من أهل مدينة أصبهان . ويقال: من أهل رامهرمز ، أسلم في السنة الأولى من الهجرة ، وأول مشهد شهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ، وإنما منعه من حضور ما قبل ذلك أنه كان مسترقا لقوم من اليهود فكاتبوه وأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابته وعتق ، ولم يزل بالمدينة حتى غزا المسلمون العراق فخرج معهم وحضر فتح المدائن ، وولاه إياها nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فنزلها حتى مات بها ، وقبره الآن ظاهر .
قال: ثم قال: "كاتب يا سلمان" فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أعينوا أخاكم" . فأعانوني بالنخل ، الرجل بثلاثين ودية ، والرجل بعشرين والرجل بخمس عشرة والرجل بعشرة ، يعين الرجل بقدر ما عنده ، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذهب يا سلمان ففقر لها فإذا فرغت أكون أنا أضعها بيدي" .
أقال: ففقرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، فو الذي نفس [ ص: 25 ] سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة ، فأديت النخل وبقي علي المال . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن ، فقال: "ما فعل الفارسي المكاتب؟ " قال: فدعيت له فقال: "خذ هذه فأدبها ما عليك يا سلمان" قال: قلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: "خذها فإن الله سيؤدي بها عنك" .
قال: فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده - أربعين أوقية ، فأوفيتهم حقهم وعتقت . فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق ، ثم لم يفتني [معه] مشهد .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري: كان عطاء سلمان خمسة آلاف ، وكان أميرا على زهاء ثلاثين ألفا من المسلمين ، وكان يخطب الناس في عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها ، [ ص: 26 ] فإذا خرج عطاؤه أمضاه ، ويأكل من سفيف يديه .
وقال عبادة بن نسي: كان لسلمان خباء من عباء وهو أمير الناس .
أخبرنا محمد بن ناصر [أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=13859إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا أبو بكر بن نجيب ، حدثنا أبو جعفر بن ذريح ، حدثنا هناد ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن جعفر بن برقان ، عن حبيب بن أبي مرزوق] ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران ، عن رجل من عبد القيس قال: رأيت سلمان في سرية هو أميرها ، على حمار عليه سراويل وقدماه تذبذبان ، والجند يقولون: قد جاء الأمير ، فقال سلمان: إنما الخير والشر بعد اليوم .
ذكر أولاد سلمان:
تزوج امرأة يقال لها بقيرة . وقال أبو بكر بن أبي داود: لسلمان ثلاث بنات ، بنت بأصبهان ، وابنتان بمصر .
وقيل إنه أدرك وحي عيسى عليه السلام ، والظاهر أنه توفي في زمان عثمان في سنة اثنتين وثلاثين ، وقد قيل في سنة ست وثلاثين ، فعلى هذا تكون وفاته في زمان nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه ، والأول أصح .