[ ص: 708 ] خلافة المستعصم بالله
[640 - 656 هـ]
أبو أحمد ، عبد الله بن المستنصر بالله، آخر الخلفاء العراقيين، ولد سنة تسع وستمائة.
وأمه: أم ولد، اسمها: هاجر، وبويع له بالخلافة عند موت أبيه.
وأجاز له على يد
ابن النجار المؤيد الطوسي، وأبو روح الهروي وجماعة، وروى عنه بالإجازة جماعة; منهم:
النجم البادرائي، والشرف الدمياطي، وخرج له
الدمياطي أربعين حديثا رأيتها بخطه.
وكان كريما حليما، سليم الباطن حسن الديانة.
قال الشيخ
قطب الدين: (كان متدينا متمسكا بالسنة كأبيه وجده، ولكنه لم يكن مثلهما في التيقظ والحزم وعلو الهمة، وكان للمستنصر أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشجاعة والشهامة، وكان يقول: إن ملكني الله الأمر... لأعبرن بالجيوش نهر جيحون، وأنتزع البلاد من التتار وأستأصلهم، فلما توفي المستنصر لم ير الدويدار والشرابي والكبار تقليد الخفاجي الأمر، وخافوا منه، وآثروا المستعصم للينه وانقياده; ليكون لهم الأمر، فأقاموه.
ثم ركن
nindex.php?page=showalam&ids=15222المستعصم إلى وزيره
مؤيد الدين ابن العلقمي الرافضي، فأهلك الحرث والنسل، ولعب بالخليفة كيف أراد، وباطن
التتار وناصحهم، وأطمعهم في المجيء إلى العراق، وأخذ
بغداد، وقطع الدولة العباسية; ليقيم خليفة من
آل علي، وصار إذا جاءه خبر منهم... كتمه عن الخليفة، ويطالع
[ ص: 709 ] بأخبار الخليفة التتار إلى أن حصل ما حصل).