ذكر
من توفي في هذه السنة
372 -
ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يكنى أبا عبد الله :
أصابه سبي فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعتقه ، فلم يزل معه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل
حمص فمات في هذه السنة .
373 -
الحارث بن ربعي ، أبو قتادة الأنصاري :
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي : اسمه
النعمان .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15464الهيثم بن عدي : اسمه
عمرو . والأول أصح .
شهد ما بعد
بدر ، وحضر مع
nindex.php?page=showalam&ids=8علي قتال
الخوارج بالنهروان . وقد قيل إنه مات في خلافته وصلى عليه ، ولا يصح ذلك بل عاش بعده .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12455أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا
محمد بن سعد ، قال : حدثنا
محمد بن عمر ، قال : حدثنا
يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة ، قال :
توفي
أبو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين ، وهو ابن سبعين سنة
374 -
حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى :
ولد قبل الفيل باثنتي عشرة سنة ، وكان آدم شديد الأدمة خفيف اللحم .
[أنبأنا
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=12894أبو جعفر بن المسلمة ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15183المخلص ، أخبرنا
أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا ]
الزبير بن [ ص: 269 ] بكار ، قال : حدثني
مصعب بن عثمان ، قال :
دخلت
أم حكيم بن حزام الكعبة معها نسوة من
قريش وهي حامل
بحكيم بن حزام ، فضربها المخاض في
الكعبة ، فأتيت بنطع حيث أعجلتها الولادة ، فولدت
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام في
الكعبة على النطع . وكان
حكيم من سادات
قريش في الجاهلية والإسلام .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار : حدثني
محمد بن الضحاك ، عن أبيه ، قال : لم يدخل دار الندوة أحد من
قريش للمشورة حتى يبلغ أربعين سنة إلا
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام ، دخلها وهو ابن خمس عشرة سنة .
أخبرنا
محمد بن أبي طاهر ، قال : أخبرنا
الجوهري ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13103ابن حيوية ، قال : أخبرنا
أحمد بن معروف ، قال : حدثنا
الحسين بن الفهم ، قال : حدثنا
محمد بن سعد ، قال : أخبرنا
محمد بن عمر ، قال : حدثنا
المنذر بن عبد الله بن المنذر عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
أبي حبيبة مولى الزبير ، قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام ، يقول :
ولدت قبل قدوم أصحاب الفيل بثلاث عشرة سنة وأنا أعقل حين أراد
عبد المطلب أن يذبح ولده
عبد الله حتى وقع نذره ، وذلك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين .
قال
محمد بن عمر : شهد
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام مع أبيه حرب الفجار ، وقتل أبوه
حزام في الفجار الأخير ، وكان
حكيم يكنى أبا خالد وكان له جماعة من الولد كلهم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلموا يوم الفتح .
قال
محمد بن عمر : وأخبرنا
إبراهيم بن جعفر بن محمود ، عن أبيه وغيره ، قالوا : بكى
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام ، فقال له ابنه : ما يبكيك يا أبه ؟ قال : خصال كلها أبكاني ،
[ ص: 270 ] أما أولها : فبطء إسلامي حتى سبقت في مواطن كلها صالحة ، ونجوت يوم
بدر ويوم
أحد ، فقلت : لا أخرج من
مكة ولا أوضع مع
قريش ما بقيت ، فأقمت
بمكة ويأبى الله أن يشرح قلبي للإسلام وذلك أني أنظر إلى بقايا من
قريش لهم أسنان متمسكين بما هم عليه من أمر الجاهلية فأقتدي بهم ، ويا ليت أني لم أقتد بهم ، فما أهلكنا إلا اقتداؤنا بآبائنا وكبرائنا ، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكة جعلت أفكر ، وأتاني
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب ، فقال :
أبا خالد ، والله إني لأخشى أن يأتينا
محمد في جموع
يثرب ، فهل أنت تابعي إلى شرف نتروح الخبر ؟ قلت : نعم . قال : فخرجنا نتحدث ونحن مشاة حتى إذا كنا
بمر الظهران إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدهم من الناس ، فلقي
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب أبا سفيان ، فذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى
مكة فدخلت بيتي وآمن الناس ، فجئته صلى الله عليه وسلم بعد ذلك
بالبطحاء وأسلمت وصدقته وشهدت أن ما جاء به حق ، وخرجت معه إلى
حنين . فأعطى رجالا من الغنائم والأموال ، وسألته حينئذ فألحقت المسلة . قال
محمد بن عمر : وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب ،
وعروة بن الزبير ، قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=651379سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بحنين مائة من الإبل فأعطانيها ، ثم سألته مائة فأعطانيها ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا حكيم ، إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه بإسراف نفس لم يبارك فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، فاليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول " .
فكان
حكيم يقول : والذي بعثك بالحق لا أزرأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا ، فكان
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق يدعو
حكيما ليعطيه فيأبى أن يقبل منه شيئا ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يدعو حكيما إلى عطائه فيأبى أن يأخذه ، فيقول : أيها الناس أشهدكم على
حكيم أني أدعوه إلى عطائه فيأبى أن يأخذه ، فلم يزرأ
حكيم أحدا من الناس شيئا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي .
[ ص: 271 ] قال
محمد بن سعد : وأخبرنا
عبد الله بن نمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652353أن nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير ، ثم أعتق في الإسلام مائة رقبة وحمل على مائة بعير ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أرأيت شيئا كنت فعلته في الجاهلية أتحنث به ، هل لي فيه من أجر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أسلمت على ما سلف لك من خير " .
أنبأنا
الحسين بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : أخبرنا
ابن المسلمة ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15183المخلص ، قال : أخبرنا
أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار ، قال : وحدثني عمي
مصعب بن عبد الله ، قال :
جاء الإسلام وفي يد
حكيم الرفادة ودار الندوة بيده ، فباعها بعد من
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بمائة ألف درهم فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير : بعت مكرمة
قريش ، فقال
حكيم : ذهبت المكارم إلا التقوى يا ابن أخي ، إني اشتريت بها دارا في الجنة ، أشهد أني قد جعلتها في سبيل الله .
وكان يفعل المعروف ويصل الرحم ، عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام .
قال
الزبير : وحدثني
يعقوب بن محمد بن عيسى ، قال : حدثني
عثمان بن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة ، عن أبيه ، عن
أبي بكر بن سليمان ، قال :
حج
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام معه مائة بدنة [قد أهداها ] ، وجللها الحبرة ، وكفها على أعجازها ، ووقف مائة وصيف يوم
عرفة في أعناقهم أطوقة الفضة قد نقش في رءوسها عتقاء الله من
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام ، وأعتقهم وأهدى ألف شاة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14413الزبير بن بكار : وأخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=12370إبراهيم بن حمزة ، أن مشركي
قريش حصروا
بني هاشم في الشعب ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام تأتيه العير تحمل الحنطة من
الشام فيقبل بها إلى الشعب ، ثم يضرب أعجازها فتدخل عليهم فيأخذون ما عليها من الحنطة .
قال
الزبير : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي ، عن
الضحاك بن عثمان قال :
قال nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام : [ ص: 272 ] كنت أعالج البز في الجاهلية ، وكنت رجلا تاجرا أخرج إلى اليمن وإلى الشام في الرحلتين ، وكنت أربح أرباحا كثيرة فأعود على فقراء قومي ونحن لا نعبد شيئا نريد بذلك ثراء الأموال والمحبة في العشيرة ، وكنت أحضر للأسواق ، وكان لنا ثلاثة أسواق : سوق بعكاظ يقوم صبح هلال ذي القعدة ، فيقوم عشرين يوما ويحضرها العرب ، وبها ابتعت nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة لعمتي nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة بنت خويلد وهو يومئذ غلام ، فأخذته بستمائة درهم ، فلما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة سألها زيدا ، فوهبته له فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم . وبها ابتعت حلة ذي يزن ، كسوتها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما رأيت أحدا قط أجمل ولا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الحلة .
قال : ويقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=941779إن nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام قدم بالحلة في هدنة الحديبية وهو يريد الشام في عير ، فأرسل بالحلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبلها ، وقال : "لا أقبل هدية مشرك " ، قال حكيم : فجزعت جزعا شديدا حيث رد هديتي ، وبعتها بسوق النبط من أول سائم سامني ، ودس رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة فاشتراها ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها بعد .
وكان
سوق مجنة تقوم عشرة أيام حتى إذا رأينا هلال ذي الحجة انصرفنا وانتهينا إلى
سوق ذي المجاز تقام ثمانية أيام .
وكل هذه الأسواق ألقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواسم يستعرض القبائل قبيلة قبيلة يدعوهم إلى الله تعالى ، فلا أرى أحدا يستجيب ،
وقريش أشد القبائل عليه حتى بعث ربه عز وجل قوما أراد بهم كرامة هذا الحي من
الأنصار فبايعوه وآمنوا به وبذلوا له أنفسهم وأموالهم ، فجعل الله له دار هجرة . فلما حج
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية سامني بداري
بمكة فبعتها منه بأربعين ألف دينار ، فبلغني أن
nindex.php?page=showalam&ids=16414ابن الزبير يقول : ما يدري هذا الشيخ ما يبيع ليردن عليه بيعه . فقلت : والله ما ابتعتها إلا بزق من خمر . وكان
حكيم يشتري الظهر والأداة والزاد ثم لا يجيئه أحد يستحمله في السبيل إلا حمله .
