دين على رجل من بني كنانة .
فلواه به ، فجرت بينهما خصومة ، واجتمع الحيان ، فاقتتلوا ، وحمل ابن جدعان ذلك من ماله .