[ ص: 305 ] فصل ( أحاديث في
ذم البخل والشح والحرص ومدح الإنفاق في سبيل الله ) .
عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34788ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا } وعنه أيضا يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14792الله تبارك وتعالى يا بن آدم أنفق أنفق عليك } وعنه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34838ما يسرني أن لي أحدا ذهبا يأتي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار إلا دينارا أرصده لدين علي } رواهن
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم .
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قبل حجة الوداع في قصة
البحرين حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=4645أن النبي صلى الله عليه وسلم وعده ليعطيه من مال البحرين فلم يخرج حتى مات فذكر لأبي بكر ثلاثا فلم يرد عليه فقال إما أن تعطيني وإما أن تبخل عني ، فقال : قلت تبخل عني وأي داء أدوأ من البخل ؟ قالها ثلاثا ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=26611قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقلت : يا رسول الله لغير هؤلاء أحق به منهم قال اللهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني ولست بباخل } .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34440ما سئل رسول الله على الإسلام شيئا إلا أعطاه } وقال
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34439ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا } ، رواهن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم .
وروى الثالث
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14355السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار ، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عالم بخيل } رواه
الترمذي وقال : غريب .
وروى أيضا وقال : غريب عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=18486خصلتان لا يجتمعان في قلب مؤمن البخل وسوء الخلق } وروى أيضا وقال حسن غريب عن
أبي بكر مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31534لا يدخل الجنة خب ولا بخيل ولا منان } وأسانيد الثلاثة ضعيفة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=15907انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني [ ص: 306 ] قال هم الأخسرون ورب الكعبة قال : فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت فقلت : يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم قال : الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070، والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وغيرهم . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34358ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال ، والشرف لدينه } ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ،
والترمذي وصححه . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=44351يهرم ابن آدم ويشيب فيه اثنتان الحرص على المال ، والحرص على العمر } وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=26738قلب الشيخ شاب في حب اثنين } وذكر معناه متفق عليهما .
قال في شرح مسلم هذا مجاز ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محتكم في ذلك كاحتكام قوة الشاب في شبابه هذا صوابه قال وقيل في تفسيره غير هذا مما لا يرتضى .
وروى
أبو داود حدثنا
عبد الله بن الجراح عن
nindex.php?page=showalam&ids=16474عبد الله بن يزيد عن
موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16380عبد العزيز بن مروان سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20536شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع } إسناده جيد أصل الهلع الجزع ، والهالع هنا ذو الهلع ومعناه أنه إذا استخرج منه الحق الواجب عليه هلع وجزع منه ، ، والجبن الخالع هو الشديد الذي يخلع فؤاده من شدته .
وروى : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15124ليث عن
محمد بن عجلان عن
سهل بن أبي صالح عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=42361ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان ، والشح } حديث حسن . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره الخبر المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17130ثلاث منجيات ، وثلاث مهلكات فأما المنجيات فالعدل في الرضا ، والغضب وخشية الله في السر ، والعلانية ، والقصد في الغنى ، والفقر وأما المهلكات فشح مطاع ، وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه } قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : كان يقال شدة الحرص من سبل المتالف .
وقال
الأحنف : آفة الحرص الحرمان ولا ينال الحريص إلا حظه ، كان
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري [ ص: 307 ] يقول : ما بعد أمل إلا ساء عمل .
