وفي هذه السنة خرج مطرف بن المغيرة بن شعبة على الحجاج ، وخلع nindex.php?page=showalam&ids=16491عبد الملك بن مروان ، ولحق بالجبل فقتل .
وسبب ذلك أن
الحجاج ولى أولاد
المغيرة فاستعمل
عروة بن المغيرة على
الكوفة ، ومطرف على
المدائن ، وحمزة على
همدان . وأقبل
شبيب الخارجي إلى
المدائن ، فكتب
مطرف إلى
الحجاج بخبره ، فأمده بالرجال ، فلما نزل
شبيب بهرسير قطع
مطرف الجسر فيما بينه وبينه ، وبعث إلى
شبيب: ابعث رجالا من صلحاء أصحابك أدارسهم القرآن فأنظر ما تدعون إليه ، فبعث إليه: ابعث إلي رجالا يكونون عندي حتى ترد أصحابي ، فقال له: كيف آمنك على أصحابي ، وأنت لا تأمنني على أصحابك؟
فقال: إنك قد علمت أننا لا نستحل في ديننا الغدر وأنتم تفعلونه ، فبعث إليهم رجالا وبعثوا إليه رجالا ، فقال لأصحابهم: إلى ما تدعون؟ فقالوا: إلى كتاب الله وسنة نبيه ، والذي نقمنا على قومنا الاستئثار بالفيء ، وتعطيل الحدود ، والتسلط بالجبرية ، وما زالوا يترددون إليه حتى وقع في نفسه خلع
عبد الملك والحجاج ، فقيل له: إن هذا الخبر يبلغ القوم فلا تقم في مقامك ، فخرج وجمع رءوس أصحابه وقال لهم: إني أشهدكم أني قد خلعت
عبد الملك والحجاج فمن أحب فليصحبني ومن أبى فليذهب حيث شاء ، فإني لا أحب أن يتبعني من ليست له نية في جهاد أهل الجور .
ثم بايعه أصحابه ، ثم بعث إلى أخيه
حمزة: أمددني بما قدرت عليه من مال أو سلاح ، فقال للرسول: ثكلتك أمك ، أنت قتلت
مطرفا؟ فقال: لا ، ولكن
مطرفا قتل نفسه وقتلني ، وليته لا يقتلك ، قال: ويحك ، من سول له هذا الأمر؟ قال: نفسه .
ثم قوي أمر
مطرف ، فأخبر
الحجاج ، فبعث الجيوش لقتاله ، وبعث إلى أخيه
[ ص: 193 ] حمزة من أوثقه بالحديد وحبسه ، فالتقت الجيوش
بمطرف فاقتتلوا ، فخرج من عسكر
مطرف بكير بن هارون ، فصاح: يا أهل ملتنا ، نسألكم بالله -عز وجل- الذي لا إله إلا هو لما أنصفتمونا ، خبرونا عن
عبد الملك وعن
الحجاج ، ألستم تعلمونهما جائرين مستأثرين يتبعان الهوى ، ويأخذان على الظنة ، ويقتلان على الغضب . فنادوه: كذبت .
فقال:
ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى .
فخرج إليه رجل فاقتتلا ، فقتل الرجل ، ثم اشتد القتال ، فانكشفت خيل
مطرف فوصلوا إليه ، واحتز رأسه
عمرو بن هبيرة ، ثم طلب الأمان
لبكير بن هارون ، من أمير الجيش فأمنه .