[ ص: 234 ] فصل ( في
الانتشار في الأرض بعد الطعام ) .
قال الله تعالى : {
فإذا طعمتم فانتشروا } أي فاخرجوا {
ولا مستأنسين } أي طالبين الأنس لحديث قال
ابن الجوزي ما ذكره غيره كانوا يجلسون بعد الأكل فيتحدثون طويلا وكان ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ويستحي أن يقول لهم : قوموا فعلمهم الله الأدب {
والله لا يستحي من الحق } .
أي لا يترك أن يبين لهم ما هو الحق فأما إن دلت قرينة على الإذن في الجلوس جاز ثم قد يكون مستحبا لميل صاحب الطعام إلى ذلك وقد يكون مباحا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري نزلت هذه الآية في الثقلاء وقال
السدي ذكر الله الثقلاء في القرآن في قوله {
فإذا طعمتم فانتشروا } .
وينبغي للإنسان أن يجتهد في أن لا يستثقل فإن ذلك أذى له ولغيره والمؤمن سهل لين هين كما سبق في حسن الخلق قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر سئل
جعفر بن محمد عن المؤمن يكون بغيضا قال لا يكون بغيضا ولكن يكون ثقيلا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة قلت
nindex.php?page=showalam&ids=12341لأيوب السختياني ما لك لم تكتب عن
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاووس قال أتيته فوجدته بين ثقيلين وسماهما كان
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة إذا استثقل
[ ص: 235 ] رجلا قال : اللهم اغفر لنا وله وأرحنا منه وكان
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة إذا رأى من يستثقله قال {
ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } .
وعن
حماد أيضا أنه قال في الصوم في البستان من الثقل كذا قال وليس هو على ظاهره بل يختلف بحسب الحال كان يقال : مجالسة الثقيل حمى الروح قيل
nindex.php?page=showalam&ids=12112لأبي عمرو الشيباني لأي شيء يكون الثقيل أثقل على الإنسان من الحمل الثقيل فقال : لأن الثقيل يعقد على القلب ، والقلب لا يحتمل ما يحتمل الرأس والبدن من الثقل كان فلاسفة
الهند يقولون : النظر إلى الثقيل يورث موت الفجأة قال ثقيل لمريض ما تشتهي قال أشتهي أن لا أراك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث محادثة الإخوان وحك الجرب والوقيعة في الثقلاء وهي أفضل الثلاث وقال آخر :
إذا جلس الثقيل إليك يوما أتتك عقوبة من كل باب فهل لك يا ثقيل إلى خصال
تنال ببعضها كرم المآب إلى مالي فتأخذه جميعا
أحل لديك من ماء السحاب وتنتف لحيتي وتدق أنفي
وما في في من ضرس وناب على أن لا أراك ولا تراني
مقاطعة إلى يوم الحساب
وكان يقال مجالسة الثقيل ، عذاب وبيل ، وأنشد بعضهم :
ليتني كنت ساعة ملك الموت فأفني الثقال حتى يبيدوا
سلم ثقيل على
إبراهيم بن عبد الله القاري صاحب
هارون فقال له يا هذا : قد والله بلغت منك غاية الأذى أسلفني سلام شهر وأرحني منك .
قال الشاعر :
أنت يا هذا ثقيل وثقيل وثقيل أنت في المنظر إنسان وفي الميزان فيل
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11973أبو حازم عود نفسك الصبر على السوء فإنه لا يزال يخطئك .