[ ص: 161 ] فصل ( في استحباب
القيلولة والكلام في سائر نوم النهار ) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14242الخلال استحباب القائلة نصف النهار قال
عبد الله كان أبي ينام نصف النهار شتاء كان أو صيفا لا يدعها ويأخذني بها ويقول قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قيلوا فإن الشياطين لا تقيل .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14242الخلال عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه قال : ثلاث من ضبطهن ضبط الصوم من قال وتسحر وأكل قبل أن يشرب . وروي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد عن أبيه قال : نومة نصف النهار تزيد في العقل ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13417استعينوا بطعام السحر على صيام النهار ، والقيلولة على قيام الليل } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من رواية
زمعة بن صالح وقد ضعفه الأكثر ورواه
أبو يعلى الموصلي من حديثه ورواه في المختارة من حديثه .
ظاهر ما ذكره الأصحاب في هذا الفصل والذي قبله أن
نوم النهار لا يكره شرعا لعدم دليل الكراهة إلا بعد العصر وإنه تستحب القائلة . والقائلة النوم في الظهيرة ، ذكره أهل اللغة وظاهره شتاء وصيفا ، وإن كان الصيف أولى بها وهو ظاهر ما سبق وسبق المنقول عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد فيه ، وجزم بعض متأخري الأصحاب أظنه صاحب النظم بكراهة ، النوم بعد الفجر .
وعن بعض التابعين أن الأرض تعج من نوم العالم بعد صلاة الفجر ويروى أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه لما قدم
الشام رأى
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية حمل اللحم فقال يا
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ما هذا لعلك تنام نومة الضحى ؟ فقال يا أمير المؤمنين علمني مما علمك الله .
ورأى
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ابنا له نائما نومة الضحى فقال له قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق ؟ وذلك ; لأنه وقت طلب الرزق ، والسعي فيه شرعا وعرفا عند العقلاء وقد قال عليه الصلاة والسلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14969اللهم بارك لأمتي في بكورها } وقد قال الشاعر :
ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالا ونومات العصير جنون
[ ص: 162 ] واقتصر بعض أصحابنا على ما ذكره الأطباء أن نوم النهار رديء يورث الأمراض الرطوبية ، والنوازل ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخي العصب ويكسل ويضعف الشهوة إلا في الصيف وقت الهاجرة وأردؤه النوم أول النهار وأردأ منه بعد العصر ، فنوم الصبحة مضر جدا بالبدن ; لأنه يرخيه ويفسد العضلات التي ينبغي تحليلها بالرياضة فتحدث تكسرا وعناء أو ضعفا ، وإن كان قبل البراز ، والرياضة وإشغال المعدة بشيء فهو الداء العضال المولد لأنواع من الأدواء وروي أن
المسيح عليه السلام قال خلقان أكرههما : النوم من غير سهر ، والضحك من غير عجب .
والثالثة وهي العظمى إعجاب الرجل بعمله نعوذ بالله من ذلك وقال
داود لابنه
سليمان عليهما السلام : إياك وكثرة النوم فإنه يفقرك إذا احتاج الناس إلى أعمالهم وقال
لقمان لابنه يا بني إياك وكثرة النوم ، والكسل ، والضجر فإنك إذا كسلت لم تؤد حقا ، وإذا ضجرت لم تصبر على حق وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه من الجهل النوم في أول النهار ، والضحك من غير عجب ، والقائلة تزيد في العقل
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص : النوم على ثلاثة أوجه نوم خرق ، ونوم خلق ، ونوم حمق . فأما النوم الخرق فنومة الضحى يقضي الناس حوائجهم وهو نائم ، وأما النوم الخلق فنوم القائلة نصف النهار ، وأما نوم الحمق فنوم حين تحضر الصلاة
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16438عبد الله بن شبرمة نوم نصف النهار يعدل شربة دواء يعني في الصيف قال بعض الحكماء النعاس يذهب العقل ، والنوم يزيد فيه .
قالوا تنام فقلت الشوق يمنعني من أن أنام وعيني حشوها السهد
أبكي الذين أذاقوني مودتهم حتى إذا أيقظوني للهوى رقدوا
همو دعوني فلما قمت مقتضيا للحب نحوهم من قربهم بعدوا
لأخرجن من الدنيا وحبهم بين الجوانح لم يعلم به أحد
[ ص: 163 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
يقولون طال الليل والليل لم يطل ولكن من يبكي من الشوق يسهر
وقال آخر :
أبيت أراعي النجم حتى كأنني بناصيتي حبل إلى النجم موثق
وما طال ليلي غير أني أحبها أعلل نفسي بالأماني فتقلق
ذكر هذه الآثار
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره . فأما النوم عند سماع الخير فهو كما ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال : النوم عند الموعظة من الشيطان ، كان يقال لإبليس لعنه الله لعوق وكحل وسعوط ، فلعوقه الكذب وكحله النعاس عند سماع الخير وسعوطه الغضب . وسبق في الفصل قبله حكم النوم في الشمس .