وفي هذه السنة كانت
غزوة الخندق وهي غزوة الأحزاب
قال مؤلف الكتاب: كانت في ذي القعدة ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أجلى
[ ص: 228 ] بني النضير ساروا إلى
خيبر ، فخرج نفر من أشرافهم ووجوههم إلى
مكة ، فالتقوا
قريشا ودعوهم إلى الخروج ، واجتمعوا معهم على قتاله ، وواعدوهم لذلك موعدا ، ثم خرجوا من عندهم فأتوا
غطفان وسليم ففارقوهم على مثل ذلك ، وتجهزت
قريش وجمعوا أحابيشهم ومن تبعهم من العرب ، فكانوا أربعة آلاف ، وعقدوا اللواء في دار الندوة ، وحمله
عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ، وقادوا معهم ثلاثمائة فرس ، وألف وخمسمائة بعير ، وخرجوا يقودهم
أبو سفيان ووافتهم
بنو سليم بمر الظهران ، وهم سبعمائة يقودهم
سفيان بن عبد شمس ، وخرجت معهم
بنو أسد يقودهم
طلحة بن خويلد وخرجت
فزارة وهم ألف ، يقودهم
عقبة بن حصين ، وخرجت
أشجع وهم أربعمائة يقودهم
مسعود بن رخيلة ، وخرجت
بنو مرة ، وهم أربعمائة يقودهم
الحارث بن عوف .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري أن
الحارث رجع
ببني مرة ، فلم يشهد الخندق منهم أحد ، والأول أثبت .
وكان
جميع من وافوا الخندق [ممن ذكر] من القبائل عشرة آلاف ، وهم الأحزاب ، وكانوا ثلاثة عساكر ، والجملة بيد
أبي سفيان ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فصولهم من
مكة ، ندب الناس ، وأخبرهم خبرهم وشاورهم ، فأشار
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي بالخندق ، فأعجب ذلك المسلمين وعسكر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سفح سلع ، وجعل سلعا خلف ظهره ، وكان المسلمون يومئذ ثلاثة آلاف واستخلف على
المدينة nindex.php?page=showalam&ids=100عبد الله بن أم مكتوم . ثم خندق على
المدينة ، وجعل المسلمون يعملون مستعجلين يبادرون قدوم عدوهم ، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم بيده لينشطوا ، ففرغوا منه في ستة أيام .
أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد ، قال: أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت ، قال:
[ ص: 229 ]
أخبرنا
أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، قال: حدثنا
محمد بن أحمد بن الحسن ، قال: حدثنا
إسحاق بن الحسن الحربي ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17261هوذة بن خليفة ، قال: أخبرنا
عوف ، عن
ميمون ، قال: حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب ، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=105040لما كان حين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق ، عرضت لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ فيها المعاول ، قال: فشكينا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها ألقى ثوبه وأخذ المعول وقال: بسم الله ، ثم ضرب ضربة ، فكسر ثلثها ، وقال: الله أكبر! أعطيت مفاتيح الشام ، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة ، ثم ضرب الثانية فقطع ثلثا آخر ، فقال: الله أكبر! أعطيت مفاتيحفارس ، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض ، ثم ضرب الثالثة ، وقال: بسم الله ، فقطع بقية الحجر ، وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة . قال علماء السير : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لثماني ليال مضين من ذي القعدة ، وكان لواء المهاجرين مع nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة ، ولواء الأنصار مع nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، ودس nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب حيي بن أخطب إلى بني قريظة يسألهم أن ينقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكونوا معهم عليه ، فامتنعوا ثم أجابوا ، وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل ، وفشل الناس وعظم البلاء واشتد الخوف وخيف على الذراري والنساء ، وكانوا كما قال الله تعالى: إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر . [ ص: 230 ]