ومن كلام الحكماء : الرزق مقسوم ، والحريص محروم ، والحسود مغموم ، والبخيل مذموم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل بن أحمد :
الحرص من شر أداة الفتى لا خير في الحرص على حال من بات محتاجا إلى أهله
هان على ابن العم والخال
وقال آخر :
لا تحسدن أخا حرص على سعة وانظر إليه بعين الماقت القالي
إن الحريص لمشغول بشقوته على السرور بما يحوي من المال
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11876أبو العتاهية يخاطب
سلم بن عمرو : نعى نفسي إلي من الليالي تصرفهن حالا بعد حال
فما لي لست مشغولا بنفسي وما لي لا أخاف الموت ما لي
لقد أيقنت أني غير باق ولكني أراني لا أبالي
تعالى الله يا سلم بن عمرو أذل الحرص أعناق الرجال
هب الدنيا تساق إليك عفوا أليس مصير ذاك إلى زوال
فما ترجو بشيء ليس يبقى وشيكا ما تغيره الليالي
فلما أبلغ
سلم بن عمرو وهو المعروف
بسلم الخاسر كتب إليه :
ما أقبح التزهيد من واعظ يزهد الناس ولا يزهد
لو كان في تزهيده صادقا أضحى وأمسى بيته المسجد
إن رفض الدنيا فما باله يكتنز المال ويسترفد
يخاف أن تنفد أرزاقه والرزق عند الله لا ينفد
الرزق مقسوم على من ترى يسعى له الأبيض والأسود
قال
زياد بن أبي سفيان اثنان يتعجلان النصب ولا يظفران بالبغية ، الحريص في حرصه ، ومعلم البليد ما ينبو عنه فهمه .
وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=17049محمود الوراق :
[ ص: 308 ] أراك يزيدك الإثراء حرصا على الدنيا كأنك لا تموت
فهل لك غاية إن صرت يوما إليها قلت حسبي قد رضيت
وقال آخر :
الحرص داء قد أضر بمن ترى إلا قليلا
كم من عزيز قد رأيت الحرص صيره ذليلا
فتجنب الشهوات واحذر أن تكون له قتيلا
فلرب شهوة ساعة قد أورثت حزنا طويلا
وقال آخر :
الحرص عون للزمان على الفتى والصبر نعم العون للأزمان
لا تخضعن فإن دهرك إن يرى منك الخضوع أمده بهوان
ولأبي عبد الله الصوري :
لما رأيت الناس قد أصبحوا وهمة الإنسان ما يجمع
قنعت بالقوت فنلت المنى ، والفاضل العاقل من يقنع
ولم أنافس في طلاب الغنى علما بأن الحرص لا ينفع
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر الخبر المشهور الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=15064المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن غلبك أمر فقل قدر الله وما شاء فعل ، ولا تقل لو فإن لو تفتح عمل الشيطان }
nindex.php?page=showalam&ids=15395وللنسائي في رواية " فإن اللو تفتح عمل الشيطان " قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر {
nindex.php?page=hadith&LINKID=27840كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من طمع في غير مطمع ومن طمع يقود إلى طمع } وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ما شيء أذهب لعقول الرجال من الطمع .
وفي حديث آخر أن
nindex.php?page=showalam&ids=16702عمرو بن الزبير قال
لكعب ما يذهب العلم من صدور الرجال بعد أن علموه قال : الطمع وطلب الحاجات إلى الناس .
وقال
كعب أيضا الصفا الزلزل الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء الطمع
[ ص: 309 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب : في اليأس غنى ، وفي الطمع الفقر ، وفي العزلة راحة من خلطاء السوء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11876أبو العتاهية :
أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعت لصرت حرا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك : ما الذل إلا في الطمع .
وأنشد بعضهم :
إن المطامع ما علمت مذلة للطامعين وأين من لا يطمع
وقال بعض الحكماء : قلوب الجهال تستعبد بالأطماع وتسترق بالمنى وتعلل بالخدائع .
وقال آخر :
لا تجزعن على ما فات مطلبه ها قد جزعت فماذا ينفع الجزع
إن السعادة يأس إن ظفرت به بعض المرار وإن الشقوة الطمع
وقال آخر :
الله أحمد شاكرا فبلاؤه حسن جميل
أصبحت مسرورا معافى بين أنعمه أجول
خلوا من الأحزان خف الظهر يغنيني القليل
ونفيت باليأس المنى عني فطاب لي المقيل
والناس كلهم لمن خفت مئونته خليل
قالوا
للمسيح يا روح الله أخبرنا عن المال فقال : المال لا يخلو صاحبه من ثلاث خلال ، إما أن يكسبه من غير حله ، وإما أن يمنعه من حقه ، وإما أن يشغله إصلاحه عن عبادة ربه .
