[ ص: 177 ] فصل ( في
التسمية في ابتداء الأكل والشرب والحمد بعدهما وآداب أخرى ) .
ويسمي في أولها وهي بركة الطعام يكفي القليل بها وبدونها لا يكفي كما دلت عليه الأحاديث الآتية في غير موضع وعن
nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب رضي الله عنه قال {
: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقرب طعاما فلم أر طعاما كان أعظم بركة منه أول ما أكلنا ولا أقل بركة في أخره فقلنا كيف هذا يا رسول الله ؟ فقال : ; لأنا ذكرنا اسم الله حين أكلنا ، ثم قعد بعد من أكل ولم يسم فأكله معه الشيطان } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
ويحمد الله إذا فرغ ويقول ما ورد ، ويسن مسح الصحفة ، والأكل عند حضور رب الطعام وإذنه وأكل ما تناثر ، وقيل يحمد الشارب كل مرة ; لأنه يحمده على هذه النعمة ، والتسمية تراد لعدم مشاركة الشيطان وقد حصل ذلك بالتسمية أولا وذكر
السامري أن الشارب يسمي الله عند كل ابتداء ويحمده عند كل قطع ; لأنه ابتداء فعل كالأول ، وإن كان الأول آكد وإنما خص هؤلاء الشارب إما لقلته فلا يشق التكرار ، وإما ; لأن كل مرة مأمور بها واستحب فيها ما استحب في الأولى بخلاف الأكل فإنه يطول فيشق التكرار ، والقطع فيه أمر عادي والله أعلم .
وقد يقال مثله في أكل كل لقمة وهو ظاهر ما روي عن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رحمه الله قال
إسحاق بن إبراهيم تعشيت مرة أنا
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأبو عبد الله وقرابة له فجعلنا لا نتكلم وهو يأكل ويقول الحمد لله وبسم الله ، ثم قال أكل وحمد خير من أكل وصمت ولم أجد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد خلاف هذه الرواية صريحا ولم أجدها في كلام أكثر الأصحاب ، ، والظاهر أن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رحمه الله اتبع الأثر في ذلك فإن من طريقته وعادته تحري الاتباع .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14242الخلال بإسناده عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء أنه قال لبعض قوم أكلوا معه
[ ص: 178 ] يا بني لا تدعوا أن تأدموا أول طعامكم بذكر الله أكل وحمد خير من أكل وصمت ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=15802خالد بن معدان التابعي الثقة الفقيه الصالح أكل وحمد خير من أكل وصمت ، ووجه الأول ظاهر الأخبار فإنه اقتصر فيها على التسمية أولا ، والحمد آخرا ، ولو كان مستحبا لنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا ولو في حديث واحد ، بل ظاهر ما نقل من حاله أنه لم يفعله وهو عليه السلام الغاية في فعل الفضائل ، وكذلك المعروف ، والمشهور من حال الصحابة ، والتابعين فمن بعدهم رضي الله عنهم .
وفي كلام
الشيخ تقي الدين رحمه الله قال من القراء من يفصل بالبسملة بين السورتين ، ومنهم من لا يفصل ; لأن القرآن كله كلام الله فلا يفصلون بها بين السورتين كمن سمى إذا أكل أنواعا من الطعام ، ومنهم من يسمي في أول كل سورة وهو حسن لمتابعته لخط المصحف وهو بمنزلة رفع الطعام ووضع طعام فالتسمية عنده أفضل انتهى كلامه .