مطلب : للمسلم على المسلم أن يستر عورته .
( الثاني ) :
مما للمسلم على المسلم أن يستر عورته ، ويغفر زلته ، ويرحم عبرته ويقيل عثرته ، ويقبل معذرته ، ويرد غيبته ، ويديم نصيحته ، ويحفظ خلته ، ويرعى ذمته ، ويجيب دعوته ، ويقبل هديته ، ويكافئ صلته ، ويشكر نعمته ، ويحسن نصرته ، ويقضي حاجته ، ويشفع مسألته ويشمت عطسته ، ويرد ضالته ، ويواليه ولا يعاديه ، وينصره على ظالمه ، ويكفه عن ظلم غيره ، ولا يسلمه ، ولا يخذله ، ويحب له ما يحب لنفسه .
ذكره
ابن حمدان في الرعاية ، وليس على المسلم نصح الذمي ، نص عليه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد رضي الله عنه .
قال أصحابنا : ويستحب الكف عن مساوئ الناس وعيوبهم ، كذا عباراتهم .
قال
الحجاوي : والأولى يجب وهو كما قال زاد في الرعاية التي
[ ص: 267 ] يسرونها ، وعما يبدو منهم غفلة أو غلبة من كشف عورة أو خروج ريح ، أو صوت ريح ، ونحو ذلك فإن كان في جماعة فالأولى للسامع أن يظهر طرشا أو غفلة أو نوما أو يتوضأ هو وغيره سترا لذلك . انتهى .
قال
المهدوي في تفسيره : لا ينبغي لأحد أن يتجسس على أحد من المسلمين ، فإن اطلع منه على ريبة وجب أن يسترها ويعظه مع ذلك ويخوفه بالله . قال الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنه : الكيس العاقل هو الفطن المتغافل .
وقال بعضهم :
وإني لأعفو عن ذنوب كثيرة وفي دونها قطع الحبيب المواصل وأعرض عن ذي اللب حتى كأنني
جهلت الذي يأتي ولست بجاهل
وأنشد الإمام
ابن الجوزي في المعنى :
ومن لم يغض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عائب
ومن يتتبع جاهدا كل عثرة يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب
هذا كله في هجران أرباب المعاصي .