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عيينة بن حصن وإلى الحارث بن عوف ، وهما قائدا غطفان ، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة على أن يرجعا بمن معهما عنه ، وكتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ، وإنما كانت مراوضة ومراجعة ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ، وابن عبادة فأخبرهما بذلك فقالا: هذا شيء تحبه أو [شيء] أمرك الله به ، قال: لا ، بل أصنعه لأجلكم ، فإن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ، فقالا: قد كنا نحن وهم على الشرك ، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة ، فحين أذن الله بالإسلام نفعل هذا؟! ما لنا إلى هذا حاجة ، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا ، قال: فأنتم وذاك ، فتناول سعد الصحيفة التي كتبوها فمحاها ، وقال: ليجهدوا علينا ، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين وجاه العدو لا يزولون ، غير أنهم يعتقبون خندقهم ويحرسونه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث سلمة بن أسلم في مائتي رجل ، و nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة في ثلاثمائة رجل يحرسون المدينة ويظهرون التكبير ، وكانوا يخافون على الذراري من بني قريظة ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=4582عباد بن بشر على حرس قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عشرة من الأنصار يحرسونه كل ليلة ، فكان المشركون يتناوبون بينهم ، فيغدو أبو سفيان يوما ، ويغدو nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد يوما ويغدو nindex.php?page=showalam&ids=13عمرو بن العاص يوما ، ويغدو هبيرة بن أبي وهب يوما ، ويغدو nindex.php?page=showalam&ids=28عكرمة بن أبي جهل يوما ، ويغدو ضرار بن الخطاب يوما ، فلا يزالون يجيلون خيلهم ويتفرقون مرة ويجتمعون أخرى ، ويناوشون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقدمون رماتهم فيرمون ، فرمى حبان بن العرقة nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ بسهم ، فأصاب أكحله ، فقال: خذها وأنا ابن العرقة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرق الله وجهك في النار" ، ويقال: الذي رماه أبو أسامة الجشمي .
أخبرنا
محمد بن أبي طاهر البزاز ، قال: أخبرنا
أبو محمد الجوهري ، قال:
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13103ابن حيويه ، قال: أخبرنا
أحمد بن معروف ، قال: أخبرنا
ابن الفهم ، قال: أخبرنا
محمد بن سعد [أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون] .
[ ص: 231 ]
وأخبرنا
عاليا بن الحصين ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12886ابن المذهب ، قال: أخبرنا
ابن مالك ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني
أبي ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، قال أخبرنا
محمد بن عمرو بن علقمة ، عن
أبيه ، عن
جده ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت: خرجت يوم الخندق أقفو آثار الناس ، فسمعت وئيد الأرض من ورائي - يعني حس الأرض - فالتفت فإذا أنا
بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه
الحارث بن أوس يحمل رمحه ، فجلست إلى الأرض ، فمر
سعد وهو يرتجز ، ويقول:
لبث قليلا يدرك الهيجا حمل ما أحسن الموت إذا حان الأجل
قالت: وعليه درع قد خرجت منه أطرافه ، فأنا أتخوف على أطراف
سعد ، وكان سعد من أطول الناس وأعظمهم قالت: فقمت فاقتحمت حديقة ، فإذا فيها نفر من المسلمين فيهم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وفيهم رجل عليه تسبغة له - تعني المغفر – قالت: فقال لي
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: ما جاء بك؟ والله إنك لجريئة ، وما يؤمنك أن يكون تحوز أو بلاء؟ قالت:
فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض انشقت [ساعتئذ] فدخلت فيها ، قالت:
فرفع الرجل التسبغة عن وجهه ، فإذا
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله ، فقال: ويحك يا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر إنك قد أكثرت منذ اليوم ، وأين التحوز وأين الفرار إلا إلى الله؟ قالت: ويرمي
سعدا رجل من المشركين من
قريش يقال له
ابن العرقة [بسهم ، فقال: خذها وأنا
ابن العرقة] فأصاب أكحله ، فدعا الله عز وجل
سعد ، فقال: اللهم لا تمتني حتى تشفيني من
قريظ - وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية - قالت: فرقأ كلمه ( وبعث الله تعالى
[ ص: 232 ] الريح على المشركين ،
وكفى الله المؤمنين القتال ، وكان الله قويا عزيزا .
