مطلب : في ذكر طرف من مناقب سيدنا الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
( تتمة ) في بعض مناقب سيدنا الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وطرف من ترجمته لمناسبة ذكره في قول الناظم على نص
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
أقول : هو الإمام المبجل
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان - بالمثناة تحت - بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكاب بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب - بكسر الهاء وإسكان النون وبعدها باء موحدة - ابن أفصى - بالفاء والصاد المهملة - ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدناء الشيباني المروذي البغدادي . هكذا ذكره الخطيب الحافظ
أبو بكر البغدادي nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر وغيرهم . قال
ابن عبد الدائم البرماوي :
nindex.php?page=showalam&ids=11814الشيباني ; لأنه من
بني شيبان بفتح الشين المعجمة
ابن ذهل بضم الذال المعجمة
ابن ثعلبة كما نسبه ولده
عبد الله واعتمده
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب وغيره . وغلط
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب nindex.php?page=showalam&ids=14304عباسا الدوري وأبا بكر بن داود بن مأكولا [ ص: 299 ] في قولهما إنه من
ذهل بن شيبان بن ثعلبة وقال
وذهل من
ثعلبة هو عم
ذهل بن شيبان . قال
الجوهري :
وشيبان حي من
بكر وهما شيبانان أحدهما
شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، والآخر
شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة ، وهو موافق لما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب . وقدم في المغني
ذهل على
شيبان والصواب تقديم
شيبان كما ذكرنا . حملت به أمه
بمرو وولد
ببغداد ونشأ بها وأقام بها إلى أن توفي ، ودخل
مكة والمدينة والشام واليمن والكوفة والبصرة والجزيرة . وسمع
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=12350وإبراهيم بن سعد nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى القطان nindex.php?page=showalam&ids=17249وهشيما nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيعا وابن علية nindex.php?page=showalam&ids=13577وابن مهدي nindex.php?page=showalam&ids=16360وعبد الرزاق وخلائق كثيرين ذكرهم الحافظ
ابن الجوزي وغيره على حروف المعجم . وروى عنه
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق nindex.php?page=showalam&ids=17294ويحيى بن آدم وأبو الوليد nindex.php?page=showalam&ids=13577وابن مهدي nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون nindex.php?page=showalam&ids=16604وعلي بن المديني nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=12013وأبو زرعة الرازي والدمشقي nindex.php?page=showalam&ids=12352وإبراهيم الحربي وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ الطائي الأثرم وعبد الله بن محمد البغوي وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ومحمد بن إسحاق الصاغاني nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم الرازي nindex.php?page=showalam&ids=12208وأحمد بن أبي الحواري وموسى بن هارون وحنبل بن إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=14274وعثمان بن سعيد الدارمي وحجاج بن الشاعر وولداه
والمروذي وخلائق كثيرون ذكرهم الحافظ
ابن الجوزي في المناقب على حروف المعجم . واجتمع بالإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وكل منهما أخذ عن الآخر ، ولم يرو
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه في الصحيح سوى حديث واحد آخر الصدقات تعليقا . وقال
الحازمي : إن
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري روى عن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد حديثا ثانيا بواسطة
nindex.php?page=showalam&ids=12225أحمد بن الحسن الترمذي .
وفضائل الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضوان الله عليه مشهورة ، ومناقبه مأثورة ، سارت بذكره الركبان ، وبلغ صيته كل قاص ودان ، وملأ ذكره الأمصار والبلدان . وكل إمام في علم رسول الله صلى الله عليه وسلم خضع له ودان . قال فيه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رضي الله عنهما : خرجت من
بغداد وما خلفت بها أحدا أورع ولا أتقى ولا أفقه ولا أعلم من
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل .
