[ ص: 211 ] فصل (
أهل الحديث هم الطائفة الناجية القائمون على الحق ) .
ونص
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه على أن أصحاب الحديث هم الطائفة في قوله عليه السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=30215 : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق } ونص أيضا على أنهم الفرقة الناجية في الحديث الآخر ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون .
ونص
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد على أن لله تعالى أبدالا في الأرض قيل : من هم ؟ قال إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أعرف لله أبدالا .
وقال أيضا عنهم : إن لم يكونوا هؤلاء الناس فلا أدري من الناس ؟ ونقل
نعيم بن طريف عنه أنه قال في قول النبي : صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31626لا يزال الله تعالى يغرس غرسا يشغلهم في طاعته } قال هم أصحاب الحديث .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13920البويطي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه قال : عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا .
وقال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : من أراد الحديث خدمه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933الحافظ البيهقي : قد خدمه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبو عبد الله أحمد بن حنبل فرحل فيه وحفظه وعمل به وعلمه وحمل شدائده . وهو كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي رحمه الله .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : من قرأ القرآن عظمت قيمته ، ومن تفقه نبل قدره ، ومن كتب الحديث قويت حجته ، ومن تعلم اللغة رق طبعه ، ومن تعلم الحساب جزل رأيه ، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه .
وقد مدح الحديث وأهله بالشعر جماعة منهم فتى في مجلس
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبي زرعة الرازي ، ومنهم
هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي ، ومنهم
أبو عامر الحسن بن محمد الفسوي ، ومنهم
أبو مزاحم الخاقاني ، ومنهم
أبو ظاهر بن سلفة ، ومنهم
nindex.php?page=showalam&ids=15837أبو الكرم خميس بن علي الواسطي .
قال
ابن الجوزي : وكان من كبار العلماء ذكر ذلك
ابن الجوزي في مناقب أصحاب الحديث وقد وقع لي بخطه .
[ ص: 212 ]
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بإسناده عن
أبي عتبة الخولاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31628 : لا يزال الله عز وجل يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته } قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في تفسير هذا الحديث : هم أصحاب الحديث ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه ينشد :
إذا رأيت شباب الحي قد نشئوا لا يحملون قلال الحبر والورقا ولا تراهم لدى الأشياخ في حلق
يعون من صالح الأخبار ما اتسقا فعد عنهم ودعهم إنهم همج
قد بدلوا بعلو الهمة الحمقا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يا
أبا إبراهيم العلم جهل عند أهل الجهل ، كما أن الجهل جهل عند أهل العلم ، ثم أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي لنفسه :
ومنزلة الفقيه من السفيه كمنزلة السفيه من الفقيه
فهذا زاهد في قرب هذا وهذا فيه أزهد منه فيه
إذا غلب الشقاء على السفيه تنطع في مخالفة الفقيه
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني وهذا كما قال النبي : صلى الله عليه وسلم {
إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أولوا الفضل } ثم روى بإسناده ما رواه غيره ، وهو مشهور أن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه لما دخل
مصر أتاه جل أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رضي الله عنه ، وأقبلوا عليه فابتدأ يحلف أصحاب
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في مسائل فتنكروا له وجفوه فأنشأ يقول .
وفي رواية عن
الربيع بن سليمان قال لما دخل
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي مصر أول قدومه إليها جفاه الناس فلم يجلس إليه أحد ، فقال له بعض من قدم معه : لو قلت شيئا يجتمع إليك به الناس ، فقال إليك عني وأنشد يقول :
أأنثر درا بين سارحة النعم أأنظم منثورا لراعية الغنم
لعمري لإن ضيعت في شر بلدة فلست مضيعا بينهم غرر الكلم
فإن فرج الله اللطيف بلطفه وصادفت أهلا للعلوم وللحكم
بثثت مفيدا واستفدت ودادهم وإلا فمخزون لدي ومكتتم
ومن منح الجهال علما أضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم
.
