[حديث يوم المقر وفم فرات بادقلى]
ثم خرج
آزاذبه وابنه نحو
خالد في عسكر كبير ، فقتلهم
خالد حتى أتى منهم ، وهرب
آزاذبه ، ثم قصد
خالد الحيرة وسار حتى نزل
الخورنق والنجف ، وأدخل
خالد [ ص: 104 ] الحيرة الخيل ، وأمر كل قائد من قواده بمحاصرة قصر من قصورها ، فكان
ضرار بن الأزور محاصرا للقصر الأبيض ، وفيه
إياس بن قبيصة الطائي ، وكان
ضرار بن الخطاب محاصرا قصر العدسيين وفيه
عدي بن عدي ، وكان
ضرار بن مقرن المازني محاصرا قصر بني مازن وفيه
ابن أكال ، وكان
المثنى محاصرا قصر
ابن بقيلة ، وفيه
عمرو بن عبد المسيح ، فدعوهم جميعا ، وأجلوهم يوما ، فأبى أهل
الحيرة [ولجوا] ، فناوشهم المسلمون .
فكان أول القواد أنشب القتال
ضرار بن الأزور ، وصبح كل أمير ثغره ، فأكثروا فيهم القتل ، وصاحوا: كفوا عنا حتى تبلغونا إلى
خالد ، وكان أول من طلب الصلح
عمرو بن عبد المسيح ، وهو
بقيلة .
فلما وصل الرؤساء إلى
خالد ، قال: اختاروا واحدة من ثلاث: إما أن تدخلوا في ديننا ، وإما الجزية ، وإما المناجزة ، فقد والله أتيتكم بأقوام أحرص على الموت منكم على الحياة ، قالوا: بل الجزية ، فصالحوه على مائة ألف وتسعين ألفا في كل سنة .
فبعث بالهدايا والفتح إلى
أبي بكر رضي الله عنه ، فقبلها
أبو بكر رضي الله عنه ، وكتب إلى
خالد: احسب لهم هداياهم من الجزية ، وصالحهم
خالد في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة . ثم إنهم كفروا بعد موت
أبي بكر رضي الله عنه فحاربهم
المثنى ثم عادوا فكفروا فقتلهم
سعد