قال
الحطيئة :
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
[ ص: 310 ] وقال آخر :
إذا ما الفتى لم ينع إلا لباسه ومطعمه فالخير منه بعيد
يذكرني صرف الزمان ولم أكن لأهرب مما ليس منه محيد
فلو كنت ذا مال لقرب مجلسي وقيل إذا أخطأت أنت رشيد
وقال آخر :
ذهاب المال في أجر وحمد ذهاب لا يقال له ذهاب
قال
جعفر بن محمد رحمه الله من نقله الله من ذل المعاصي إلى عز الطاعة أغناه بلا مال وآنسه بلا مؤنس ، وأعزه بلا عشيرة قال النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33810ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس } .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13315ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، واعمل بما افترض الله عليك تكن أعبد الناس ، واجتنب ما حرم الله عليك تكن أورع الناس } ، وعنه أيضا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14718الفقر أزين بالمؤمن من العذار على خد الفرس } .
وقال
أوس بن حارثة خير الغنى القناعة ، وشر الفقر الخضوع .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض إنما الفقر ، والغنى بعد العرض على الله عز وجل :
ما شقوة المرء بالإقتار مقترة ولا سعادته يوما بإيسار
إن الشقي الذي في النار منزله والفوز فوز الذي ينجو من النار
كان يقال الشكر زينة الغنى ، والعفاف زينة الفقر ، وقالوا : حق الله واجب في الغنى ، والفقر ، ففي الغنى العطف ، والشكر ، وفي الفقر العفاف ، والصبر وكان يقال : الغنى في النفس ، والشرف في التواضع ، والكرم في التقوى .
وقال
حماد الراوية : أفضل بيت في الشعر قيل : في الأمثال :
يقولون يستغني ووالله ما الغنى من المال إلا ما يعف وما يكفي
وكان يقال : خصلتان مذمومتان الاستطالة مع السخاء ، والبطر مع الغنى .
[ ص: 311 ]
وقال آخر :
تقنع بما يكفيك والتمس الرضا فإنك لا تدري أتصبح أم تمسي
فليس الغنى عن كثرة المال إنما يكون الغنى والفقر من قبل النفس
وقال آخر :
ولا تعديني الفقر يا أم مالك فإن الغنى للمنفقين قريب
وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=7095يقول الله عز وجل ابن آدم أنفق أنفق عليك } وقال آخر :
ألم تر أن الفقر يزري بأهله وأن الغنى فيه العلى والتجمل
وقال آخر :
استغن عن كل ذي قربى وذي رحم إن الغني من استغنى عن الناس
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وكان يقال : لا تدع على ولدك الموت فإنه يورث الفقر .
قال الشاعر :
لعمرك إن القبر خير لمن كان ذا يسر وعاد إلى عسر
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33751لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه } وخطب
nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير بن العوام بالبصرة فقال : يا أيها الناس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=7095إن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا nindex.php?page=showalam&ids=15زبير إن الله تعالى يقول : أنفق أنفق عليك ، ولا توكي فيوكى عليك ، وأوسع يوسع الله عليك ، ولا تضيق فيضيق عليك ، واعلم يا nindex.php?page=showalam&ids=15زبير أن الله يحب الإنفاق ولا يحب القتار ويحب السماح ولو على تمرة ، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية ، أو عقرب ، واعلم يا nindex.php?page=showalam&ids=15زبير أن لله فضول أموال سوى الأرزاق التي قسمها بين العباد [ ص: 312 ] محتبسة عنده لا يعطي أحدا منها شيئا إلا من سأله من فضله ، فسلوا الله من فضله } .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه : البخل جلباب المسكنة ، وربما دخل السخي بسخائه الجنة .
