[الداعي إلى تأليف الكتاب]
والداعي إلى تأليف هذا الكتاب أمور، منها: أن
الإحاطة بتراجم أعيان الأمة مطلوبة، ولذوي المعارف محبوبة، وقد جمع جماعة تواريخ ذكروا فيها الأعيان مختلطين، ولم يستوفوا، واستيفاء ذلك يوجب الطول والملال، فرأيت أن إفراد كل طائفة في كتاب أقرب إلى الفائدة لمن يريد تلك الطائفة خاصة، وأسهل في التحصيل.
فأفردت كتابا في الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وكتابا في الصحابة ملخصا من «الإصابة» لشيخ الإسلام
أبي الفضل ابن حجر، وكتابا حافلا في طبقات المفسرين، وكتابا وجيزا في طبقات الحفاظ، لخصته من «طبقات
الذهبي »، وكتابا جليلا في طبقات النحاة واللغويين، لم يؤلف قبله مثله، وكتابا
[ ص: 66 ] في طبقات الأصوليين، وكتابا جليلا في طبقات الأولياء، وكتابا في طبقات الفرضيين، وكتابا في طبقات البيانيين، وكتابا في طبقات الكتاب، أعني: أرباب الإنشاء، وكتابا في طبقات أهل الخط المنسوب، وكتابا في شعراء العرب الذين يحتج بكلامهم في العربية، وهذه تجمع غالب أعيان الأمة.
واكتفيت في طبقات الفقهاء بما ألفه الناس في ذلك، لكثرته والاستغناء به، وكذلك اكتفيت في القراء بـ «طبقات
الذهبي »، وفي
الصوفية بـ «طبقات
ابن الملقن»، وأما القضاة.. فهم داخلون فيمن تقدم.
ولم يبق من الأعيان إلا الخلفاء مع تشوف النفوس إلى أخبارهم، فأفردت لهم هذا الكتاب، ولم أورد أحدا ممن ادعى الخلافة خروجا ولم يتم له الأمر، ككثير من العلويين، وقليل من العباسيين.