قال مؤلف الكتاب :
العرقة أم حبان بن عبد مناف بن منقد بن عمر ، وسميت العرقة لطيب ريحها .
قال علماء السير : لما
حام الأحزاب حول الخندق أياما أجمع رؤساؤهم أن يغدوا يوما ، فغدوا جميعا ، وطلبوا مضيقا من الخندق يقحمون فيه خيلهم فلم يجدوا ، فقالوا: إن هذه لمكيدة ما كانت العرب تصنعها ، فقيل لهم: إن معه رجلا فارسيا فهو أشار عليه بذلك ، فصاروا إلى مكان ضيق فعبر
عكرمة ونوفل وضرار وهبيرة ، وعمرو بن عبد ود ، فجعل عمرو يدعو إلى البراز ، وهو ابن تسعين سنة ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه:
أنا أبارزه ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم سيفه وعممه ، وقال: "اللهم أعنه عليه" ، فضربه nindex.php?page=showalam&ids=8علي فقتله ، وولى أصحابه هاربين ، وحمل الزبير على نوفل فقتله . أنبأنا
الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ، قال: أخبرنا
ابن المسلمة ، قال:
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15183أبو طاهر المخلص ، قال: أخبرنا
أحمد بن سلمان بن داود ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار ، قال:
عمرو بن عبد ود ، وضرار بن الخطاب ، nindex.php?page=showalam&ids=28وعكرمة بن أبي جهل ، ونوفل بن عبد الله بن المغيرة هم الذين طفروا الخندق يوم الأحزاب ، وفي ذلك يقول الشاعر :
عمرو بن ود كان أول فارس جزع المزاد وكان فارس يليل
قال مؤلف الكتاب: المزاد ، موضع من الخندق فيه حفر ، ويليل ، واد قريب من بدر .
[ ص: 233 ]
ولما جزع عمرو بن عبد المزاد دعي البراز ، وقال يرتجز:
ولقد بحجت من الندا ء بجمعكم : هل من مبارز
ووقفت إذ جبن الشجا ع بموقف البطل المناجز
إني كذلك لم أزل متسرعا نحو الهزاهز
إن الشجاعة والسماحة في الفتى خير الغرائز
فبرز له
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ثم أجابه يقول:
لا تعجلن فقد أتا ك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نية وبصيرة والصدق منجي كل فائز
إني لأرجو أن أقيـ ـم عليك نائحة الجنائز
من ضربة فوهاء يبقى ذكرها عند الهزاهز
ثم دعاه أن يبارزه ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=8علي: يا
عمرو إنك كنت عاهدت الله
لقريش لا يدعوك رجل إلى خلتين إلا أخذت إحداهما ، قال
عمرو: نعم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه:
فإني أدعوك إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام ، فقال: لا حاجة لي بذلك ، قال: فإني أدعوك إلى المبارزة . قال: يا ابن أخي ، والله ما أحب أن أقتلك ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=8علي: لكني والله أنا أحب أن أقتلك؛ فحمي
عمرو واقتحم عن فرسه وعرقبه ، ثم أقبل فتناورا وتجاولا وثارت عليهما غبرة سترتهما عن المسلمين ، فلم يرع المسلمين إلا التكبير ، فعرفوا أن
عليا رضي الله عنه قتله ، فانجلت الغبرة
وعلي على صدره يذبحه .
[ ص: 234 ]
قال علماء السير: لما قتل
عمرو رثته أمه ، فقالت:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله ما زلت أبكي عليه دائم الأبد
لكن قاتله من لا يقاد به من كان يدعى أبوه بيضة البلد
ثم تواعدا أن يأتوا من الغد ، فباتوا يعبئون أصحابهم ونحوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة غليظة فيها
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ، فقاتلوهم يومهم ذلك إلى هوي من الليل ما يقدرون أن يزولوا عن مكانهم ، ولا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ظهرا ولا عصرا حتى كشفهم الله عز وجل ، فرجعوا منهزمين ، فلم يكن لهم بعد ذلك قتال - يعني انصرفوا - إلا أنهم لا يدعون الطلائع بالليل يطمعون في الغارة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم الذي فاتته الصلاة فيه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652714 "شغلونا عن الصلاة الوسطى" . أخبرنا
هبة الله بن محمد ، قال: أخبرنا
الحسن بن علي ، قال: أخبرنا
أحمد بن جعفر ، قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني
أبي ، قال: أخبرنا
أبو معاوية ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن
مسلم بن صبيح ، عن
شتير بن شكل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب:
nindex.php?page=hadith&LINKID=652714 "شغلونا عن الصلاة الوسطى [صلاة] العصر ، ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا" ، ثم صلاها بين [العشاءين] ، المغرب والعشاء . أخرجاه في الصحيحين .
وحصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بضع عشرة ليلة ، وقيل: أربعا وعشرين ليلة ، حتى خلص إلى كل أمر منهم الكرب . ودعي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الأحزاب .
ويروى في
مسجد الفتح .
أخبرنا
هبة الله بن محمد ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12886ابن المذهب ، قال: أخبرنا
أحمد بن جعفر ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني
أبي ، قال: أخبرنا
أبو عامر ، قال:
أخبرنا
كثير بن زيد ، قال: حدثني
عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال:
حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: [ ص: 235 ] أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا: يوم الاثنين ، ويوم الثلاثاء ، ويوم الأربعاء [فاستجيب له يوم الأربعاء] بين الصلاتين ، فعرف البشر في وجهه . قال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: فلم ينزل بي أمر مهم [غليظ] إلا توخيت تلك الساعة ، فأدعو فيها فأعرف الإجابة .
قالوا:
وكان نعيم بن مسعود الأشجعي قد أسلم وحسن إسلامه ، فمشى بين
قريش وقريظة وغطفان فخذل بينهم .
فأنبأنا
أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، قال: أخبرنا
الجوهري ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13103ابن حيويه ، قال: أخبرنا
أحمد بن معروف ، قال: أخبرنا
الحسن بن الفهم ، قال: أخبرنا
محمد بن سعد ، قال: أخبرنا
محمد بن عمر .
وبه قال أخبرنا
عبد الله بن عاصم الأشجعي ، عن
أبيه ، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=889973قال نعيم بن مسعود: لما سارت الأحزاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سرت مع قومي وأنا على ديني ، فقذف الله في قلبي الإسلام ، فكتمت ذلك قومي ، وأخرج حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء فأجده يصلي ، فلما رآني جلس ، وقال: "ما جاء بك يا نعيم" ؟ وكان بي عارفا ، قلت: إني جئت أصدقك ، وأشهد أن ما جئت به حق ، فمرني بما شئت ، قال: "ما استطعت أن تخذل عنا الناس [فخذل] ، قلت: أفعل ، ولكن يا رسول الله أقول ، قال: "قل ما بدا لك فأنت في حل" ، قال: فذهبت إلى قريظة ، فقلت: اكتموا علي ، قالوا:
نفعل ، فقلت: إن قريشا وغطفان على الانصراف عن محمد صلى الله عليه وسلم إن أصابوا فرصة انتهزوها وإلا انصرفوا إلى بلادهم ، فلا تقاتلوا معهم حتى تأخذوا منهم رهناء ، قالوا:
أشرت علينا والنصح لنا ، ثم خرجت إلى nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان بن حرب ، فقلت: قد جئتك بنصيحة فاكتم علي ، قال: أفعل ، قلت: تعلم أن قريظة قد ندموا على ما فعلوا فيما بينهم وبين محمد ، صلى الله عليه وسلم وأرادوا إصلاحه ومراجعته ، فأرسلوا إليه وأنا عندهم إنا سنأخذ من قريش وغطفان سبعين رجلا من أشرافهم نسلمهم إليك ، تضرب أعناقهم ونكون معك على قريش وغطفان حتى نردهم عنك ، وترد جناحنا الذي كسرت إلى [ ص: 236 ] ديارهم - يعني بني النضير - فإن بعثوا إليكم يسألونكم رهنا فلا تدفعوا إليهم أحدا واحذروهم ، ثم أتى غطفان ، فقال لهم مثل ذلك ، وكان رجلا منهم فصدقوه ، وأرسلت قريظة إلى قريش : إنا والله ما نخرج فنقاتل محمدا صلى الله عليه وسلم حتى تعطونا رهنا منكم [يكونون] عندنا ، فإنا نتخوف أن تنكشفوا وتدعونا ومحمدا ، فقال أبو سفيان: صدق نعيم .