وقال
جعفر بن محمد قال الله عز وجل أنا جواد كريم ، لا يجاورني في جنتي لئيم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12356إبراهيم بن أبي عبلة : سمعت
أم البنين أخت
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز تقول أف للبخل ، والله لو كان طريقا ما سلكته ، ولو ثوبا ما لبسته .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة : ما استقصى كريم قط . ألم تسمع إلى قول الله تعالى : {
عرف بعضه وأعرض عن بعض } التحريم قال بعضهم :
وإني لأرثي للكريم إذا غدا على طمع عند اللئيم يطالبه
وقال
منصور الفقيه :
ما بالبخيل انتفاع والكلب ينفع أهله
فنزه الكلب عن أن ترى أخا البخل مثله
وقال
ابن طاهر المقدسي الحافظ : دخلت على الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=14427أبي القاسم سعد بن علي وأنا ضيق الصدر من رجل من أهل
شيراز لا أذكره رحمه الله فأخذت يده فقبلتها فقال لي ابتداء من غير أن أعلمه بما أنا فيه يا
أبا الفضل : لا يضيق صدرك عندنا ، في بلاد العجم مثل يضرب يقال : نخل أهوازي ، وحماقة شيرازي ، وكثرة كلام رازي .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره عن
الحسن أنه كان يقول : أصول الشر ثلاثة : الحرص ، والحسد ، والكبر ، فالكبر منع إبليس من السجود
لآدم ، وبالحرص أخرج
آدم من الجنة ، والحسد حمل ابن
آدم على قتل أخيه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في تاريخه عن
يونس بن عبد الأعلى عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قال :
[ ص: 313 ] السخاء ، والكرم يغطي عيوب الدنيا ، والآخرة بعد أن لا يلحقه بدعة قال
حبيش بن مبشر الثقفي الفقيه وهو أخو
nindex.php?page=showalam&ids=15638جعفر بن مبشر المتكلم فعدت مع
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، والناس متوافرون فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلا صالحا بخيلا .
وقال
بشر بن الحارث الحافي رحمه الله : لا تزوج البخيل ولا تعامله ما أقبح القارئ أن يكون بخيلا ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال في الأخلاق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر في ترجمة
nindex.php?page=showalam&ids=11822أبي الأسود الدؤلي : كان ذا عقل ودين ولسان وبيان وفهم وذكاء وحزم غير أنه كان ينسب إلى البخل وهو داء دوي يقدح في المروءة انتهى كلامه " .
وقال
حاتم الطائي لما بلغه قول المتلمس :
قليل المال تصلحه فيبقى ولا يبقى الكثير على الفساد
وحفظ المال خير من نفاد وعسف في البلاد بغير زاد
قال قطع الله لسانه حمل الناس على البخل فهلا قال :
فلا الجود يفني المال قبل فنائه ولا البخل في مال البخيل يزيد
فلا تلتمس ما لا يعيش مقترا لكل غد رزق يعود جديد
وقال
حاتم أيضا :
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
ألم تر أن المال غاد ورائح ويبقى من المال الأحاديث والذكر
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في المسند عن
مروان بن معاوية الفزاري عن
هلال بن سويد أبي المعلى عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=8641 : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر ثلاث فأكل طائرا وأعطى خادمه طائرين فردهما عليه من الغد فقال [ ص: 314 ] له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أنهك أن ترفع شيئا لغد ؟ إن الله يأتي برزق كل غد } .
