[امتحان أحمد بن نصر وقتله وإكرام الله له ]
وفي هذه السنة : قتل
أحمد بن نصر الخزاعي ، وكان من أهل الحديث ، قائما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أحضره من
بغداد إلى
سامراء مقيدا ، وسأله عن القرآن ، فقال : ليس بمخلوق ، وعن الرؤية في القيامة فقال : كذا جاءت الرواية ، وروى له الحديث ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق له : تكذب ؟ ! فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15465للواثق : بل تكذب أنت .
[ ص: 530 ] فقال : ويحك ! ! يرى كما يرى المحدود المتجسم ، ويحويه مكان ويحصره الناظر ؟ ! إنما كفرت برب هذه صفته ، ما تقولون فيه ؟
فقال : جماعة من فقهاء
المعتزلة الذين حوله : هو حلال الضرب ، فدعا بالسيف ، وقال : إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معي ، فإني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد ربا لا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بها ، ثم أمر بالنطع فأجلس عليه وهو مقيد ، ومشى إليه ، فضرب عنقه ، وأمر بحمل رأسه إلى
بغداد ، فصلب بها ، وصلبت جثته في
سر من رأى ، واستمر ذلك ست سنين إلى أن ولي
nindex.php?page=showalam&ids=15156المتوكل ، فأنزله ودفنه .
ولما صلب . . . كتب ورقة ، وعلقت في أذنه فيها : هذا رأس
أحمد بن نصر بن مالك ، دعاه
عبد الله الإمام هارون إلى
القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى إلا المعاندة ، فعجله الله إلى ناره .
ووكل بالرأس من يحفظه ، ويصرفه عن القبلة برمح ، فذكر الموكل به : أنه رآه بالليل يستدير إلى القبلة بوجهه ، فيقرأ سورة (يس ) بلسان طلق ، ورويت هذه الحكاية من غير وجه .
وفي هذه السنة : استفك من
الروم ألفا وستمائة أسير مسلم ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12212ابن أبي دؤاد قبحه الله : (من قال من الأسارى : القرآن مخلوق . . . خلصوه، وأعطوه دينارين ، ومن امتنع . . . دعوه في الأسر ) .
[ ص: 531 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب : (كان
nindex.php?page=showalam&ids=12212أحمد بن أبي دؤاد قد استولى على
nindex.php?page=showalam&ids=15465الواثق ، وحمله على التشدد في المحنة ، ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن . ويقال : إنه رجع عنه قبل موته ) .