فصل
( أسباب موانع العقاب وثمرات التوحيد والدعاء ) ( والمأثور المرفوع منه ) .
قال
الشيخ تقي الدين رحمه الله في أثناء كلام له :
الذنوب تزول عقوباتها بأسباب بالتوبة وبالحسنات الماحية وبالمصائب المكفرة ، لكنها من عقوبات الدنيا ، وكذلك ما يحصل في البرزخ من الشدة وكذلك ما يحصل في عرصات القيامة ، وتزول أيضا بدعاء المؤمنين كالصلاة عليه ، وشفاعة الشفيع المطاع لمن شفع فيه .
[ ص: 140 ]
وسئل ما
السبب في أن الفرج يأتي عند انقطاع الرجاء بالخلق ؟ وما الحيلة في صرف القلب عن التعلق بهم وتعلقه بالله عز وجل ؟ فقال سبب هذا تحقيق التوحيد : توحيد الربوبية ، وتوحيد الإلهية ، فتوحيد الربوبية أنه لا خالق إلا الله عز وجل فلا يستقل شيء سواه بإحداث أمر من الأمور ، بل ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وكل ما سواه إذا قدر شيئا فلا بد له من شريك معاون وضد معروف ، فإذا طلب مما سواه إحداث أمر من الأمور طلب منهما لا يستقل به ولا يقدر وحده عليه إلى أن قال : فالراجي مخلوقا طالب بقلبه ما يريده من ذلك المخلوق وذلك المخلوق عاجز عنه .
ثم هذا من الشرك الذي لا يغفره الله عز وجل ، فمن كمال نعمته وإحسانه إلى عباده أن يمنع تحصيل مطالبهم بالشرك حتى يصرف قلوبهم إلى التوحيد ، ثم إن وحده العبد توحيد الإلهية حصلت له سعادة الدنيا والآخرة إلى أن قال فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم من الشدة والضرر ما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين ، ويرجونه ولا يرجون أحدا سواه ، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه ، وحلاوة الإيمان ، وذوق طعمه ، والبراءة من الشرك ، ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض والخوف والجدب ، أو حصول اليسر ، أو زوال العسر في المعيشة .
فإن ذلك لذة بدنية ونعمة دنيوية قد يحصل منها للكافر أعظم مما يحصل للمؤمن . وأما ما يحصل لأهل التوحيد المخلصين لله والدين فأعظم من أن يعبر عنه بمقال ، أو يستحضر تفصيله بال ، ولكل مؤمن من ذلك نصيب بقدر إيمانه ، ولهذا قال بعض
السلف : يا ابن
آدم لقد بورك لك في حاجة أكثرت فيها من قرع باب سيدك .
وقال بعض الشيوخ : إنه ليكون لي إلى الله حاجة وأدعو فيفتح لي من لذيذ معرفته وحلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك لأن النفس لا تريد إلا حظها فإذا قضي انصرفت .
وفي بعض الإسرائيليات : يا ابن
آدم البلاء يجمع بيني وبينك .
[ ص: 141 ]
والعافية تجمع بينك وبين نفسك . وهذا المعنى كثير وهو موجود محسوس بالحس الباطن للمؤمن وما من مؤمن إلا وقد وجد من ذلك ما يعرف به ما ذكرناه ، فإن ما كان من باب الذوق والوجد لا يعرفه إلا من كان له ذوق وحس ، ولفظ الذوق وإن كان قد يظن أنه في الأصل مختص بذوق اللسان فاستعماله في الكتاب والسنة يدل على أنه أعم من ذلك مستعمل في الإحساس بالملائم والمنافي ، كما أن لفظ الإحساس عام فيما يحس بالحواس الخمس ، بل وبالباطن . وأما في اللغة فأصله الرؤية كما قال تعالى : {
هل تحس منهم من أحد } .
