[ ص: 141 ] فصل ( في
تقديم النية الصالحة والإخلاص قبل القول والعمل ) .
تقدم الكلام في النية للعلم والحذر من الرياء ، وقال في صيد الخاطر : يا قوم قد علمتم أن الأعمال بالنيات ، وقد فهمتم قوله تعالى {
ألا لله الدين الخالص } .
وقد سمعتم عن
السلف أنهم كانوا لا يعلمون ولا يقولون حتى تتقدم النية وتصح ، أيذهب زمانكم يا فقهاء في الجدل والصياح ، وترتفع أصواتكم عند اجتماع العوام تقصدون المغالبة ، ثم يقدم أحدكم على الفتوى وليس من أهلها ، وقد كان
السلف يتدافعونها ، ويا معشر المتزهدين إنه يعلم السر وما يخفى ، أتظهرون الفقر في لباسكم وأنتم تشتهون شهوات ، وتظهرون التخشع والبكاء في الجلوات دون الخلوات ، كان
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين يضحك ويقهقه ، فإذا خلا بكى فأكثر وقال
سفيان لصاحبه : ما أوقحك تصلي والناس يرونك .
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب
آه للمرائي من يوم يحصل ما في الصدور ، وهي النيات والعقائد ، فالجزاء عليهما لا على الظواهر ، فأفيقوا من سكرتكم ، وتوبوا من زللكم واستقيموا على الجادة .
{
أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله } .