( فإني ) الفاء واقعة في جواب مهما النائبة عنها أما ، النائبة عنها الواو ( سوف ) حرف تنفيس واستقبال ( أنظم ) فعل مضارع من النظم وهو
[ ص: 35 ] التأليف وضم الشيء إلى آخر كما في القاموس . ونظم اللؤلؤ ينظمه نظما ونظاما ونظمه ألفه وجمعه في سلك فانتظم وتنظم ، والنظام كل خيط ينظم به لؤلؤ ونحوه انتهى .
وفي نهاية
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في أشراط الساعة : وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15414النظام : العقد من الجوهر والخرز ونحوهما وسلكه خيطه .
( جملة ) بضم الجيم وسكون الميم جماعة الشيء أي طرفا صالحا .
( من الأدب ) وهو في اللغة : الظرف وحسن التناول . يقال أدب كحسن فهو أديب وجمعه أدباء ، وأدبه علمه فتأدب ، قاله في القاموس .
وفي المطلع : الأدب بفتح الهمزة والدال مصدر أدب الرجل بكسر الدال وضمها لغة إذا صار أديبا في خلق أو علم .
والخلق بضم الخاء واللام صورة الإنسان الباطنة ، وبفتح الخاء صورته الظاهرة . وقال
الحافظ ابن حجر في شرح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : الأدب استعمال ما يحمد قولا وفعلا ، وعبر بعضهم عنه بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق ، وقيل الوقوف مع المستحسنات ، وقيل هو تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك انتهى .
مطلب : الناس في الأدب على طبقات وقال
السهروردي : الناس على طبقات : أهل الدنيا ، وأهل الدين ، وأهل الخصوص .
فأدب أهل الدنيا الفصاحة والبلاغة ، وتحصيل العلوم ، وأخبار الملوك ، وأشعار العرب .
وأدب أهل الدين مع العلم رياضة النفس ، وتأديب الجوارح ، وتهذيب الطباع ، وحفظ الحدود ، وترك الشهوات ، وتجنب الشبهات .
وأدب أهل الخصوص حفظ القلوب ورعاية الأسرار ، واستواء السر والعلانية . وقال
ابن فارس : الأدب دعاء الناس إلى الطعام ، والمأدبة الطعام لسبب أو غيره ، والآدب بالمد الداعي . واشتقاق الأدب من ذلك كأنه أمر قد أجمع على استحسانه .
وفي الحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14737القرآن مأدبة الله في الأرض } يعني مدعاته ، شبه القرآن بصنيع صنعه الناس لهم فيه خير ومنافع ، وفي العرف : ما دعا الخلق إلى المحامد ومكارم الأخلاق وتهذيبها .
( المأثور ) أي المنقول والمروي ، يقال حديث مأثور أي يأثره بمعنى ينقله عدل عن مثله كما قاله
أبو عبيد ( عن خير ) أي أفضل وأكرم ( مرشد )
[ ص: 36 ] بضم الميم وكسر الشين المعجمة اسم فاعل من أرشد ، يقال رشد كنصر وفرح رشدا ورشدا ورشادا اهتدى كاسترشد ، واسترشده طلبه ، والرشدى كجمزى اسم منه ، وأرشده الله هداه ، والرشد الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه . والرشيد من الأسماء الحسنى أي الهادي إلى سواء الصراط والذي حسن تقديره فيما قدر ، والمراد بالمرشد هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه خير من دعا إلى الله وهدى إلى سواء سبيله بقاله وحاله .
واعلم أن
تعلم الآداب وحسن السمت والقصد والحياء والسيرة مطلوب شرعا وعرفا .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11650إن الهدي الصالح والسمت والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة } .
وقال
النخعي : كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته وصلاته وإلى حاله ، ثم يأخذون عنه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه : تأدبوا ثم تعلموا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : اطلب الأدب فإنه زيادة في العقل ، ودليل على المروءة مؤنس في الوحدة ، وصاحب في الغربة ، ومال عند القلة . رواه
الأصبهاني في منتخبه .
وقال
أبو عبد الله البلخي : أدب العلم أكثر من العلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418الإمام عبد الله بن المبارك : لا ينبل الرجل بنوع من العلم ما لم يزين علمه بالأدب . ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في تاريخه .
ويروى عنه أيضا أنه قال : طلبت العلم فأصبت منه شيئا ، وطلبت الأدب فإذا أهله قد بادوا .
وقال بعض الحكماء : لا أدب إلا بعقل ، ولا عقل إلا بأدب .
وكان يقال : العون لمن لا عون له الأدب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف بن قيس : الأدب نور العقل كما أن النار نور البصر .