[كلمة سلطان العلماء
العز بن عبد السلام] ثم دخلت سنة سبع وخمسين والدنيا بلا خليفة.
وفيها: نزل
التتار على آمد، وكان صاحب
مصر المنصور علي بن المعز صبيا، وأتابكه الأمير
سيف الدين قطز المعزي مملوك أبيه، وقدم الصاحب
كمال [ ص: 720 ] الدين بن العديم إليهم رسولا يطلب النجدة على
التتار.
فجمع
قطز الأمراء والأعيان، فحضر الشيخ
عز الدين بن عبد السلام وكان المشار إليه في الكلام، فقال الشيخ
عز الدين: (إذا طرق العدو البلاد... وجب على العالم كلهم قتالهم، وجاز أن يؤخذ من الرعية ما يستعان به على جهازهم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وأن تبيعوا ما لكم من الحوائص والآلات، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، ويتساووا في ذلك هم والعامة، وأما أخذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة... فلا).
ثم بعد أيام يسيرة قبض
قطز على ابن أستاذه
nindex.php?page=showalam&ids=15337المنصور، وقال: (هذا صبي، والوقت صعب، ولا بد من أن يقوم رجل شجاع ينتصب للجهاد) وتسلطن
قطز، ولقب بـ: الملك المظفر.