[ ص: 300 ] وقال
أبو زرعة لولد الإمام
عبد الله : كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث ، فقال له
عبد الله وما يدريك ؟ فقال ذاكرته فأخذت عليه الأبواب . قلت : في ثمار منتهى العقول في منتهى النقول للإمام
الحافظ جلال الدين السيوطي ما نصه : انتهى الحفظ
لابن جرير الطبري فريد في علم التفسير ، وكان يحفظ كتبا حمل ثمانين بعيرا
. وحفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في كل جمعة ألف كراس وحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشعر استشهادا للنحو . وكان الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يحفظ من مرة أو نظرة .
nindex.php?page=showalam&ids=13251وابن سينا الحكيم حفظ القرآن في ليلة واحدة .
وأبو زرعة كان يحفظ ألف ألف حديث .
nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري حفظ عشرها أي مائة ألف حديث . والكل من بعض محفوظ الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل رضي الله عنه انتهى . وذكر غير واحد من الحفاظ منهم
ابن حجر العسقلاني أنه لم يحط أحد بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم غير الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل . وهذه منقبة امتاز بها عن سائر هذه الأمة وعمن مضى ، وعمن بقي من الأئمة .
ولذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي : يقول الناس
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل بالتوهم والله ما أجد لأحد من التابعين عليه مزية ، ولا أعرف أحدا يقدر قدره ، ولا يعرف من الإسلام محله . قال : ولقد صحبته عشرين سنة صيفا وشتاء وحرا وبردا وليلا ونهارا فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس . ولقد كان يقدم أئمة العلماء من كل بلد وإمام كل مصر فهم بجلالتهم ما دام الرجل منهم خارجا من المسجد ، فإذا دخل المسجد ، صار غلاما متعلما
. وقال
الحربي أيضا : قد رأيت رجالات الدنيا لم أر مثل ثلاثة
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل وتعجز النساء أن تلد مثله ، ورأيت
بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا ، ورأيت
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبا عبيد القاسم بن سلام كأنه جبل نفخ فيه علم . وقال
عبد الوهاب الوراق : ما رأيت مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل . قالوا له : وأي شيء بان لك من فضله وعلمه على سائر من رأيت ؟ قال : رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال حدثنا وأخبرنا وروينا . قلت : وهذه كالأولى لا يعلم أحد من أئمة الدنيا فعلها . وقد سئل كثير من
[ ص: 301 ] الأئمة عن معشار عشر ذلك فأحجم عن الجواب عن أكثرها
. وإلى هذا أشار الإمام
الصرصري في لاميته بقوله :
حوى ألف ألف من أحاديث أسندت وأثبتها حفظا بقلب محصل أجاب على ستين ألف قضية
بأخبرنا لا من صحائف نقل وكان إماما في الحديث وحجة
لنقد صحيح ثابت ومعلل وكان إماما في كتاب وسنة
وعلم وزهد كامل وتوكل فمنهجه في الحق أقوم منهج
ومورده في الشرع أعذب منهل وهدد في القرآن بالسوط والظبا
فلم يخش من تهديد سوط ومنصل فما قال شيئا لم يقل متصديا
لنصر الهدى فردا على ألف جحفل ومن قال في دين الهدى متخرصا
بآرائه ما لم يقل لم يعدل فقد كان كالصديق في يوم ردة
وعثمان يوم الدار في الصبر إذ بلي وفي الضرب إذ حلت سراويله دعا
فما فارقت حقوي محق مسرول وسافر من بغداد من ورع إلى
خراسان في رد اليراع المسجل ومن ورع قد كان يطوي ثمانيا
مواصلة في عسكر المتوكل هو العلم المشهور لم يطو ذكره
ممات بل استعلى على كل معتل إمام عظيم كان لله حجة
على نفي تشبيه ودحض معطل
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني - رحم الله روحه - : إن سيدي
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل أمرني أن لا أحدث إلا من كتاب . وقال إن الله - عز وجل - أعز هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث ،
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق يوم الردة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل يوم المحنة
