ذكر ما جرى من الحوادث في السنة الثامنة من النبوة
قال مؤلف الكتاب :
فيها
نزل قول الله تعالى: غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون 30: 2 - 3
[ ص: 387 ]
وكانت بين
فارس والروم حروب قد أشرنا إليها فيما تقدم .
قال
يحيى بن يعمر: بعث
قيصر رجلا يدعى
قطمه بجيش من
الروم وبعث
كسرى بشهربراز ، فالتقيا
بأذرعات وبصرى وهما أدنى
الشام إليكم فلقيت
فارس الروم ، فغلبتهم فارس ، ففرح بذلك كفار قريش وكرهه المسلمون . فأنزل الله تعالى
الم غلبت الروم في أدنى الأرض الآيات .
وقال علماء السير: وقد فرح المشركون وشق على المسلمين لأن
فارس لم يكن لهم كتاب ، وكانوا يجحدون البعث ، ويعبدون الأصنام ، وكان
الروم أصحاب كتاب ، فقال المشركون لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم أهل كتاب ، والنصارى أهل كتاب ، ونحن أميون ، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من الروم ، فإن قاتلتمونا لنظهرن عليكم ، فنزلت هذه الآية ، فخرج بها
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى المشركين ، فقالوا: هذا كلام صاحبك ، فقال: الله أنزل هذه! فقالوا
لأبي بكر: نراهنك على أن الروم لا تغلب فارس ، فقال أبو بكر: البضع ما بين الثلاث إلى التسع ، فقالوا:
الوسط من ذلك ست ، فوضعوا الرهان - وذلك قبل أن يحرم الرهان - وكان الرهن عشر قلائص إلى عشر قلائص ، فرجع أبو بكر إلى أصحابه فأخبرهم ، فلاموه ، وقالوا: هلا أقررتها كما أقرها الله لو شاء أن يقول ستا ، فخرج أبو بكر: أزيدكم في الخطر وأزيدكم في الأجل إلى تسع سنين . فقهرهم أبو بكر وأخذ رهانهم ،
فظهرت الروم على فارس بعد سبع سنين ، ووافق التقاؤهم يوم بدر .