[ ص: 273 ] وكان
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية عام حج مر به وهو ابن عشرين ومائة سنة ، فأرسل إليه بلقوح [يشرب من لبنها وذلك بعد أن سأله أي الطعام يأكل ، فقال : أما مضغ فلا مضغ بي ، فأرسل إليه بلقوح ] وصله ، فأبى أن يقبلها وقال : لم آخذ من بعد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ، قد دعاني
أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر رضي الله عنهما إلى حقي فأبيت .
توفي
بالمدينة في هذه السنة وهو ابن مائة وعشرين سنة .
375 -
حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ، أبو محمد :
أسلم يوم الفتح ، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أحد النفر الذين أمرهم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب بتجديد أنصاب
الحرم .
أخبرنا
أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار ، قال : أخبرنا
أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13103أبو عمر بن حيوية ، قال : أخبرنا
ابن معروف ، قال : أخبرنا
ابن الفهم ، قال : حدثنا
محمد بن سعد ، قال : أخبرنا
محمد بن عمر ، قال : حدثني
إبراهيم بن جعفر بن محمود بن مسلمة الأشهلي ، عن أبيه ، قال :
كان حويطب بن عبد العزى قد بلغ عشرين ومائة سنة ، ستين في الجاهلية ، وستين في الإسلام ، فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم المدينة في عمله الأول دخل عليه حويطب مع مشيخة جلة : nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام ، ومخرمة بن نوفل ، فتحدثوا عنده ثم تفرقوا ، فدخل عليه حويطب يوما بعد ذلك فتحدث عنده فقال له مروان : ما سنك ؟ فأخبره ، فقال له : تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث ، فقال حويطب : الله المستعان ، والله لقد هممت بالإسلام مرة بعد مرة ، كل ذلك يعوقني أبوك ، يقول : تدع شرفك ، وتدع دين آبائك لدين محدث وتصير تابعا ، قال : فأسكت مروان ، وندم على ما كان .
[ ص: 274 ] قال له : ثم قال حويطب : أما كان أخبرك عثمان ما كان لقي من أبيك حين أسلم ؟ فازداد مروان غما ، ثم قال حويطب : ما كان في قريش أحد من كبرائنا الذين بقوا على دين قومهم إلى أن فتحت مكة ، كان أكره لما هو عليه مني ، ولكن المقادير . ولقد شهدت بدرا مع المشركين فرأيت عبرا ، رأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء والأرض ، فقلت : هذا رجل ممنوع ، ولم أذكر ما رأيت ، فانهزمنا راجعين إلى مكة ، فأقمنا بمكة نسلم رجلا رجلا ، فلما كان يوم الحديبية حضرت وشهدت الصلح ومشيت فيه حتى تم ، وكل ذلك أريد الإسلام ويأبى الله إلا ما يريد ، فلما كتبنا صلح الحديبية كنت أنا أحد شهوده ، قلت : لا ترى قريش من محمد إلا ما يسوؤها ، قد رضيت أن دافعت بالراح .
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام القضية ، وخرجت قريش عن مكة ، وكنت فيمن تخلف في مكة أنا nindex.php?page=showalam&ids=3795وسهيل بن عمرو ولات يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مضى الوقت ، وهو ثلاث ، فلما انقضت الثلاث أقبلت أنا nindex.php?page=showalam&ids=3795وسهيل بن عمرو ، فقلنا : قد مضى شرطك فاخرج بمن معك من بلدنا ، فصاح : يا nindex.php?page=showalam&ids=115بلال لا تغيب الشمس وأحد من المسلمين بمكة ممن قدم معنا .
وبالإسناد عن
إبراهيم ، عن أبيه ، قال : حدثني
أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
المنذر بن جهم ، قال :
قال حويطب : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح خفت خوفا شديدا ، فخرجت من بيتي وفرقت عيالي في مواضع يأمنون فيها ، ثم انتهيت إلى حائط عوف ، فكنت فيه فإذا أنا بأبي ذر الغفاري وكان بيني وبينه خلة ، فلما رأيته هربت منه ، فقال : أبا محمد ، قلت : لبيك ، قال : ما لك ، قلت : الخوف ، قال : لا خوف عليك تعال أنت آمن بأمان الله ، فرجعت إليه وسلمت عليه ، فقال لي : اذهب إلى منزلك ، قلت : وهل سبيل إلى منزلي ، والله ما أراني أصل إلى بيتي حيا حتى ألقى فأقتل أو يدخل علي في منزلي فأقتل وإن عيالي في مواضع شتى ، قال : فاجمع عيالك معك في موضع واحد وأنا أبلغ معك منزلك ، [ ص: 275 ] فبلغ معي وجعل ينادي على بابي : إن حويطب آمن فلا يهج . ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : "أوليس قد آمنا الناس كلهم إلا من أمرت بقتله " .