. وقال : ما قام أحد بأمر الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل قيل يا
أبا الحسن ولا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق ؟ قال ولا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق ، إن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق كان له أعوان وأصحاب ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل لم يكن له أعوان ولا أصحاب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام :
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل إمامنا إني لأتزين بذكره
. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13665أبو بكر الأثرم : كنا عند
أبي عبيد وأنا أنظر رجلا عنده ، فقال الرجل من قال بهذه المسألة ؟ فقلت من ليس في شرق ولا غرب مثله ، قال من ؟ قلت
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل . قال
أبو عبيد صدق ليس في شرق ولا غرب
[ ص: 302 ] مثله ، ما رأيت رجلا أعلم بالسنة منه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه رضي الله عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل حجة بين الله وبين عبيده في أرضه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبو زرعة الرازي : ما رأت عيناي مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل في العلم والزهد والفقه والمعرفة وكل خير ، ما رأت عيناي مثله . وقال أيضا : ما رأيت أحدا أجمع منه ، وما رأيت أحدا أكمل منه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15215المزني صاحب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي :
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل أبو بكر يوم الردة ،
nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر يوم السقيفة ،
وعثمان يوم الدار ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي يوم
صفين
. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود السجستاني : رأيت مائتي شيخ من مشايخ العلم فما رأيت مثل
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، لم يخض في شيء مما يخوض فيه الناس ، فإذا ذكر العلم تكلم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي :
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب في زمانه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري في زمانه
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل في زمانه . وقال
عبد الوهاب الوراق : لما قال النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=24126فردوه إلى عالمه } رددناه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل . وكان أعلم أهل زمانه ، ومناقبه كثيرة ومآثره شهيرة رضي الله تعالى عنه ، ونفعنا بمحبته . وقد صنف في مناقبه من المتقدمين والمتأخرين جماعة
كابن منده ،
nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي ، وشيخ الإسلام
الأنصاري ،
وابن الجوزي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13594وابن ناصر ، وغيرهم . ومناقبه وإمامته ومآثره وسيادته وبراعته وزهادته وروايته ودرايته ومجموع محاسنه كالشمس إلا أنها لا تغرب رضي الله عنه وحشرنا في زمرته آمين . ولد رضوان الله عليه في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة ، وتوفي
ببغداد يوم الجمعة لنحو من ساعتين من النهار لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين ، فمدة حياته رضي الله عنه سبعة وسبعون سنة ، ووهم
المناوي في أول شرح الجامع الصغير فقال سبع وثمانون ، فزاد على عمره عشر سنين ، وهو سبق بلا شك والله الموفق
. صنف المسند ثلاثين ألف حديث غير المكرر والتفسير مائة ألف
[ ص: 303 ] وعشرين ألفا ، والناسخ والمنسوخ ، والتاريخ ، وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، والزهد ، والمقدم والمؤخر في القرآن ، وجوابات القرآن ، والظاهر أنه للرد على الزنادقة ، والمناسك الكبير والصغير ، وأشياء أخر .
