[ ص: 231 ] فصل ( في استحباب
إكرام الخبز دون تقبيله وشكر النعم ) .
هل يستحب تقبيل الخبز كما يفعله بعض الناس كلام الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رحمه الله في مسألة تقبيل المصحف يدل على عدم التقبيل وهو ظاهر كلام الشيخ
تقي الدين فإنه ذكر أنه لا يشرع تقبيل الجمادات ، إلا ما استثناه الشرع ، وقد ذكر القاضي
أبو الحسين أنه
هل يستحب وضع اليد على القبر ; لأنه في معنى مصافحة الحي صححهما
أبو الحسين أو لا يستحب ; لأن ما طريقه القربة يقف على التوقيف بدليل قول
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في الحجر الأسود {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33747لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك } ، وليس في هذا توقيف ؟ فيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد روايتان .
وقد تقدم كلام والده في تقبيل المصحف بهذا المعنى وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر له عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاة فقال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43510يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أحسني جوار نعم الله عليك فإنها قل إن نفرت عن قوم فكادت ترجع إليهم } ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه ولفظه فدخل علي ، فرأى كسرة ملقاة فأخذها فمسحها ثم أكلها وقال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43511يا nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أكرمي كريمك فإنها ما نفرت عن قوم فعادت إليهم } فهذا الخبر يدل على عدم التقبيل ; لأن هذا محله كما يفعل في هذا الزمان .
ومما ينبغي أن يعرف أن الاعتراف بالنعم ومن أنعم بها وشكره سبب لبقائها وزيادتها كما قال بعض الأدباء : قيدوا النعم بالشكر فإنها كالنعم لها أوابد ، أي تشرد وتنفر كما في الصحيحين من حديث
أبي رافع {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6743أن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش } ، وقد قال تعالى : {
فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون } .
[ ص: 232 ]
وقد قال
أبو حازم الأعرج التابعي الجليل رحمه الله : كل نعمة لم يشكر الله عليها فهي بلية وقال أيضا : إذا رأيت الله يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فإنما هو استدراج فاحذره وقد قال تعالى : {
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } وقال تعالى : {
فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } .
وقد سبق ما يتعلق بهذا قريبا وقد قال تعالى : {
كلوا من رزق ربكم واشكروا له } وقال تعالى : {
اعملوا آل داود شكرا } .
قال
ابن الجوزي المعنى وقلنا : اعملوا بطاعة الله شكرا على ما آتاكم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر قال بعضهم الطاعات كلها شكر وأفضل الشكر الحمد وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34160ما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله عز وجل له شكرها وما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر الله له قبل أن يستغفر ، وإن الرجل ليلبس الثوب فيحمد الله فما يبلغ ركبتيه حتى يغفر له } ومكتوب في التوراة اشكر لمن أنعم عليك وأنعم على من شكرك فإنه لا زوال للنعم إذا شكرت ، ولا مقام لها إذا كفرت والشكر زيادة في النعم وأمان من الغير قال
أبو بجيلة :
شكرتك إن الشكر حبل من التقى وما كل من أوليته نعمة يقضي وأحييت من ذكري وما كنت خاملا
ولكن بعض الذكر أنبه من بعض
[ ص: 233 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان ما عظمت نعمة الله على حد إلا زاد حق الله عظما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير من لم يعرف سوء ما يبلى ، لم يعرف خير ما يولى وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه وشكرها بلسانه فيبرح حتى يزداد .