وهذا الكلام بتمامه في آخر الكلام على دعوة
ذي النون عليه وعلى نبينا وعلى سائر الأنبياء والمرسلين الصلاة والسلام {
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه رواه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي في اليوم والليلة
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وقال صحيح الإسناد {
nindex.php?page=hadith&LINKID=118707فإنها لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له } .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6195أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله الحليم العظيم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات السبع والأرض رب العرش الكريم } وعن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43405أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر . قال يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث } . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3966أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع طرفه إلى السماء فقال سبحان الله العظيم وإذا اجتهد في الدعاء قال يا حي يا قيوم } رواهما
الترمذي وإسناد الثاني ضعيف .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي الأول من حديث
ربيعة بن عامر nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33336لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 142 ] أنظر ما صنع فجئت فإذا هو ساجد يقول : يا حي يا قيوم : يا حي يا قيوم ثم رجعت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد يقول يا حي يا قيوم لا يزيد على ذلك ثم ذهبت إلى القتال ثم جئت فإذا هو ساجد يقول ذلك ففتح الله عليه } . وعنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=29836علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل بي كرب أن أقول لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله وتبارك الله رب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين } رواهما
nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان الثاني .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34564ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال : يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا يموت { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا } } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=5902دعوة المكروب اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت } وعن
nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=118708ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب : الله ربي لا أشرك به شيئا } وفي رواية {
أنها تقال سبع مرات } . وعن
أبي سعيد الخدري قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=18727دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال يا أبا أمامة ما لي أراك في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ فقال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال : ألا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى دينك ؟ قال : قلت بلى يا رسول الله قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال . قال : فقلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني } . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : قال رسول الله {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37288من [ ص: 143 ] لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب } رواهن
أبو داود .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي في اليوم والليلة .
ورواه أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز مرسلا وإسناد المتصل جيد وحديث
أبي سعيد رواه
أبو داود عن
أحمد بن عبيد الله الغداني عن
غسان بن عوف عن
nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة عن
أبي سعيد غسان ضعفه
الأزدي واختلط
nindex.php?page=showalam&ids=13999الجريري بآخره .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34115ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرجا } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد وفيه قيل يا رسول الله ألا نتعلمها ؟ قال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد حدثنا
خلف بن الوليد ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17313يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن
nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار عن
محمد بن عبد الله الدؤلي قال : قال
عبد العزيز أخو حذيفة قال
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة يعني ابن اليمان {
nindex.php?page=hadith&LINKID=27633كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر يصلي } . رواه
أبو داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=17008محمد بن عيسى عن
nindex.php?page=showalam&ids=17313يحيى بن زكريا وقال
ابن أخي حذيفة قال بعضهم : كذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16097شريح عن
nindex.php?page=showalam&ids=17419يونس عن
يحيى وخالفهما
إسماعيل بن عمر وخلف بن الوليد فروياه عن
يحيى وقالا فيه : قال
عبد العزيز أخو حذيفة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=21لحذيفة رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14111الحسن بن زياد الهمذاني عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
عكرمة عن
محمد بن عبد الله بن أبي قدامة عن
عبد العزيز ابن أخي حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة .
ورواه
ابن جرير في تفسيره من حديث
ابن جرير وقال
عبد العزيز بن اليمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره قال بعضهم في
عبد العزيز لا يعرف ووثقه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ومحمد تفرد عنه
عكرمة .
[ ص: 144 ]
وروى
ابن أبي حاتم حدثنا أبي ثنا
عبد الله بن زياد القطواني ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16074سيار ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15634جعفر بن سليمان سمعت
ثابتا يقول {
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابت أهله خصاصة نادى أهله يا أهلاه صلوا صلوا } قال
ثابت : وكانت الأنبياء صلوات الله عليهم إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة . الظاهر أنه مرسل جيد الإسناد ولهذا المعنى شاهد في الصحيحين في الكسوف
وقد قال تعالى : {
واستعينوا بالصبر والصلاة } .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وقال صحيح الإسناد عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000170من قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم } وفي الصحيحين {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000171أنها كنز من كنوز الجنة } وصحح
الترمذي أنها باب من أبواب الجنة .