وكان رضي الله عنه شيخا وقورا كثير التواضع يحب الفقراء ، لم ير الفقير نفسه أعز منه في مجلس الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل رضي الله عنه . وكان حسن الخلق ، دائم البشر ، لين الجانب ، ليس بفظ ولا غليظ ، يحب في الله ويبغض في الله ، وإذا أحب رجلا أحب له ما يحب لنفسه ، ويكره ما يكره لنفسه . وقال
يزيد المنادي : كان الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبو عبد الله أحمد بن حنبل من أحيا الناس وأكرمهم نفسا ، وأحسنهم عشرة وأدبا ، كثير الإطراق والغض ، معرضا عن القبيح واللغو ، لا يسمع منه إلا المذاكرة بالحديث والرجال والطرق وذكر الصالحين والزهاد ، في وقار وسكون ولفظ حسن . وإذا لقيه إنسان سر به وأقبل عليه ، وكان يتواضع تواضعا شديدا ، وكانوا يكرمونه ويعظمونه ويحبونه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : كنا في مجلس
nindex.php?page=showalam&ids=15541بشر بن موسى يعني
ابن صالح الأسدي ومعنا
nindex.php?page=showalam&ids=13216أبو العباس بن سريج الفقيه القاضي ، فخاضوا في ذكر
محمد بن جرير الطبري وأنه لم يدخل ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل في كتابه الذي ألفه في اختلاف الفقهاء ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13216أبو العباس بن سريج : وهل أصول الفقه إلا ما كان يحسنه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ؟ حفظ آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعرفة بسنته واختلاف الصحابة والتابعين رضي الله عنهم . قلت : لم يبق بعدما ذكره
ابن سريج رحمه الله تعالى سوى القياس والرأي ، وإنما يرجع إليه حيث لا نص ،
nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد رضي الله عنه قد أحاط علمه بالمنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين ، فهو أجدر الأئمة بالصواب والله أعلم
. ونحن والشافعية والمالكية متفقون على أنه لا يذهب إلى القياس مع وجود النص ، وإن اختلفا في الاحتجاج بأقوال الصحابة حيث لا يعارضها نص ، ولا مثلها فمذهبنا اتباع المنقول ، وتقديم خبر الرسول ، وأقوال الصحابة الفحول
[ ص: 304 ] بالشروط المذكورة في الأصول على القياس والمعقول ، والله الموفق . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال : حدثنا
المروذي قال قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : ما كتبت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ، وقد عملت به حتى مر بي في الحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=2978أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا } ، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت . وقال
الحسين بن إسماعيل : سمعت أبي يقول : كان يجتمع في مجلس
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل زهاء على خمسة آلاف ، ويزيدون أقل من خمسمائة يكتبون ، والباقي يتعلمون منه حسن الأدب وحسن السمت
. وقال
ابن مفلح في الآداب : روي من غير طريق أن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي كتب من
مصر كتابا وأعطاه
للربيع بن سلمان وقال : اذهب به إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبي عبد الله أحمد بن حنبل وأتني بالجواب ، فجاء به إليه ، فلما قرأه تغرغرت عيناه بالدموع . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ذكر فيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال له : اكتب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم يرفع الله لك علما إلى يوم القيامة . فقال له
الربيع البشارة ، فأعطاه قميصه الذي يلي جسده وجواب الكتاب ، فقال له
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أي شيء دفع إليك ؟ قال القميص الذي يلي جسده ، قال ليس نفجعك به ، ولكن بله وادفع إلينا الماء حتى نشركك فيه . قال
الربيع فغسلته وحملت ماءه إليه فتركه في قنينة وكنت أراه كل يوم يأخذ منه فيمسح على وجهه تبركا
nindex.php?page=showalam&ids=12251بأحمد بن حنبل رضي الله عنهم انتهى . وقد رويت هذه الحكاية من عدة طرق واشتهرت على ألسنة الخلق ، وتحلت بها الكتب المدونة ، واشتهرت في المحافل على الألسنة
. وأنشد
إسماعيل بن فلان الترمذي الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل رضي الله عنه قصيدة له فيه وهو في السجن فمنها قوله :
إذا ميز الأشياء يوما وحصلوا nindex.php?page=showalam&ids=12251فأحمد من بين المشايخ جوهر
إذا افتخر الأقوام يوما بسيد ففيه لنا والحمد لله مفخر
فيا أيها الساعي ليدرك شأوه رويدك عن إدراكه ستقصر [ ص: 305 ]
حمى نفسه الدنيا وقد سمحت له فمنزله إلا من القوت مقفر
فإن يك في الدنيا مقلا فإنه من الأدب المحمود والعلم مكثر
وقال الإمام
بشر الحافي رضي الله عنه : إن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه قام مقام الأنبياء . وقال أيضا : أدخل
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل الكير فخرج ذهبة حمراء .
