قصة البويب
ثم إن المثنى خرج في آثار القوم ، فأسر منهم وقتل ، وبعث إلى من يليه فاجتمع إليه جمع عظيم ، فبلغ ذلك
رستم والفيرزان ، فبعثا إليه
مهران الهمذاني ، وبلغ
المثنى [الخبر] ، فجمع الناس بالبويب ، فعبر
مهران فنزل على شاطئ
الفرات ، فنادى المثنى في الناس: انهدوا لعدوكم ، قال: إني مكبر ثلاثا فتهيئوا ، ثم احملوا مع الرابعة .
فلما كبر أول تكبيرة أعجلهم فارس فخالطوهم وركدت الحرب ، وهزمت
فارس ، وهلك
مهران ، وتمكن المسلمون من الغارة على السواد فيما بينهم وبين دجلة ،
[ ص: 149 ] فمخروها ، لا يخافون كيدا ، وانتقضت مسالح العجم ، واعتصموا بساباط ، وسرهم أن يتركوا ما وراء دجلة .
وكانت
وقعة البويب في رمضان سنة ثلاث عشرة ، وكانت تحزر عظام القتلى بمائة ألف .