صفحة جزء
[مرض الرشيد وعلته وبيان ذكائه وفراسته ]

وفي سنة اثنتين وتسعين : توجه الرشيد نحو خراسان ، فذكر محمد بن الصباح الطبري : أن أباه شيع الرشيد إلى النهروان ، فجعل يحادثه في الطريق . . . إلى أن قال : (يا صباح; لا أحسبك تراني بعدها ، فقلت : بل يردك الله سالما ، ثم قال : ولا أحسبك تدري ما أجد ؟ فقلت : لا والله ، فقال : تعال حتى أريك ، وانحرف عن الطريق ، وأومأ إلى الخواص فتنحوا ، ثم قال : أمانة الله يا صباح ، أن تكتم علي وكشف عن بطنه; فإذا عصابة حرير حوالي بطنه ، فقال : هذه علة أكتمها الناس كلهم ، ولكل واحد من ولدي علي رقيب; فمسرور رقيب المأمون ، وجبريل بن بختيشوع رقيب الأمين - ونسيت الثالث - ما منهم أحد . . . إلا وهو يحصي أنفاسي ، ويعد أيامي ، ويستطيل دهري; فإن أردت أن تعرف ذلك . . . فالساعة أدعو ببرذون فيجيئون به أعجف; ليزيد في علتي ، ثم دعا ببرذون ، فجاؤوا به كما وصف ، فنظر إلي ، ثم ركبه وودعني ، وسار إلى جرجان ، ثم رحل منها في صفر ، سنة ثلاث وتسعين وهو عليل إلى طوس ، فلم يزل بها إلى أن مات ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية