وفيها كانت
وقعة حمص الأولى
أقبل
أبو عبيدة فنزل على
حمص ، وأقبل بعده
خالد فنزل عليها ، فلقوا من الحصار أمرا عظيما ، وكان البرد شديدا ، ولقي المسلمون شدة -وكان
أهل حمص يقولون عن المسلمين إنهم حفاة- فصابروهم ليقطع البرد أقدامهم ، وأن المسلمين كبروا تكبيرة ، فاتفق معها زلزلة فصدعت المدينة والحيطان ، ثم كبروا الثانية ، فتهافتت منها دور كثيرة ، فأشرفوا على الهلاك ، فنادوهم: الصلح الصلح ، فأجابوهم ، فكتب أبو عبيدة إلى عمر بالفتح .
[ ص: 191 ]
وفيها
وقعة قنسرين
بعث
أبو عبيدة خالدا إلى
قنسرين ، فزحف لهم
الروم وعليهم
ميناس ، وهو أعظم الروم [بعد هرقل] ، فالتقوا فاقتتلوا فقتل
ميناس ومن معه ولم يبق منهم أحد ، وتحصن
أهل قنسرين ، ثم ذكروا ما جرى
لأهل حمص فصالحوه على صلح
حمص ، فأبى إلا على إخراب
المدينة ، فأخربها ، ثم إن
هرقل خرج نحو
القسطنطينية في هذه السنة على قول
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق .
وقال سيف: إنما كان خروجه سنة ست عشرة .
وقد سبق أن
هرقل سأل عن المسلمين ، فقال له رجل: هم فرسان بالنهار ، ورهبان بالليل ، فقال: إن كنت صدقتني فليرثن ما تحت قدمي هاتين .
وقال
هرقل: عليك السلام أيها البلاد ، سلاما لا اجتماع بعده . ومضى حتى نزل
قسطنطينية .