وفي هذه السنة وجه عبد الملك عمر بن عبيد الله لقتال أبي فديك ، وأمره أن ينتدب معه من أحب ، فقدم
الكوفة فندب أهلها ، فانتدب معه عشرة آلاف ، فأخرج لهم أعطياتهم ، ثم سار بهم ، فجعل أهل
الكوفة على الميمنة وعليهم
محمد بن موسى بن طلحة ، وجعل أهل
البصرة على الميسرة وعليهم ابن أخيه
عمر بن موسى بن عبيد الله ، وهو في القلب ، حتى انتهوا إلى
البحرين ، فصف
عمر أصحابه ، وقدم الرجالة في أيديهم الرماح ، فحمل
أبو فديك وأصحابه حملة واحدة فكشفوا ميسرة عمر ، فارتث عمر ، وحمل أهل
الكوفة وأهل
البصرة ، واستباحوا عسكر العدو ، وقتلوا أبا فديك ، وحصروهم ، فنزلوا على الحكم ، فقتلوا منهم نحوا من ستة آلاف ، وأسروا ثمانمائة ، وانصرفوا إلى
البصرة .
[ ص: 130 ]
وفيها: عزل
عبد الملك خالد بن عبد الله عن
البصرة .
وفيها: غزا
محمد بن مروان الصائفة ، وهزم الروم .
وكانت وقعة
عثمان بن الوليد بالروم من ناحية
أرمينية ، وكان في أربعة آلاف ، والروم في ستين ألفا ، فهزمهم ، وأكثر القتل فيهم .