[وقعة عين جالوت وهزيمة التتار] ثم دخلت سنة ثمان وخمسين، والوقت أيضا بلا خليفة.
وفيها: قطع
التتار الفرات، ووصلوا إلى
حلب، وبذلوا السيف فيها، ثم وصلوا إلى
دمشق، وخرج المصريون في شعبان متوجهين إلى
الشام لقتال
التتار، فأقبل
المظفر بالجيوش،
وشاليشه ركن الدين بيبرس البندقداري، فالتقوا هم والتتار عند
عين جالوت، ووقع المصاف، وذلك يوم الجمعة خامس عشرى رمضان، فهزم
التتار شر هزيمة، وانتصر المسلمون. ولله الحمد.
وقتل من
التتار مقتلة عظيمة، وولوا الأدبار، وطمع الناس فيهم يتخطفونهم وينهبونهم، وجاء كتاب المظفر إلى
دمشق بالنصر، فطار الناس فرحا، ثم دخل المظفر إلى
دمشق مؤيدا منصورا، وأحبه الخلق غاية المحبة، وساق
بيبرس وراء التتار إلى بلاد حلب، وطردهم عن البلاد، ووعده السلطان بحلب، ثم رجع عن ذلك، فتأثر
بيبرس من ذلك، وكان ذلك مبدأ الوحشة.