واعلم أن القلوب تضعف وتمرض وربما ماتت بالغفلة والذنوب وترك إعماله فيما خلق له من أعمال القلوب المطلوبة شرعا وأعظم ذلك الشرك ، وتحيا وتقوى وتصح بالتوحيد ، واليقظة وإعماله فيما خلق له والضد يزول بضده وينفعل عنه عكس ما كان منفعلا عنه وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك رحمه الله :
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها
قال تعالى : {
أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها }
وفي الصحيحين أو في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
حذيفة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000172إن العبد إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء ثم إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يبقى أسود مربدا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه } فالهوى أعظم الأدواء ومخالفته أعظم الدواء وسيأتي في آخر فصول التداوي .
[ ص: 145 ] في دواء العشق ما يتعلق بهذا ، وخلقت النفس في الأصل جاهلة ظالمة كما قال تعالى : {
وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا } .
فلجهلها تظن شفاء في اتباع هواها ، وإنما هو أعظم داء فيه تلفها ، وتضع الداء موضع الدواء والدواء موضع الداء ، فيتولد من ذلك علل وأمراض ، ثم مع ذلك تبرئ نفسها وتلوم ربها عز وجل بلسان الحال ، وقد تصرح باللسان ولا تقبل النصح لظلمها وجهلها ولهذا كان حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في دعاء الكرب مشتملا على كمال الربوبية لجميع المخلوقات ، ويستلزم توحيده ، وأنه الذي لا تنبغي العبادة والخوف والرجا إلا له سبحانه وتعالى ، وفيه العظمة المطلقة وهي مستلزمة إثبات كل كمال ، وفيه الحلم مستلزم كمال رحمته وإحسانه فمعرفة القلب بذلك توجب إعماله في أعمال القلوب المطلوبة شرعا ، فيجد لذة وسرورا يدفع ما حصل وربما حصل البعض بحسب قوة ذلك وضعفه كمريض ورد عليه ما يقوي طبيعته .
وهذه الأوصاف في غاية المناسبة لتفريج ما حصل للقلب ، وكل ما كان الإنسان أشد اعتناء بذلك وأكثر ذوقا ومباشرة ظهر له من ذلك ما لم يظهر لغيره . والحياة المطلقة التامة مستلزمة لكل صفة كمال ، والقيومية مستلزمة لكل صفة فعل ، وكمالها بكمال الحياة ، فالتوسل بهاتين الصفتين يؤثر في إزالة ما يضاد الحياة ويضر بالأفعال .
وعن
أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000173اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين : { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } وفاتحة آل عمران { الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم } } .
[ ص: 146 ] صححه
الترمذي وغيره .
ورواه
أبو داود وغيره
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ،
ولأحمد : سمعته يقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000174في هاتين الآيتين : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } { الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم } . اسم الله الأعظم } .
وروى
أبو داود والنسائي وغيرهما وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000175أن رجلا دعا فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله عز وجل باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى } .
وفي بقية الأحاديث من تحقيق التوحيد والاعتماد والتوكل والرجاء وأسرار العبودية والاستعاذة من كل شر والاستغفار من كل ذنب والتوسل بأسمائه الحسنى ما يحصل المقصود والصلاة أمرها عظيم وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث بن أبي سليم وفيه كلام عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000176عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له وقد شكا وجع بطنه قم فصل فإن في الصلاة شفاء } وروي موقوفا على
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879لمجاهد قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قال
ابن الأصبهاني ليس له أصل
أبو هريرة لم يكن فارسيا إنما
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد فارسي وقد روي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء مرفوعا ولا يصح . قاله
ابن الجوزي في جامع المسانيد .
ومعلوم أن الصلاة حركات مختلفة تتحرك معها الأعضاء الظاهرة والباطنة ، وقد ذكر الأطباء أن في المشي رياضة قوة وتحليلا وأن مما يحفظ الصحة إتعاب البدن قليلا ، ويحصل للنفس بالصلاة قوة وانشراح مع ذلك فتقوى الطبيعة فيندفع الألم ، والجهاد أقوى في هذا المعنى وأولى .