فاطمأننت ورددت عيالي إلى مواضعهم ، وعاد إلي nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر فقال : يا أبا محمد حتى متى وإلى متى قد سبقت في المواطن كلها وفاتك خير كثير وبقي خير كثير فأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم تسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أبر الناس وأوصل الناس وأحلم الناس . قلت : فأنا أخرج معك فآتيه ، فخرجت معه حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء وعنده أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، فوقفت على رأسه وقد سألت nindex.php?page=showalam&ids=1584أبا ذر : كيف يقال إذا سلم عليه ؟ قال : قل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله ، قال : "وعليك السلام ، أحويطب ؟ " قلت : نعم ، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقال : "الحمد لله الذي هداك " . وسر بإسلامي واستقرضني مالا فأقرضته أربعين ألف درهم وشهدت معه حنينا والطائف ، وأعطاني من غنائم حنين مائة بعير .
ثم قدم حويطب بعد ذلك المدينة فنزلها وله بها دار .
قال
محمد بن عمر : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12458عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال :
باع
حويطب داره
بمكة من
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بأربعين ألف دينار ، فقيل له : يا
أبا محمد ، أربعون ألف دينار ، فقال : وما أربعون ألف دينار لرجل عنده خمسة من العيال .
ومات
حويطب بالمدينة في هذه السنة وله مائة وعشرون سنة .
376 -
سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم :
أسلم يوم الفتح ، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حنينا وأعطاه من غنائمها خمسين بعيرا ، وكان ممن يجدد أنصاب
الحرم كل سنة معرفة بها حتى ذهب بصره في آخر خلافة
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه .
وتوفي
بالمدينة في هذه السنة وهو ابن مائة وعشرين سنة .
[ ص: 276 ] 377 -
سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود :
تزوجها
السكران بن عمرو ، وأسلما وخرجا إلى
الحبشة في الهجرة الثانية ، فلما قدم
مكة توفي ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها فخطبها فتزوجها ، فهي أول امرأة تزوجها بعد
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ، وكان ذلك في رمضان سنة عشر من النبوة ، وبنى بها
بمكة ، وكانت قد كبرت فأراد طلاقها ، فقالت : دعني أحشر في جملة أزواجك وليلتي
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة .
وقيل : إنه طلقها ، فلما قالت هذا راجعها .
وتوفيت في شوال هذه السنة
بالمدينة .
378 -
مرة بن شراحبيل الهمداني :
ويقال له :
مرة الخير ،
ومرة الطيب ، سمي ذلك لعبادته .
وروى عن
أبي بكر ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ،
وعلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود . وكان كثير الصلاة تبين في وجهه وكفيه آثار الركوع والسجود .
أخبرنا
محمد بن أبي القاسم ، قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15753حمد بن أحمد ، قال : أخبرنا
أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا
أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13114محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15981سعدان بن يزيد ، قال : حدثنا
الهيثم بن جميل ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب ، قال :
كان
مرة يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة ، فلما ثقل وبدن صلى أربعمائة ركعة ، وكنت تنظر إلى مباركه كأنها مبارك الإبل .
أخبرنا
إسماعيل بن أحمد ، قال : أخبرنا
محمد بن هبة الله الطبري ، قال : أخبرنا
ابن بشران ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13307ابن صفوان ، قال : أخبرنا
أبو بكر القرشي ، قال : حدثني
محمد بن الحسين ، قال : حدثني
محمد بن جعفر بن عون ، قال : حدثني
بكر بن محمد العابد ، قال : حدثنا
الحارث الغنوي ، قال :
[ ص: 277 ] سجد
مرة الهمداني حتى أكل التراب جبهته ، فلما مات رآه رجل من أهله في منامه كأن موضع سجوده كهيئة الكوكب الدري يلمع . فقلت له : ما هذا الذي أرى بوجهك ؟ قال : كسى موضع السجود بأكل التراب له نورا ، قال : فما منزلتك في الجنة ؟ قال : خير منزلة ، دار لا ينتقل عنها أهلها ولا يموتون .
379 -
النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث :
شهد
بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وكان يؤتى به مرة بعد مرة في شرب النبيذ ، فقال رجل : اللهم العنه ، ما أكثر ما يشرب وأكثر ما يجلد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله " .
[ ص: 278 ]