وقال
يوسف بن الحسين الرازي الزاهد الصوفي للإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد حدثني فقال : ما تصنع بالحديث يا صوفي ؟ فقلت : لا بد حدثني فحدثه هذا الحديث ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الضعفاء في ترجمة
هلال حرم أن يدخر رزق غد وقال : لا يتابع على حديثه . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد إسناده جيد ورواه
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=15634جعفر بن سليمان عن
ثابت عنه وقال : غريب وذكر أنه روي مرسلا قال
ابن الجوزي في كشف المشكل فيما في الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=4057 : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ نفقة سنة } قال فيه جواز ادخار قوت سنة ولا يقال هذا من طول الأمل لأن الإعداد للحاجة مستحسن شرعا وعقلا ، وقد استأجر
شعيب موسى عليهما السلام وفي هذا رد على جهلة المتزهدين في إخراجهم من يفعل هذا عن التوكل ، فإن احتجوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدخر لغد فالجواب أنه كان عنده خلق من الفقراء فكان يؤثرهم انتهى كلامه .
وقال
إسحاق بن هانئ سمعت
أبا عبد الله يقول : قليل المال تصلحه البيت المتقدم وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب لا يقل مع الإصلاح شيء ، ولا يبقى مع الفساد شيء .
وقال
قيس بن عاصم الصحابي رضي الله عنه الجواد سيد قومه
بني تميم الحليم الذي قال
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس التميمي منه تعلمت الحلم قال لامرأته وقد تزوجها جديدا وأحضرت له طعاما قال لها : أين أكيلي فلم تدر ما يقول لها فأنشأ يقول :
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا طارقا أو جار بيت فإنني أخاف ملامات الأحاديث من بعدي
وإني لعبد الضيف من غير ذلة وما في إلا ذاك من شيمة العبد
فسمعه جار له وكان بخيلا فقال :
لبيني وبين المرء قيس بن عاصم بما قال بون في الفعال بعيد
وإنا لنجفو الضيف من غير قلة مخافة أن يغرى بنا فيعود
[ ص: 315 ]
وأنشد
أبو جعفر الراشي :
كل الأمور تزول عنك وتنقضي إلا الثناء فإنه لك باق
لو أنني خيرت كل فضيلة ما اخترت غير مكارم الأخلاق
ودخل
جرير على
عبد الملك فأنشده :
رأيتك أمس خير بني معد وأنت اليوم خير منك أمس
ونبتك في المنابت خير نبت وغرسك في المغارس خير غرس
أنت غدا تزيد الضعف ضعفا كذاك تزيد سادة عبد شمس
فأمر له بثلاثين ألف درهم . وأنشد
يحيى بن معبد بيتا فأمر له بعشرة آلاف درهم وهو :
إذا قيل من للجود والمجد والندى فناد بأعلى الصوت يحيى بن معبد
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11876أبو العتاهية :
[ ص: 316 ] إذا ما المرء صرت إلى سؤاله فما تعطيه أكثر من نواله
ومن عرف المكارم جد فيها وحن إلى المكارم باحتياله
ولم يستغل محمدة بمال وإن كانت تحيط بكل ماله
ولما ولى
المنصور nindex.php?page=showalam&ids=17125معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل
الكوفة فنظر إليهم وهم في هيئة رديئة وأنشأ يقول :
إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم مرمتها فالدهر في الناس قلب
فأحسن ثوبيك الذي هو لابس وأفره مهريك الذي هو يركب
وبادر بمعروف إذا كنت قادرا زوال اقتدار فالغنى عنك يذهب
فقال له رجل ألا أنشدك أحسن من هذا
لابن هرمة قال هات فأنشأ يقول :
وللنفس تارات يحل بها العزاء وتسخو عن المال النفوس الشحائح
إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه أقل إذا ضمت عليه الصفائح
لأية حال يمنع المرء ماله غدا فغدا والموت غاد ورائح
فقال له
معن أحسنت ، والله وإن كان الشعر لغيرك يا غلام أعطه أربعة آلاف فقال الغلام اجعلها دنانير ودراهم . فقال
معن ، والله لا تكون همتك أرفع من همتي يا غلام صفرها له .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14370هارون الرشيد nindex.php?page=showalam&ids=13721للأصمعي رحمه الله : ما أغفلك عنا وأجفاك بحضرتنا . فقال : والله يا أمير المؤمنين ما ألاقتني بلاد بعدك حتى آتيك فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721للأصمعي : ما ألاقتني قال : أمسكتني وأنشد :
كفاك كف لا تليق دراهما جودا وأخرى تمط بالسيف الدما
أي : ما تمسك درهما . فقال أحسنت وهكذا كن وقرنا في الملا ، وعلمنا في الخلا . وأمر لي بخمسة آلاف دينار .
