وقتل عثمان يوم الجمعة قبل غروب الشمس لثماني عشرة من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14986أبو منصور القزاز ، قال: أخبرنا
أبو بكر بن ثابت ، قال: أخبرنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد ، قال: أخبرنا
أحمد بن يوسف بن خلاد ، قال: حدثنا
الحارث بن محمد ، قال: حدثنا
يعقوب بن القاسم الطلحي ، قال: حدثنا
الوليد ، قال:
[ ص: 56 ] حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن
محمد بن عبد الملك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة ، أنه قال
nindex.php?page=showalam&ids=7لعثمان حين حصر: إنه قد نزل من الأمر ما ترى ، فاختر واحدة من ثلاث: إن شئت أن نفتح لك بابا سوى الباب الذي هم عليه فتقعد على رواحلك فتلحق
بمكة فلن يستحلوك بها ، وإن شئت أن تلحق
الشام وفيها
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ، وإن شئت خرجت بمن معك فقاتلناهم فإنا على الحق وهم على الباطل . فقال
عثمان : أما قولك آتي إلى
مكة ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
nindex.php?page=hadith&LINKID=681296 "يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب الأمة" فلن أكونه .
وأما أن آتي إلى
الشام ، فلن أكون لأدع دار هجرتي ومجاورة نبي الله صلى الله عليه وسلم وآتي
الشام .
وأما قولك إني أخرج بمن معي أقاتلهم فلن أكون أول من يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بإراقة محجمة دم .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي ، عن أشياخ له ، عن
محمد بن مسلمة ، قال: خرجت في نفر من قومي إلى
المصريين ، فعظمت حق
عثمان وما في رقابهم من البيعة ، وخوفتهم الفتنة ، وأنه ينزع عن هذه الأمة الخصال التي نقمتم عليه ، وأنا ضامن لذلك . قال القوم:
فإن لم ينزع؟ قلت: فأمركم إليكم .
فانصرف القوم وهم راضون ، ورجعت إلى
عثمان ، فقلت: أخلني ، فأخلاني ، فقلت: الله الله يا
عثمان في نفسك ، إن هؤلاء القوم إنما قدموا يريدون دمك ، وأنت ترى خذلان أصحابك لك ، فأعطاني الرضا وجزاني خيرا .
ثم خرجت من عنده ، فأقمت ما شاء الله فيهم ، فعادوا له فقال لي: ارجع إليهم فارددهم ، قلت: لا والله ، لأني ضمنت لهم أمورا [تنزع عنها] فلم تنزع عن حرف واحد منها . فقال له: الله المستعان .
وجاءني
ابن عديس وسودان ، فقالا: ألم تعلم أنك زعمت أن صاحبنا نازع عما
[ ص: 57 ] نكره؟ قلت: بلى فأخرجوا صحيفة صغيرة ، وإذا قصبة من رصاص ، فقالوا: وجدنا جملا من إبل الصدقة عليه غلام
عثمان ، ففتشنا متاعه فوجدنا فيه هذا الكتاب:
أما بعد ، فإذا قدم عليك
عبد الرحمن بن عديس فاجلده مائة جلدة ، واحلق رأسه ولحيته وأطل حبسه حتى يأتيك أمري ،
وعمرو بن الحمق فافعل به مثل ذلك ،
وسودان مثل ذلك ،
وعروة مثل ذلك .
قلت: وما يدريكم أن
عثمان كتب هذا؟ قالوا: فيفتات
مروان على
عثمان بهذا ، فهذا أشر ، فيخرج نفسه من هذا الأمر . ودخل
nindex.php?page=showalam&ids=8علي على
عثمان فأخبره بما وجدوا في الكتاب ، فجعل يقسم بالله ما كتب به ولا علم ولا شور .
قال
ابن مسلمة: إنه لصادق ، ولكن هذا عمل
مروان ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي: أدخلهم إليك واعتذر إليهم ، فدخلوا فما سلموا عليه بالخلافة ، بل قالوا: سلام عليكم ، فقلنا: وعليكم السلام ، فقدموا في كلامهم
ابن عديس ، فذكر له أشياء من فعله ، وقالوا: قد رحلنا نريد دمك فردنا
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ،
ومحمد بن مسلمة ، وضمن لنا
ابن مسلمة النزوع عما نقمناه ، فرجعنا إلى بلادنا ، فوجدنا غلامك وكتابك وخاتمك إلى عاملك بجلد ظهورنا والمثل بنا ، فقال
عثمان : والله ما كتبت ولا أمرت ولا شورت ، قالوا: أيكتب مثل هذا غيرك؟ فليس مثلك يلي ، اخلع نفسك ، فقال: لا أنزع قميصا ألبسنيه الله عز وجل . فخرج الكل فحاصروه .