وقد روينا بالإسناد إلى
بشر قال سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15265المعافى بن عمران يقول : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن الفتوة ، فقال الفتوة العقل والحياء ، ورأسها الحافظ ، وزينتها الحلم والأدب ، وشرفها العلم والورع ، وحليتها المحافظة على الصلوات ، وبر الوالدين وصلة الرحم ، وبذل المعروف ، وحفظ الجار وترك التكبر ولزوم الجماعة والوقار وغض الطرف عن المحارم ولين الكلام وبذل السلام وأبر الفتيان العقلاء الذين عقلوا عن الله أمره ونهيه وصدق الحديث واجتناب الحلف وإظهار المودة وإطلاق الوجه وإكرام الجليس والإنصات للحديث وكتمان السر وستر العيوب وأداء الأمانة وترك الخيانة والوفاء بالعهد ، والصمت في المجالس من غير عي ، والتواضع من غير حاجة ، وإجلال الكبير ، والرفق بالصغير ، والرأفة والرحمة للمسكين ، والصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء وكمال الفتوة الخشية لله عز وجل فينبغي للفتى أن تكون فيه هذه الخصال ، فإذا كان كذلك كان فتى حقا . قال
بشر : وكذلك كان
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل فتى ; لأنه قد جمع هذه الخصال كلها .
( خاتمة ) ذكر
ابن الجوزي وغيره من الأئمة أنه لما توفي الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضوان الله عليه وجه
ابن طاهر بمناديل فيها ثياب وطيب ، فقال الرسول لولده
صالح : الأمير يقرئك السلام قد فعلت ما لو كان أمير المؤمنين حاضرا لكان فعله قال
صالح فأرسلت إليه أن أمير المؤمنين قد كان أعفاه مما يكره ، وهذا مما يكره ، فعاد إليه الرسول يقول يكون شعاره ولا يكون دثاره ، فأعدت إليه مثل ذلك فرد ذلك ، ولم يقبله . وكانت جارية الإمام رضي الله عنه أعدت له ثوبا عشاريا من غزلها ، قدر بثمانية وعشرين درهما فقطعوه له لفافتين وأخذوا من فوران لفافة أخرى .
[ ص: 306 ] قال ولده فأدرجناه في ثلاث لفائف واشترينا له حنوطا ، وحضره نحو من مائة من
بني هاشم عند تكفينه ، فجعلوا يقبلون جبهته حين وضع على السرير . وأما الجمع الذي صلوا عليه فلم يسمع في الجاهلية والإسلام بمثله . قاله
عبد الوهاب الوراق . وقد حزر الموضع مسحه على التصحيح فإذا هو نحو من ألف ألف ، وحزرنا على السور نحوا من ستين ألفا من النساء . وفي رواية فإذا هو ألف ألف وستمائة ألف سوى ما كان في السفن . وفي أخرى ألفي ألف وخمسمائة ألف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن الإمام عن والده : قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز . ويروى أنه لم تر جنازة مثلها إلا جنازة في
بني إسرائيل رضي الله عنه ووقع المأتم بسبب موته رضي الله عنه في أربعة أصناف من الناس ، المسلمين
واليهود والنصارى والمجوس ، وأسلم يوم موته عشرون ألفا من
اليهود والنصارى والمجوس . قلت : وقد روي أن جميع الجن حضرت جنازته إلا المردة . ذكره
ابن الجوزي . ونعته الجن المؤمنون . وإلى ما ذكرنا أشار
الصرصري رحمه الله في اللامية بقوله :
وعشرون ألفا أسلموا حين عاينوا جنازته من كل صنف مضلل
وصلى عليه ألف ألف موحد وستمئي ألف فأعظم وأكمل
فقد بان بعد الموت للناس فضله كما كان حيا فضله ظاهر جلي
أقر له بالفضل أعيان وقته وأثنوا عليه بالثناء المبجل
إلى ما يطول نقله ، ويكثر عله ونهله . وجميع ما ذكرنا من مآثره بالنسبة لما لم نذكره كقطرة من بحر لجي . وإنما حلينا كتابنا هذا بطرف من ذكره ومناقبه ومآثره لتحصل له بركة ذكره . فرضوان الله عليه ، وأماتنا الله على طريقه وحبه ، ببركة نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم وآله وحزبه إنه جواد كريم ، رءوف رحيم .