دخل
العتابي على
nindex.php?page=showalam&ids=16445عبد الله بن طاهر فأنشده :
حسن ظني حسن ما عود الله سواي بك الغداة أتا بي
أي شيء يكون أحسن من حسن يقين حدا إليك ركابي
فأمر له بجائزة ، ثم دخل عليه مرة أخرى فأنشده :
جودك يكفيك في حاجتي ورؤيتي تكفيك مني سؤالي
فكيف أخشى الفقر ما عشت لي وإنما كفاك لي بيت مالي
فأجازه أيضا ، ثم دخل عليه اليوم الثالث فأنشده :
اكسني ما يبيد أصلحك الله فإني أكسوك ما لا يبيد
فأجازه وكساه وحمله .
وجاء
أبو الدئل المعتوه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث وهو قاض فكساه فطلب منه نفقة فحلف
nindex.php?page=showalam&ids=15728حفص ما في بيتي ذهب ولا
[ ص: 317 ] فضة ، ثم استقرض له دينارا فأعطاه إياه فقال
أبو الدئل أيها القاضي ، والله ما أجد لك مثلا إلا قول الشاعر :
يعيرني بالدين قومي وإنما تقرضت في أشياء تورثهم مجدا
وقول صاحبه :
وما كنت إلا كالأصم بن جعفر رأى المال لا يبقى فأبقى به حمدا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : دخل أعرابي على
nindex.php?page=showalam&ids=14998خالد بن عبد الله القسري فقال أصلح الله الأمير إني قد امتدحتك ببيتين ولست أنشدها إلا بعشرة آلاف وخادم فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد قل فأنشأ يقول :
لزمت نعم حتى كأنك لم تكن سمعت من الأشياء شيئا سوى نعم
وأنكرت لا حتى كأنك لم تكن سمعت بها في سائر الدهر والأمم
قال ودخل أعرابي على
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد في يوم مجلس الشعراء عنده وقد كان قال فيه بيتي شعر امتدحه فلما سمع قول الشعراء صغر عنده ما قال فلما انصرف الشعراء بجوائزهم بقي الأعرابي فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد : ألك حاجة ؟ فأنشده البيتين وهما :
تعرضت لي بالجود حتى نعشتني وأعطيتني حتى ظننتك تلعب
فأنت الندى وابن الندى وأخو الندى حليف الندى ما للندى عنك مذهب
فقال سل حاجتك فقال علي من الدين خمسون ألفا ، فقال : قد أمرت لك بها وشفعتها بمثلها ، فأمر له بمائة ألف وهذا العطاء وشبهه من الملوك إن كان على وجه الشرع وإلا فصاحبه ممدوح عرفا .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي رحمه الله تعالى من الأغلاط ، والأوهام القبيحة المدح بما يوجب الذم فإنهم إذا سمعوا عن السلاطين ، والولاة بالعطاء المسرف من أموال المسلمين مدحوهم بالكرم ، ثم ذكر أن
nindex.php?page=showalam&ids=17243هشام بن عبد الملك أعطى
حمادا الراوية لإنشاد بيت جاريتين وعشر بدر ، وقال لو كان ما أعطاه
[ ص: 318 ] من مال نفسه كان تبذيرا وتفريطا فكيف وليس من ماله ؟ فالعجب ممن يروي هذا عن الملوك فيخرجه مخرج المدح ، والكرم وهو معدود في التبذير ، والإسراف ، وقد قال تعالى : {
وتثبيتا من أنفسهم } أي : ينظرون أين يضعون الأموال وأين الفقراء عنها وإذا تأملت الحال وجدت الأموال أخذت على غير وجهها وصرفت في غير حقها ، وخرجت عن نيات فاسدة انتهى كلامه وسبق في الفصل قبله كلام
nindex.php?page=showalam&ids=16110شعيب بن حرب .