وأرسلوا إلى غطفان بمثل ما أرسلوا إلى قريش ، فقالوا لهم مثل ذلك ، وقالوا جميعا: إنا والله ما نعطيكم رهنا ولكن اخرجوا فقاتلوا معنا . فقالت اليهود: نحلف بالتوراة أن الخبر الذي قال نعيم لحق ، وجعلت قريش وغطفان يقولون: الخبر ما قال نعيم ، ويئس هؤلاء من نصر هؤلاء ، وهؤلاء من نصر هؤلاء . واختلف أمرهم وتفرقوا في كل وجه ، وكان نعيم يقول: أنا خذلت بين الأحزاب حتى تفرقوا في كل وجه ، وأنا أمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على سره .
قال علماء السير: فلما استوحش كل فريق من صاحبه ، اعتلت
قريظة بالسبت ، فقالوا: لا نقاتل ، وهبت ليلة السبت ريح شديدة ، فقال
أبو سفيان: يا معشر
قريش إنكم والله لستم بدار مقام ، لقد هلك الخف والحافر ، وأجدب الجناب وأخلفتنا
بنو قريظة ، و [لقد] لقينا من الريح ما ترون فارتحلوا فإني مرتحل ، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بحضرته أحد من العساكر قد انقشعوا ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة لينظر ما فعل القوم .
فروى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في أفراده من حديث
إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي ، عن
أبيه ، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703089كنا عند nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك ، لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا رجل يأتينا بخبر القوم ، جعله الله معي يوم القيامة" فسكتنا فلم يجبه أحد ، ثم قال: "ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة" فسكتنا ولم يقم قائم ، فقال: "قم يا nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة" فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي إلا أن أقوم ، قال: "اذهب فأتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي" ، فلما وليت من عنده جعلت [ ص: 237 ] كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم ، فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار ، فوضعت سهمي في كبد القوس فأردت أن أرميه ، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذعرهم علي" فرجعت وأنا أمشي في مثل الحمام ، فلما أتيته أخبرته خبر القوم وفرعت وقررت ، فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها ، فلم أزل نائما حتى أصبحت ، قال صلى الله عليه وسلم: "قم يا نومان" .
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق عن
يزيد بن زياد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=703089قال فتى من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبد الله ، رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه ، قال: نعم يا ابن أخي ، قال: كيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نجهد ، فقال الفتى:
والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على وجه الأرض ولحملناه على أعناقنا ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة:
يا ابن أخي ، والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق يصلي هويا من الليل ، ثم التفت إلينا ، فقال: "من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم [ثم يرجع] " وشرط له أنه إذا رجع أدخله الله الجنة ، فما قام رجل ، ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل ، ثم التفت إلينا فقال مثل ذلك ، ثم قال: "أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة" . فما قام أحد من شدة الخوف والجوع والبرد ، فلما لم يقم أحد دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن لي بد من القيام ، فقال: يا nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة اذهب فادخل في القوم فانظر ما يفعلون . فذهبت فدخلت في القوم والريح [وجنود الله] تفعل بهم ما تفعل فلا تترك قدرا ولا نارا ، ولا بناء . فقام أبو سفيان ، فقال: يا معشر قريش ، لينظر امرؤ جليسه ، فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى [ ص: 238 ] جنبي ، فقلت: من أنت؟ فقال: أنا فلان بن فلان ، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، [لقد] هلك الكراع والخف ولقينا من هذه الريح ما ترون ، فارتحلوا [فإني مرتحل] . فرجعت ، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم :
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: لم يقتل يوم الخندق من المسلمين إلا ستة نفر ، وقتل من المشركين ثلاثة