[ ص: 267 ] فصل ( في
التناجي وكلام السر وأمانة المجالس ) .
ويكره أن يتناجى اثنان دون ثالثهما قال في الرعاية وقال في المجرد ولا يتناجى اثنان دون واحد ، وقد يؤخذ منه التحريم وجزم به
النووي وعن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا {
لا يحل لثلاثة يكونون بأرض فلاة يتناجى اثنان دون الثالث } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والنهي عام وفاقا للمالكية والشافعية ، وخصه بعض العلماء بالسفر ، وزعم بعضهم أنه منسوخ وأنه كان في أول الإسلام ، ومرادهم جماعة دون واحد ، وأنه إن أذن فلا نهي لأن الحق له .
وقد قال صاحب النظم يكره أن يتناجى الجميع دون مفرد وقال في الرعاية وأن يدخل أحد في سر قوم لم يدخلوه فيه والجلوس والإصغاء إلى من يتحدث سرا بدون إذنه ، وقيل يحرم وظاهره عوده إلى ما تقدم والأول هو الذي ذكره في المجرد والفصول وعيون المسائل ، وإن كان إذنه استحياء فذكر صاحب النظم يكره .
وقد ذكر
ابن الجوزي أن من أعطى مالا حياء لم يجز الأخذ قال في الرعاية وهو معنى الفصول .
ولا يجوز الاستماع إلى كلام قوم يتشاورون ويجب حفظ سر من يلتفت في حديثه حذرا من إشاعته ; لأنه كالمستودع لحديثه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن
عبد الرحمن بن عطاء وهو ثقة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه نظر عن
عبد الله بن جابر بن عتيك عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9863إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فإذا هي أمانة } ثم قال
أبو داود حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح قرأت على
nindex.php?page=showalam&ids=16470عبد الله بن نافع أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن ابن أخي عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=15115المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس : سفك دم حرام [ ص: 268 ] وفرج حرام ، واقتطاع مال بغير حق }
nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36577من سمع من رجل حديثا لا يشتهي أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه } وهو من رواية
عبيد الله بن الوليد الوصافي بتشديد الصاد وهو ضعيف عندهم .
وله عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=29843 : ما خطب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قال : لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له } .
nindex.php?page=showalam&ids=12070وللبخاري من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=2412أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة قال : إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة } .
وسبق في أول الكتاب عند ذكر الغيبة والكذب أنه يحرم
إفشاء السر زاد في الرعاية : المصر .
وفي مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والصحيحين أن
nindex.php?page=showalam&ids=115بلالا رضي الله عنه أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن
زينب امرأة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود والمرأة الأنصارية لما سأله " من هما ؟ " بعد قولهما لا تخبره من ، نحن ، وكانتا تستفتيانه قال في شرح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم جوابه صلى الله عليه وسلم واجب ولا يقدم عليه غيره وإذا تعارضت المصالح بدئ بأهمها وذكر ابن عبد البر الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {
من أسر إلى أخيه سرا لم يحل له أن يفشيه عليه } وقال
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابنه
عبد الله رضي الله عنه يا بني إن أمير المؤمنين يدنيك يعني
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاحفظ عني ثلاثا : لا تفشين له سرا ، ولا تغتابن عنده أحدا ، ولا يطلعن منك على كذبة .
وقال
أكثم بن صيفي : إن سرك من دمك فانظر أين تريقه وكان يقال أكثر ما يتم التدبير الكتمان ولهذا كان عليه السلام إذا أراد غزوة ورى بغيرها .
قال الشاعر :
وسرك ما كان عند امرئ وسر الثلاثة غير الخفي
وقال آخر :
فلا تخبر بسرك كل سر إذا ما جاوز الاثنين فاش
[ ص: 269 ] وذهبت طائفة إلى أن السر ما أسررته في نفسك ولم تبده إلى أحد قال
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص ما استودعت رجلا سرا فأفشاه فلمته لأني كنت أضيق صدرا منه حيث استودعته إياه ، وإلى هذا ذهب القائل :
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق
وأنشد بعض
الأعراب :
ولا أكتم الأسرار لكن أبثها ولا أدع الأسرار تقتلني غما
وإن سخيف الرأي من بات ليلة حزينا بكتمان كأن به حمى
وفي بثك الأسرار للقلب راحة وتكشف بالإفشاء عن قلبك الهما
وقال آخر :
ولا أكتم الأسرار لكن أذيعها ولا أدع الأسرار تغلي على قلبي
وإن ضعيف القلب من بات ليلة تقلبه الأسرار جنبا على جنب
وكان يقال لا تطلعوا النساء على سركم ، يصلح لكم أمركم وكان يقال كل شيء تكتمه عن عدوك فلا تظهر عليه صديقك .
قال الشاعر :
إذا كتم الصديق أخاه سرا فما فضل العدو على الصديق
وقال آخر :
أداري خليلي ما استقام بوده وأمنحه ودي إذا يتجنب
ولست بباد صاحبي بقطيعة ولا أنا مبد سره حين يغضب
وقال آخر :
إذا ما ضاق صدرك عن حديث فأفشته الرجال فمن تلوم [ ص: 270 ]
إذا عاتبت من أفشى حديثي وسري عنده فأنا الظلوم
وإني حين أسأم حمل سري وقد ضمنته صدري سئوم
ولست محدثا سري خليلا ولا عرسي إذا خطرت هموم
وأطوي السر دون الناس إني لما استودعت من سري كتوم
وقد {
nindex.php?page=hadith&LINKID=38224نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتناجى اثنان دون الثالث ، } وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10534إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن يحزنه } متفق عليهما .