وقال أعرابي : عجبا للبخيل المتعجل للفقر الذي منه هرب ، والمؤخر للسعة التي إياها طلب ، ولعله يموت بين هربه وطلبه ، فيكون عيشه في الدنيا عيش الفقراء ، وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء ، مع أنك لم تر بخيلا إلا غيره أسعد بماله منه ; لأنه في الدنيا مهتم بجمعه وفي الآخرة آثم بمنعه وغيره آمن في الدنيا من همه ، وناج في الآخرة من إثمه .
ومن منثور كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12899ابن المعتز بشر مال البخيل بحادث أو وارث . ومن منظومه :
يا مال كل جامع وحارث أبشر بريب حادث أو وارث
وقال غيره :
كدودة القز ما تبنيه يهدمها وغيرها بالذي تبنيه ينتفع
وأين هذا من كلام
أحيحة بن الجلاح في أبياته التي يحث فيها على جمع المال ولا يضيعه يوما على حال ، منها :
إني مقيم على الزوراء أعمرها إن الكريم على الأقوام ذو المال
كل النداء إذا ناديت يخذلني إلا ندائي إذا ناديت يا مالي
[ ص: 319 ] وقال الشاعر :
وإني لأجتاز القرى طاوي الحشا محاذرة من أن يقال لئيم
الرواية بضم لام يقال . ومدح الكرم وذم البخل كثير في الكلام وفي هذا كفاية إن شاء الله .
قال
ابن الجوزي ويحك ما تصنع بادخار مال لا يؤثر حسنة في صحيفة ، ولا مكرمة في تاريخ ؟ أما سمعت بإنفاق
أبي بكر وبخل
ثعلبة أما رأيت مآثر مدح
حاتم وبخل
الحباب ويحك لو ابتلاك في مالك بقلة استغثت ، أو في بدنك ليلة بمرض شكوت . إنما نريد كمال مرادك فأنت تستوفي مطلوباتك منه ولا يستوفي حقه عليك .
{
ويل للمطففين } انتهى كلامه . وقد قيل :
مات الكرام ومروا وانقضوا ومضوا وماتت من بعدهم تلك الكرامات
وخلفوني في قوم ذوي سفه لو أبصروا طيف ضيف في الكرى ماتوا
وقد سبق ما يتعلق بهذا في مكارم الأخلاق وحسن الخلق قبل هذا بنحو خمس كراريس أو ستة وقبله بيسير طلب الحاجات من الناس .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : أجمعت الحكماء على أربع كلمات : وهي لا تحمل قلبك ما لا يطيق ولا تعمل عملا ليس لك فيه منفعة ، ولا تثقن بامرأة ، ولا تغتر بمال وإن كثر .
[ ص: 320 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13371ابن عقيل في الفنون تمام المروءة أن تراعي ورثة من كنت تراعيه وتخلفه بزيادة على ما كنت تراعيهم حال حياته لتكون الزيادة بإزاء إرعائه ولا توهمهم أن المنزلة سقطت بموت كاسبهم ، وفر الإكرام على الأيتام لتشوب مرارة يتمهم حلاوة التحنن . كان
السلف رحمهم الله يذهبون حزن الأيتام ، والأرامل ويزيلون ذل اليتيم بأنواع البر حتى صاروا كالآباء ، والأمهات لليتيم لا يتركونه يضام ويتناضلون عنه ، وفي الجملة الكرام لا يبين بينهم يتم أولاد الجيران ولا النازل من القاطنين .