[ ص: 27 ] فصل ( في
الوحدة والعزلة والتواضع في سيرة nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ) .
قال
عبد الله كان أبي أصبر الناس على الوحدة وقال لم ير أحد أبي إلا في مسجد أو حضور جنازة أو عيادة مريض وكان يكره المشي في الأسواق وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15371الميموني عنه : رأيت الوحدة أروح لقلبي .
وقال
المروذي ذكرت
لأبي عبد الله عبد الوهاب على أن يلتقيا فقال أليس قد كره بعضهم اللقاء وقال يتزين لي وأتزين له ، وكفى بالعزلة علما ، والفقيه الذي يخاف الله وقال لي
أبو عبد الله قل
لعبد الوهاب أخمل ذكرك ، فإني أنا قد بليت بالشهرة وقال غيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أنه قال : أشتهي ما لا يكون ، أشتهي مكانا لا يكون فيه أحد من الناس .
وقال
أبو عبد الله أحمد بن محمد المسيبي قلت
لأبي عبد الله إني أحب أن آتيك فأسلم عليك ولكن أخاف أن تكره الرحل ، فقال : إنا لنكره ذلك وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15461الهيثم بن خارجة قال
لأبي عبد الله أنت عروس تزار ولا تزور .
ومن نظر في سيرة
أبي عبد الله وترجمة ما سبق وما يأتي وما لم نذكره وجد همته في الخيرات والطاعات من أعلى الهمم ، وإنه يصدق عليه ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في تاريخه عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي أن دغفلا دخل على
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية فقال له أي بيت أفخر ، قال : قول الشاعر :
له همم لا منتهى لكبارها وهمته الصغرى أجل من الدهر له راحة لو أن معشار جودها
على البر كان البر أندى من البحر
وقال
صالح : كان أبي إذا دعا له رجل يقول الأعمال بخواتيمها وقال
عامر : للإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد يا
أبا عبد الله بلغني أنك رجل من
العرب فمن أي
[ ص: 28 ] العرب أنت ؟ فقال لي يا
أبا النعمان نحن قوم مساكين وما نصنع بهذا ؟ فكان ربما جاءني أريده على أن يخبرني فيعيد علي مثل ذلك الكلام ولا يخبرني بشيء .
وقال
عبد الله بن الرومي : كنت كثيرا ما أرى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبا عبد الله أحمد بن حنبل يعني وهو
بالبصرة يأتي إلى مسجد
بني مازن فيصلي فيه فقلت يا
أبا عبد الله إني أراك كثيرا تصلي في هذا المسجد قال : إنه مسجد آبائي وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال : حدثنا
المروذي قال : حضرت
nindex.php?page=showalam&ids=11956أبا ثور سئل عن مسألة فقال : قال
أبو عبد الله : إمامنا ، أو قال شيخنا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل فيها كذا وكذا ، فجعل السائل يدعو له ولم يسأله عن رأيه ، فلما مضى التفت إلينا فقال : هذا لو أخبرته عن رأيي لكان يعني يطول فحيث قلت له
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل مر وسكت ، وجاء رجل إلى
أبي عبد الله فقال : إن لي والدة مقعدة تسألك أن تدعو لها قال : فغضب وقال : كيف قصدتني ؟ قل لوالدتك تدعو لي ، هذه مبتلاة ، وأنا معافى . ثم دعا لها وعوفيت .
وجاء رجل إلى
أبي عبد الله من
سمرقند بكتاب
عبيد الله بن عبد الرحمن إلى
أبي عبد الله يجعل له مجلسا فأهدى إلى
أبي عبد الله يوما ثوبا فأعطاه رجلا ، فقال : اذهب به إلى السوق فقومه ، فذهب فجاء نيف وعشرون درهما فحجبه
أبو عبد الله حتى اشترى له ثوبين ومقنعة أو ثوبا ومقنعة وبعث به إليه ثم أذن له فحدثه وقال
عبد الله : رأيت أبي إذا اختفى ، أكثر ذلك يقرأ القرآن .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم ربما يترك أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل أشياء ليس لها تبعة عند الله مخافة أن يعيروا
nindex.php?page=showalam&ids=12251بأحمد بن حنبل رضي الله عنه وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12225أحمد بن الحسن الترمذي رأيت
أبا عبد الله يشتري من السوق الخبز ويحمل بنفسه في الزنبيل ، ورأيته يشتري الباقلا غير مرة ويجعله في زبدية أو شيء آخر فيحمله وهو آخذ بيد
عبد الله ابنه وقال
صالح كان أبي ربما خرج إلى البقال فيشتري جرزة حطب فيحملها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال : أخبرنا
المروذي سمعت
أبا عبد الله يقول : كان
[ ص: 29 ] يحيى بن يحيى قد أوصي لي بجبة قال : ففرحت بها وأردت أن آخذها قال : وكانت أعجبتني الجبة فقلت رجل صالح وقد يصلي فيها قال فجاءوا بها ومعها شيء آخر فرددته كله وقال
الفضل بن زيادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : ما أعظم بركة المغزل وقال
المروذي : سمعت
أبا عبد الله يقول : الخوف منعني أكل الطعام والشراب فما اشتهيته وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=13303أبو بكر بن صدقة سمعت
محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال : أتيت
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل أنا
وعبد الله بن سعيد الحمال وذلك في آخر سنة المائتين فقال
أبو عبد الله لعبد الله بن سعيد : يا
أبا محمد إن أقواما يسألوني أن أحدث فهل ترى ذلك ؟ قال فسكت
أبو عبد الله ، وأطال السكوت قال : فقلت أنا
لأبي عبد الله أجيبك أنا ؟ قال تكلم قال قلت له إن كنت تشتهي أن تحدث فلا تحدث ، وإن كنت تشتهي أن لا تحدث فحدث قال فكأن
أبا عبد الله استحسن ذلك قال فلما انبسط في الحديث قال : فظننت أنه كان لا يشتهي أن يحدث .
وقيل
لبشر بن الحارث يا
أبا نصر الرجل يكون عنده علم من القرآن فترى له أن يجلس فيعلم الناس قال إن كان يحب ذلك فلا يجلس .