[ ص: 50 ] فصل ( ويجب
كف يده وفمه وفرجه وبقية أعضائه عما يحرم ، ويسن عما يكره )
قال
ابن الجوزي هذا فيمن لم يضطره إلى ذلك وإلا جاز قال
nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم . ومتى قدر أن لا يظهر موافقتهم لم يجز له ذلك قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ويذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء فذكره ، كذا قال
ابن الجوزي ، وقول
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء هذا ليس فيه موافقة على محرم ولا في كلام ، وإنما فيه طلاقة الوجه خاصة للمصلحة وهو معنى ما في الصحيحين وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها {
nindex.php?page=hadith&LINKID=5029أن رجلا استأذن على النبي فقال ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس رجل العشيرة فلما دخل ألان له القول قلت : يا رسول الله قلت ثم ألنت له القول قال يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه الناس اتقاء فحشه . }
قال في شرح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره : فيه مداراة من يتقى فحشه ولم يمدحه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أثنى عليه في وجهه ولا في قفاه إنما تألفه بشيء من الدنيا مع لين الكلام ، وقد ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء في فضل حسن الخلق .
وفي الصحيحين لما تخلف
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك عن غزوة
تبوك كان يجيء ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم تبسم المغضب .
قال بعض أصحابنا في كتاب الهدي ومنها : أن التبسم يكون عن الغضب كما يكون عن التعجب والسرور فإن كلا منهما يوجب انبساط دم القلب وثورانه ، ولهذا تظهر حمرة الوجه لسرعة فوران الدم فيه فينشأ عن ذلك السرور ، والغضب تعجب يتبعه ضحك أو تبسم فلا يغتر المغتر بضحك القادر عليه في وجهه ولا سيما عند المعتبة كما قيل
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
[ ص: 51 ] وقيل
nindex.php?page=showalam&ids=13371لابن عقيل في فنونه : أسمع وصية الله عز وجل يقول : {
ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }
وأسمع الناس يعدون من يظهر خلاف ما يبطن منافقا ، فكيف لي بطاعة الله تعالى
والتخلص من النفاق ؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13371ابن عقيل : النفاق هو : إظهار الجميل ، وإبطال القبيح ، وإضمار الشر مع إظهار الخير لإيقاع الشر ، والذي تضمنته الآية إظهار الحسن في مقابلة القبيح لاستدعاء الحسن . فخرج من هذه الجملة أن النفاق إبطال الشر وإظهار الخير لإيقاع الشر المضمر
،
ومن أظهر الجميل والحسن في مقابلة القبيح ليزول الشر فليس بمنافق لكنه يستصلح ألا تسمع إلى قوله سبحانه وتعالى {
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }
فهذا اكتساب استمالة ، ودفع عداوة ، وإطفاء لنيران الحقائد ، واستنماء الود وإصلاح العقائد ، فهذا طب المودات واكتساب الرجال .