[ ص: 213 ]
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي عن
العرب أنها تقول : من أمل رجلا هابه ، ومن جهل شيئا عابه ، وسيأتي في أن من العلم " لا أدري " قوله : عليه السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=39572وإن من القول عيا } .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13371ابن عقيل في الفنون : يقول الشاعر :
أحب المكان القفر من أجل أنني أصرح فيه باسمه غير معجم
واكمداه من مخافة الأعيار ، واحصراه من أجل استماع ذي الجهالة للحق والإنكار ، والله ما زال خواص عباد الله يتطلبون لنزوحهم بمناجاتهم رءوس الجبال والبراري والقفار ، لما يرون من استزراء المنكرين بشأنهم من الأغمار ، إلى أن قال : فلا ينبغي للعاقل أن ينكر تضليع أحواله ، وتكدير عيشه .
وقال : الجهال يفرحون بسوق الوقت حتى لو اجتمع ألف أقرع يزعقون على بقرة هراس لقوي قلبه بما يعتقد أولئك ، وينفر قلبه من أدلة المحققين ، بهيمة في طباع الجهال لا تزول بمعالجة .
وقال : ويل لعالم لا يتقي الجهال بجهده ، قال : وكما يجب عليه التحرز من مضار الدنيا الواقعة من جهال أهلها بالتقية ، والواحد منهم يحلف بالمصحف لأجل حبة ، ويضرب بالسيف من لقي بعصبيته ، ويرى قناة ملقاة في الأرض فينكب عن أخذها ، والويل لمن رأوه أكب رغيفا على وجهه ، أو ترك نعله مقلوبة ظهرها إلى السماء ، أو دخل مشهدا بمداسه ، أو دخل ولم يقبل الضريح إلى أن قال :
هل يسوغ لعاقل أن يهمل هؤلاء ولا يفزع منهم كل الفزع ؟ ويتجاهل كل التجاهل في الأخذ بالاحتياط منهم فإن الذنوب مما تقبل التوبة عنها ولا إقالة للعالم من شر هؤلاء إذا زل في شيء مما يكرهون وينكرون ، وإن ظهر منه هوان ، وأبى إلا إهمالهم ، نظرا إليهم بعين الازدراء لهم ، فقد ضيع نفسه ، فإنه عندهم أهون ، وهم منه أكثر ، وعلى الإضرار به أقدر ، وهل تقع المكاره بالمسلم إلا من هؤلاء وأمثالهم ؟ فإذا احتشم الإنسان أهل العلم والحكمة توقيرا لهم وتعظيما ، أوجب الشرع والعقل احتشام هؤلاء تحدرا واتقاء فتكهم ، وهل طاحت دماء الأنبياء والأولياء إلا بأيدي هؤلاء وأمثالهم ؟
حيث رأوا من
[ ص: 214 ] التحقيق ما ينكرون ، فصالوا لما قدروا عليه ، وغالوا لما لم يقدروا عليه ، فهم بين قاتل للمتقين مكاشفة حال القدرة ، أو غيلة حال العجز ، فاسمع هذا سمع قابل فإنه قول من ناصح خبير بالعالم ، ولا تهون بهم فتهون بنفسك ، ويطيح دمك مما رأيت من جهلهم ، إنهم يعني لا يرون الحيل التي وضعها العلماء على ما دلهم عليها الشرع كبيع الصحاح بفضة قراضة ليخرج من الربا أخذا لذلك من قوله عليه السلام : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=16183بع التمر ببيع آخر ثم اشتر بثمنه } ويقول الواحد منهم هذا خداع لله تعالى ، ويعدل إلى بيع الدينار الصحيح بدينار ونصف قراضة ، ويرى أن الربا الصريح خير من التسيب الحلال بطريق الشرع إلى أن قال إن قوله عليه السلام عن اللحم الذي تصدق به على
بريرة : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=39015هو عليها صدقة ، ولنا هدية } طريق مستعمل ، ويتعين في كل عين تحرم في حقنا لمعنى إذا ملكها من تباح له لمعنى مبيح ونقلها ذلك إلينا بطريق شرعي ملكناها ، والعامة لا ترضى ذلك ، وتذم العالم الذي يسلك هذا المسلك .
وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع بن الجراح كلام أناس من أصحاب الحديث وحركتهم ، فقال : يا أصحاب الحديث ما هذه الحركة عليكم بالوقار . ورأى
nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض قوما من أصحاب الحديث بهم بعض الخفة فقال : هكذا تكونون يا ورثة الأنبياء ؟ .