[ ص: 378 ] فصل ( فروع في
السلام ورده باللفظ وبالإشارة ) .
إذا التقيا فكل واحد منهما بدأ صاحبه بالسلام فعلى كل واحد منهما الإجابة ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12916الشيخ وجيه الدين في شرح الهداية وهو قول بعض الشافعية وقال
الشاشي منهم إذا كان أحدهما بعد الآخر كان جوابا قال
النووي وهذا هو الصواب وما قاله صحيح وهو ظاهر كلام جماعة من الأصحاب كما هو ظاهر الآية ، وقد سبق كلام صاحب المحرر وصاحب النظم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12916وجيه الدين وبعض الشافعية : ولو قال كل واحد منهما لصاحبه وعليكم السلام ابتداء لا جوابا لم يستحق الجواب لأن هذه صيغة جواب فلا يستحق جوابا .
ولو سلم على أصم جمع بين اللفظ والإشارة ، فإن لم يجمع لم يجب الجواب ، فإن
سلم عليه أصم جمع بين اللفظ والإشارة في الرد والجواب ، فأما الأخرس فسلامه بالإشارة وكذلك جواب الأخرس . ويؤخذ من المسألة قبلها أن من
سلم على أخرس أو رد سلامه جمع بين اللفظ والإشارة وهو متوجه والواجب منه رفع الصوت به قدر الإبلاغ وقد ورد ما يدل على خلاف هذا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=19762زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال : السلام عليكم ورحمة الله فرد nindex.php?page=showalam&ids=37سعد خفيا ، فقلت ألا تأذن لرسول الله قال ذره ثم ذكر كلمة معناها يكثر علينا من السلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : السلام عليكم ورحمة الله فرد nindex.php?page=showalam&ids=37سعد ردا خفيا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : السلام عليكم ورحمة الله فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه nindex.php?page=showalam&ids=37سعد فقال يا رسول الله إني كنت أسمع تسليمك وأرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام } ، وذكر تمام الحديث رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي ، فوجه منه أنه اكتفى صلى الله عليه وسلم برد
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد هذا حيث لم يأمره برد يسمعه ولم ينكر عليه هذا الرد .
وينبغي في هذا أن ينظر إلى الحال فإن
[ ص: 379 ] أفضى الرد بهذه الصفة إلى مفسدة تعين ما قال الأصحاب .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=1882حارثة بن النعمان قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35078مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت فلما رجعت وأبصرت النبي صلى الله عليه وسلم قال : هل رأيت الذي كان معي قلت نعم قال : فإنه جبريل وقد رد عليك السلام } .
وينبغي أن لا يرفع صوته بالسلام بلا فائدة وربما آذى . وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
المقداد {
nindex.php?page=hadith&LINKID=4091أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ، ويسمع اليقظان } .
وقال
المروذي : إن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبا عبد الله لما اشتد به المرض كان ربما أذن للناس فيدخلون عليه أفواجا فيسلمون عليه فيرد عليهم بيده . واختلف في معنى السلام فقال بعضهم : هو اسم من أسماء الله تعالى وهو نص
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في رواية
أبي داود وسيأتي ، فقوله السلام عليك أي اسم السلام عليك ، ومعناه اسم الله عليك أي أنت في حفظه كما يقال الله يصحبك والله معك وقال بعضهم : السلام بمعنى السلامة أي السلامة ملازمة لك .