[ ص: 147 ]
وقد قال تعالى : {
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم } .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000177جاهدوا في الله فإن الجهاد باب من أبواب الجنة عظيم ينجي الله به من الهم والغم } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش عن
أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الشامي وأبو بكر ضعيف عندهم .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000178سافروا تصحوا ، واغزوا تستغنوا } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من رواية
ابن لهيعة . وفي معناه الحج لأنه من سبيل الله عز وجل . كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله تعالى : {
حسبنا الله ونعم الوكيل } نافعة في ذلك
. قال تعالى {
الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : قالها
إبراهيم حين ألقي في النار . وقالها
محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا : {
إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري
وفي السنن عن
عطية العوفي وهو ضعيف عن
أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000179كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر أن يؤمر فينفخ قالوا يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال قولوا حسبنا الله [ ص: 148 ] ونعم الوكيل ، على الله توكلنا } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ورواه
الترمذي وحسنه .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل عن
محمد بن موسى بن أعين عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن
أبي صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا وهو إسناد جيد .
ومن ذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع حدثنا
سفيان عن
عبد الله محمد بن عقيل عن
الطفيلي بن أبي بن كعب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000180جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك قال إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك } حديث حسن .
ورواه
الترمذي بأطول من هذا وحسنه
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وقال صحيح .
ومن ذلك أن يلحظ أن انتظار الفرج من الله تعالى عبادة فينتعش بذلك ويسر به ففي
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000181سلوا الله من فضله فإن الله عز وجل يحب أن يسأل } ، {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000182وأفضل العبادة انتظار الفرج } ، واعلم أن الدواء إنما ينفع غالبا من تلقاه بالقبول وعمله باعتقاد حسن وكلما قوي الاعتقاد وحسن الظن كان أنفع .
وقد روى
الترمذي وقال : غريب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000183ادعوا الله عز وجل وأنتم موقنون بالإجابة ، واعلموا أن الله تعالى لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه } .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=3000184القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض فإذا سألتم الله عز وجل أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله تعالى لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل } وسيأتي في الدعاء قوله عليه السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6983أنا عند ظن عبدي بي ، إن ظن خيرا فله ، وإن ظن شرا فله } وفي الصحيحين أو في الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43841يستجاب لأحدكم ما لم يعجل قالوا وكيف يعجل يا رسول الله ؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء } .
[ ص: 149 ] فالعارف يجتهد في تحصيل أسباب الإجابة من الزمان والمكان وغير ذلك ولا يمل ولا يسأم ويجتهد في معاملته بينه وبين ربه عز وجل في غير وقت الشدة فإنه أنجح قال عليه السلام
nindex.php?page=showalam&ids=11لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما {
تعرف إلى الله عز وجل في الرخاء يعرفك في الشدة } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره .
وللترمذي وقال غريب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36530من سره أن يستجيب الله عز وجل له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء } .
فهذه الأمور ينظر فيها العارف ويعلم أن عدم إجابته إما لعدم بعض المقتضى أو لوجود مانع فيتهم نفسه لا غيرها وينظر في حال سيد الخلائق وأكرمهم على الله عز وجل كيف كان اجتهاده في وقعة
بدر وغيرها ، ويثق بوعد ربه عز وجل في قوله :
{
ادعوني أستجب لكم } وقوله : {
أجيب دعوة الداع إذا دعان } وليعلم أن كل شيء عنده بأجل مسمى ، وأن من تعاطى ذلك على خير ولا بد ، وأن من لم يجب إلى دعوته حصل له مثلها وقال غير واحد منهم
الترمذي وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه عن
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34511ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله عز وجل إياها وصرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة . قال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكثر }
nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من حديث
أبي سعيد مثله وفيه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=10795إما أن يعجلها أو يدخرها له في الآخرة ، أو يصرف عنه من السوء مثلها } والله تعالى أعلم ويأتي ما يتعلق بالدعاء في الجملة قبل آداب القراءة وله مناسبة بهذا .
[ ص: 150 ]
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في تاريخه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد أنه قال لرجل شكا إليه العسرة في أموره :
ألا أيها المرء الذي في عسره أصبح
إذا اشتد بك الأمر فلا تنس ألم نشرح
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي أن مكاتبا جاءه فقال إني عجزت عن كتابتي فأعني قال ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل
جبل صير أداه الله عز وجل عنك قال بلى قال قل {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14955اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمن سواك } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والترمذي وقال حسن غريب .
وقال
أبو الفرج : يا متشردا على مولاه لا تنعل
لا تغضبن على قوم تحبهم فليس ينجيك من أحبابك الغضب
ولا تخاصمهم يوما وإن عتبوا إن القضاة إذا ما خوصموا غلبوا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13371ابن عقيل في الفنون : والله ما أعتمد على أني مؤمن بصلاتي وصومي بل أعتمد إذا رأيت قلبي في الشدائد يفزع إليه ، وشكري لما أنعم علي ، وقال قد صنتك بكل معنى عن أن تكون عبدا لعبد وأعلمتك أني أنا الخالق الرازق فتركتني وقبلت على العبيد ، كلكم تسألوني وقت جدب المطر ، وبعد الإجابة يعبد بعضكم بعضا .
{
أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار } وقال أيضا : أما تستحيي وأنت تعلم كلب الصيد يأخذ إبقاء عليك فيقبل تعلمك وتكسر عادية طبعه وتكلب نفسه عن الفريسة وهو جائع
[ ص: 151 ] مضطر إليها ، حتى إذا أخذت الصيد إن شئت أطعمته وإن شئت حرمته ، ينتهي حالك معي وأنا المنعم الذي أنشأتك وغذيتك وربيتك إنني كلفتك أن تمسك نفسك عن البحث فيما يسخطني ، لم تضبط نفسك بل غلبتك على ارتكاب ما نهيت وعصيان ما أمرت ، بلغت الصناعة من هذا الحيوان الخسيس أن يأتمر إذا أمر ، وينزجر إذا زجر ، علقت الآداب بالبهيم وما تعلق بقلبك طول العمر وكمال العقل ، تنشط لزرع نواة وغرس فسيلة وتقعد منتظرا حملها ، وينع ثمرها ، وربما دفنت قبل ذلك ولو عشت كان ماذا وما قدر ما يحصل منها ؟ وأنت تسمع قولي {
ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة } وقولي : {
مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة } هذا وأمثاله من آي القرآن لا تنشط أن تزرع عندي ما تجني ثماره النافعة على التأبيد ، هذا لأنك مستبعد ما ضمنت في الأخرى ، قوي الأمل في الدنيا ، ألم تسمع قوله تعالى {
من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه } وتسمع : {
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } . وأنت تحدق إلى المحظورات تحديق متوسل أو متأسف كيف لا سبيل لك إليها ، وتسمع قوله تعالى {
وجوه يومئذ ناضرة } .
[ ص: 152 ] تهش لها كأنها فيك نزلت ، وتسمع بعدها {
وجوه يومئذ باسرة } فتطمئن أنها لغيرك . ومن أين ثبت هذا الأمر ، ومن أين جاء الطمع ، الله الله هذه خدعة تحول بينك وبين التقوى .
وقال أيضا الطباع الردية أبالسة الإنسان ، والعقول والأديان ملائكة هذا الشأن . وفي خلال تعتلج ولها أخلاق تتغالب والشرائع من خارج هذا الجسم لمصالح العالم وما دام العبد في العلاج فهو طالب ، فإذا غلب العقل واستعمل الشرع فهو واصل .
وقال
ابن الجوزي أيضا ينبغي للعاقل أن يعلم أنه مفلس من الوجود فكل أحد يريده لنفسه لا له من أهل وولد وصديق وخادم ، وليس معه على الحقيقة إلا الحق سبحانه وتعالى ، فإن خذله وأخذه بذنبه لم يبق له متعلق وكان الهلاك الكلي ، وإن لطف به وقربه إليه لم يضره انقطاع كل منقطع عنه ، فيجعل العاقل شغله خدمة ربه فما له على الحقيقة غيره ، وليكن أنيسه وموضع شكواه فلا تلتفت أيها المؤمن إلا إليه ، ولا تعول إلا عليه ، وإياك أن تعقد خنصرك إلا على الذي نظمها .
وقال تأملت إقدام أكثر الخلق على المعاصي فإذا سببه حب العاجل والطمع في العفو ، وإني لأعجب من
الصوفية إذا مات لهم ميت كيف يعملون دعوة ويرقصون ويقولون وصل إلى الله عز وجل ، أفأمنوا أن يكون وقع في عذاب ، فهؤلاء سدوا باب الخوف وعملوا على زعمهم على المحبة والشوق وما كان العلماء هكذا .